في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء ٢٩ أيّار ٢٠١٩، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي أقيم لوداع الأب مازن متّوكا والأب ميشال حموي، بمناسبة انتهاء خدمتهما في إكليريكية سيّدة النجاة، وذلك في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي - الشرفة، درعون - حريصا.
احتفل بالقداس الأبوان مازن وميشال، وشارك فيه أصحاب السيادة: مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان الأفراميون والراهبات الأفراميات وطلاب إكليريكية دير الشرفة.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أعطيكم وصية جديدة أن تحبّوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن سعادته بترؤّس هذا القداس الذي فيه "نعبّر عن شكرنا ودعائنا وتقديرنا لأبوين خدما الإكليريكية: أبونا مازن لستّ سنوات كمعاون وكمدير، وأبونا ميشال كمعاون لسنتين، وهما كاهنان قدّما ذاتهما لتنشئة الإكليريكيين"، منوّهاً إلى أننا "نعرف أنّ تنشئة الإكليريكيين هي خدمة مهمّة في كلّ الكنائس والأبرشيات، وبشكل خاص في كنيستنا، لأنّ إكليريكية سيّدة النجاة - الشرفة هي إكليريكية البطريركية التي تستقبل الشباب الراغبين في تلبية دعوة الرب إلى الكهنوت".
وأكّد غبطته أننا نبقى دائماً متّجهين "نحو الرب يسوع القائم من بين الأموات، متابعين خدمتنا بالفرح مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، لأنّ الرب يسوع هو الذي يحيا فينا. وعندما يحيا يسوع فينا، يمنحنا الفرح والسعادة الحقيقية"، مذكّراً أنّ "فرح القيامة الذي نعيشه لا بدّ أن يمرّ بآلام درب الصليب والموت".
وشدّد غبطته على أننا "لا نخاف من أيّة صعوبة أو أيّ نقص في حياتنا، ونحن لسنا متمسّكين بمكان وخدمة معيَّنَين، بل نلبّي الدعوة أينما يدعونا الرب بالرغم من نقائصنا ومحدوديتنا البشرية، متّكلين على الرب يسوع الذي وعدنا أنه سيبقى معنا ويحيا فينا".
وقدّم غبطته جزيل الشكر للأبوين مازن وميشال باسم الطلاب الإكليريكيين الأحبّاء، داعياً لهما "أن يتابعا رسالتهما الكهنوتية بالخدمة المتفانية أينما دعاهما الرب باسم الكنيسة، وألا يتّكلا فقط على قواهما البشرية، إنّما على الرب يسوع الذي لا يخيّب تلاميذه أبداً، لأنّه هو الذي دعاهم وهو الذي كرّسهم وهو مثالهم".
وختم غبطته موعظته بالصلاة والتضرّع إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة النجاة في هذا الشهر المبارك المكرَّس لتكريمها، وجميع القديسين والشهداء، من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية، سائلاً إيّاه "أن يبقى مع كنيسته دائماً رغم الصعوبات والتحدّيات".
وقبل نهاية القداس، ألقى الأب مازن كلمة باسمه وباسم الأب ميشال، شكر فيها غبطته على محبّته واحتضانه الأبوي ورعايته الدائمة لهما وللإكليريكية وللكنيسة برمّتها، شاكراً غبطته وجميع الحاضرين من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وشمامسة على محبتهم ومشاركتهم في هذه المناسبة، خاصّاً طلاب الإكليريكية على دعوتهم لهذا القداس الوداعي، وطالباً من الجميع أن يصلّوا لأجله ولأجل الأب ميشال ليوفّقهما الرب في خدمة الكنيسة المقدسة حيثما دعاهما للخدمة.
ثمّ قدّم غبطته لكلٍّ من الأبوين مازن وميشال مسبحة صلاة عربون محبّة وشكر.
كما قدّم الطلاب الإكليريكيون لكلٍّ من الأبوين درعاً تذكارياً كبادرة شكر وتقدير وإكرام.
وفي نهاية القداس، منح غبطة أبينا البطريرك البركة، لينتقل الجميع إلى صالون الدير حيث عبّروا للأبوين مازن وميشال عن محبّتهم وتمنّياتهم بالتوفيق والنجاح ببركة الرب وبالإتّكال عليه.
|