يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، خلال رتبة تولية سيادة الأسقف الجديد لأبرشية حدياب – أربيل وسائر إقليم كوردستان – العراق، والتي ترأسها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وذلك مساء يوم السبت 24 آب 2019، في كاتدرائية سلطانة السلام في عينكاوة – أربيل:
"بفرح وسرور نستقبلكم، أبانا الطوباوي، مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، الكلي الطوبى، في كاتدرائية سلطانة السلام، لتترأسوا احتفالنا هذا بتجليس مار نثنائيل نزار سمعان على كرسي أبرشية حدياب، الأبرشية السريانية المستحدَثة في الإقليم، والتي تشمل إقليم كوردستان - الجزء الشمالي من أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك، والتي تضمّ جميع أبنائنا من السريان الساكنين والمقيمين في الإقليم.
ضيوفنا الكرام من أصحاب المعالي الوزراء ممثّلي رئيس وحكومة إقليم كوردستان الجزيلي الإحترام
السادة رؤساء ومدراء وممثّلي الدوائر الرسمية والمنظّمات الحزبية ومنظّمات المجتمع المدني المحترمين
آبائي السادة المطارنة والأساقفة الأجلاء
الآباء الكهنة والإخوة الرهبان والأخوات الراهبات وجميع المكرَّسين والمكرَّسات المحترَمين
أيّها الحضور الكرام
لم يكن لنا في الماضي القريب في كوردستان سوى كنيسة واحدة في مدينة زاخو يعود تاريخ إنشائها إلى أواسط القرن السابع عشر، علماً أنّ التاريخ ينقل لنا بأنّ المطران مار إيوانيس أيّوب البغديدي ترأس أبرشية بانوهدرا السريانية في شمال العراق (محافظة دهوك)، وخدم فيها النفوس إلى حين وفاته سنة 1284م.
كما وتؤكّد العديد من المخطوطات على وجود كنيسة باسم السيّدة العذراء في "سميل" في أيّام القس صليبا والقس يشوع أخو المطران كارس عام 2042 يونانية، وأنّ عدّة رسامات كهنوتية وشمّاسية أجريت في عمادية وفي دهوك وفي زاخو وفي عقرة، قام بها مطارنة دير مار متّى الذين كانوا يسوسون المنطقة الشمالية.
إلا أنه، ونتيجة للتهديدات والضغوط والملاحقات التي لاقاها أبناؤنا من قبل العناصر المتطرّفة، في بغداد والبصرة وكركوك والموصل، توجّه العديد من أبنائنا إلى الإقليم، فعمّروا وسكنوا في أربيل وفي دهوك، فكان أن قدّم لنا، مشكوراً، سيادة الرئيس مسعود بارزاني، قطعتين من الأرض، الواحدة في عينكاوة، والثانية في دهوك، مخصّصتين لبناء كنيستين لأبنائنا من السريان الكاثوليك.
ولمّا كان التهجير القسري لأبنائنا في الموصل وفي قرى سهل نينوى، وجد أبناؤنا في الإقليم مأوى احتضنهم مدّة تهجيرهم.
واليوم، وبعد أن تمّ تحرير الموصل وبلداتنا في سهل نينوى، آثر قسم منهم البقاء والعيش في الإقليم، فكثر عدد أبنائنا من السريان حتّى فاق عددهم حالياً 1200 عائلة سريانية ثابتة، فكانت فكرة استحداث أبرشية جديدة في الإقليم، تثميناً لاحتضان الإقليم لأبنائنا وقت محنة تهجيرنا، ودعماً لإيمان أبنائنا الذين آثروا البقاء والعيش في الإقليم، وتشجيعاً لهم وتكريساً لرغبتهم في عدم تركهم الوطن.
تبنّى الفكرة غبطة أبينا البطريرك، وأيّدها آباء السينودس المقدس، فقدّم سيادة مار نثنائيل نزار سمعان نفسه ليكون أول أسقف لهذه الأبرشية الفتية التي اتّخذت اسم أبرشية حدياب، وهو الاسم الكنسي لأربيل. وكلّنا أمل في أنّ أبناءنا السريان، أسقفاً ومؤمنين، سينضمّون للعمل معاً مع بقية رؤساء ومؤمني الأبرشيات الأخرى المتواجدة في الإقليم، شهادةً على ديمومة إيمان آبائنا المسيحيين الذي يعود إلى أوائل القرون الأولى.
مبروك أبانا الطوباوي أبرشيتكم الجديدة، مبروك أبناءنا أبرشيتكم وأسقفكم الجديد مار نثنائيل نزار سمعان، مبروك سيدنا نزار أبرشيتكم، مبروك للإقليم هذا الإنجاز الرائع. وسلام الله معكم وبركته تصحبكم أجمعين".
المطران يوحنّا بطرس موشي
رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك
|