في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء ١٢ حزيران ٢٠١٩، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، اللقاء السنوي السادس لكهنة أوروبا السريان الكاثوليك، والذي عُقد هذا العام في دير راهبات سيّدة الإنتقال، في مدينة لورد، فرنسا.
شارك في هذا اللقاء، بدعوة خاصة من غبطته، سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، كما شارك أيضاً الأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب جول بطرس المرشد العام للعمل الراعوي الجامعي والشبيبة في لبنان، والآباء الخوارنة والكهنة الخادمون في الرعايا والإرساليات السريانية الكاثوليكية في أوروبا:
ألمانيا: الخوري مارون حيصا، والأبوان رياض بهنام، وكارلو يشوع، والسويد: الخوري إدريس حنّا، والآباء حسام شعبو، عمّار باهينا، بول قس داود، واليان غانم، وفرنسا: الآباء إيلي وردة، نبيل ياكو، وأنيس حنّا، وبلجيكا: الأب توما حبّابة، كما حضر بدعوة من غبطته الشمّاس جبرائيل عطالله من هولندا.
واعتذر عن الحضور لأسباب مقبولة كلٌّ من الأب بيار النادر، مخلص ششّا، وإياد ياكو.
استهلّ غبطته اللقاء بالصلاة، مستلهماً الروح القدس، في هذا الزمن المقدس زمن العنصرة، سائلاً بركة الرب للإجتماع وللآباء الكهنة وللرعايا والإرساليات التي يخدمونها.
ووجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية إرشادية للكهنة، عبّر فيها عن محبّته واعتزازه وشكره لهم على خدمة الرعايا الإرساليات السريانية الكاثوليكية في بلاد الانتشار، معرباً عن دعمه ومساندته لهم في خدمتهم رغم الصعوبات والتحدّيات.
وتأمّل غبطته باللقاء الوداعي ليسوع مع تلاميذه ووصيته لهم: "كما أحبّني الآب أحبّكم أنا، اثبتوا في محبّتي"، مشيراً إلى أنّ "يسوع أحبّنا محبّةً مطلقةً دون حدود أو شروط، من هنا أهمّية ووجوب تبادُل المحبّة مع يسوع ومع بعضنا البعض ككهنة".
وذكّر غبطتُه الكهنةَ بالرسالة الموكلة إليكم من الرب يسوع القائل "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضاً"، منوّهاً إلى أنّ "الرسالة ليست سهلة، ولكنّ محبّتنا لبعضنا تستطيع أن تتجاوز كلّ المعوقات والعراقيل، فرغم الصعوبات استطعنا أن نجتمع سويّةً وللمرّة السادسة، ورغم المعاناة يجب أن نعيش الفرح بالرب يسوع وفرح خدمة الشعب"، مؤكّداً على أنّ "هذا الفرح يتجسّد في محبّتنا لكنيستنا رغم كلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها. فمحبّتنا لكنيستنا يجب أن تكون مطلقة دون تساؤل أو شرط، وكما نحبّ يسوع يجب أن نحبّ الكنيسة عروس يسوع، وهذه العروس هي كنيستنا السريانية".
وشدّد غبطته على ضرورة "أن نعرف كيف نضحّي من أجل الكنيسة، ونعرّف الناس عليها بأيّ شكل من الأشكال، ونطلعهم على تراثنا الطقسي الغني ولغتنا السريانية وأمانة آبائنا وأجدادنا ليسوع على مدى القرون، وأن نحافظ على هذا الإيمان والتعلّق بكرسي كنيستنا البطريركية الأنطاكي الرسولي"، منوّهاً إلى أنه "بإمكاننا أن نتثقّف بالمواضيع الكنسية الخاصة بنا، وأن نكون في الوقت عينه رسلاً نغني الآخرين بما لدى كنيستنا من كنوز".
وتابع غبطته: "أتّكل عليكم أنكم ستبقون دائماً الرسل الذين يقرّون بضعفهم البشري، ولكن أيضاً يتّكلون على النعمة الإلهية، حتى تقوموا برسالة الخدمة التي إليها دعاكم الرب. أشكركم لكلّ ما تقومون به، لأنكم بقيتم أمناء وثابتين في خدمتكم رغم الصعوبات والتحدّيات".
وختم غبطته كلمته: "نمتلئ فرحاً واعتزازاً وتعزيةً إذ أنّ كنيستنا التي تعاني هي لؤلؤة في تاج المسيح، لأنها شاهدة للإيمان بالمسيح على مدى القرون، وشهيدة من أجل هذا الإيمان، كلّ هذا حبّاً بالرب يسوع فاديها ومخلّصها، وهي لديها الغنى الروحي والتراث الطقسي الذي به تغني الكنيسة الجامعة".
وبناءً على طلب غبطته وبدعوة منه، ألقى سيادة المطران بطرس موشي كلمة تحدّث فيها بإسهاب عن أبرز التحدّيات التي تعترض خدمة الكاهن في بلاد الإنتشار، مؤكّداً على أهمّية دور الكاهن الخادم في الرعايا والإرساليات في الغرب، في مساعدة المؤمنين على التجذّر والثبات في انتمائهم إلى كنيستهم السريانية الأمّ، رغم ما يعترض هذا الأمر من تحدّيات، موصياً الكهنة بضرورة التكاتف والتعاون معاً لما فيه خير المؤمنين الموكَلين إلى رعايتهم.
وقد ألقى الأب رامي قبلان كلمة رحّب فيها بالجميع، وتحدّث عن مهمّة الكاهن الخادم في أوروبا كرسول، وتحدّيات خدمته، مؤكّداً على أهمّية هذا اللقاء للتجدّد من الداخل، وتعزيز الروابط فيما بين الكهنة، والحفاظ على تقاليد الكنيسة السريانية، والمشاركة معاً في وحدة العمل يداً بيد في سبيل مصلحة الكنيسة وخير المؤمنين، وذلك بالإتّكال على نعمة الرب التي تشدّد وتقوّي الضعف.
ثمّ تتابعت الجلسات وعرض كلّ واحد من الكهنة الخادمين في أوروبا تقريراً ضمّنه أبرز أعماله ونشاطاته في الرعايا والإرساليات التي يخدمها.
هذا وستستمرّ جلسات اللقاء حتى يوم الجمعة القادم في الرابع عشر من حزيران، في هذا المكان المبارك بالقرب من مزار العذراء مريم سيّدة لورد.
|