في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 8 أيلول 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد ولادة السيّدة مريم العذراء، واحتفالاً بعيد القديس مار موسى الحبشي الذي يصادف في الثامن والعشرين من شهر آب من كلّ عام، وذلك على مذبح كنيسة مار موسى الحبشي السريانية الكاثوليكية في راشيّا الوادي – البقاع، لبنان.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، وشارك فيه صاحب السيادة المطران مار ربولا أنطوان بيلوني، والأباتي حنّا ياكو رئيس دير الشرفة والرهبان الأفراميين، والأب بطرس سلمان، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والرهبان الأفراميون، والطلاب الإكليريكيون من إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة. وخدمت القداس جوقة مار أفرام والقديسة تريزيا في زحلة.
كما حضر القداس صاحبا النيافة: المطران الياس كفوري رئيس أساقفة صيدا وصور ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس، والمطران أفرام كيرياكوس رئيس أساقفة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس، وعدد من الكهنة من مختلف الكنائس الشقيقة.
كما حضر رئيس بلدية راشيّا الوادي الأستاذ بسّام دلّال، وعدد من فعاليات المنطقة من مدنية وأمنية وعسكرية، وجموع من أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في راشيّا الوادي ومختلف المناطق، ومن أبناء الكنائس الشقيقة، وممثّلون عن الطوائف الأخرى في المنطقة من السنّة والموحّدين الدروز.
وأكّد غبطة أبينا البطريرك في موعظته بعد الإنجيل المقدس، والتي جاءت بعنوان "إنّ كلّ من يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات هو أبي وأمّي وأخي وأختي"، أنه "على كلّ مؤمن أن يعيش هذه العلاقة مع الله فعلياً بإتمام مشيئته تعالى، هو الخالق والمعتني والذي يريد خلاص البشرية جمعاء"، شاكراً الحضور جميعاً من مختلف الكنائس والطوائف والأطياف "لأنكم أتيتم كي تشاركونا فرحة هذين العيدين، عيد ولادة السيّدة مريم العذراء وعيد مار موسى الحبشي".
وتحدّث غبطته عن ولادة العذراء التي هي "ولادة متميِّزة بإنعام إلهي أن تكون هذه العذراء منزَّهة عن كلّ خطيئة، وهذه المناسبة تحتفل بها الكنائس بأسرها في العالم في الثامن من شهر أيلول من كلّ عام، ونكرّم أمّنا مريم العذراء ونطلب شفاعتها، ليس فقط لنا ولعائلاتنا ولرعيتنا ولمدننا، بل للبنان بكامل أطيافه ومكوّناته، دينيةً كانت أو حزبية أو مدنية. فالأمّ العذراء هي قادرة بشفاعتها لدى ابنها الرب يسوع المسيح أن تحمي لبنان وتحمينا جميعاً، وترافق أولادنا، صغاراً وكباراً، نحو الكمال الإنساني والمسيحي".
وانتقل غبطته إلى الحديث عن "عيد مار موسى الحبشي الذي تحتفل به الكنيسة في الثامن والعشرين من شهر آب من كلّ عام"، منوّهاً إلى أنّ "هذه الرعية أضحت رعيةً صغيرةً، وهذه الكنيسة الصغيرة هي أقدم كنائسنا في لبنان، وقد كانت من قبل تابعةً لأبرشية دمشق قبل استقلال لبنان، وكانت مشهورةً بالعيش الواحد بين جميع المواطنين من كلّ الأطياف ومن كلّ الطوائف، وهذه الكنيسة سُمِّيَت على اسم قديس اشتهر أيضاً في الشرق كلّه، في أفريقيا وفي بلاد الشام، ونحن نعتزّ أننا كسريان حافظنا على ديرٍ باسم هذا القديس بالقرب من مدينة النبك في سوريا، وكان ديراً يعجّ بالرهبان ويستقبل الجميع، لا سيّما أولئك الذين كانوا يتوجّهون نحو الأراضي المقدسة للحجّ المقدس، وقد عُدنا ورمّمناه بنعمة الرب، ولا يزال عامراً بالرهبان والراهبات حتى اليوم باسم جماعة ابراهيم الخليل".
وأشار غبطته إلى "أننا مهما عملنا فإنّ الرب يسوع هو الذي يحقّق العجائب فينا، أكنّا صغاراً أو كباراً، أقلّيةً أو أكثريةً، وهو الرب الذي سيحاسبنا على أعمالنا. وبهذه الأعمال الصالحة نستطيع أن نشعّ حولنا بالنور، فنضحي مصابيح تنير الطريق للآخرين، بمعنى أن نرافق جميع الذين نعيش معهم بعاطفة وبفضيلة المحبّة والاحترام المتبادَل والتشجيع، كي نبني معاً لبنان الصغير بحجمه والكبير برسالته".
وشكر غبطته "جميع الذين تعبوا في تنظيم هذا القداس والاحتفال اليوم"، مهنّئاً بشكلٍ خاص "أبناء وبنات رعية مار موسى الحبشي في راشيّا الوادي، وجميع السريان الذين يفتخرون بهذا القديس، وهذا الوادي الأغرّ الذي يذكره لبنان في تاريخه وهو رمز الاستقلال بقلعته الصامدة"، سائلاً الله "أن يوفّقنا جميعاً كي نجتمع معاً على الدوام باحترامنا بعضنا لبعض وقبولنا للآخر، كلّ واحد ضمن خصوصياته، معاهدين بعضنا أن نبني لبناننا الغالي علينا جميعاً، بشفاعة والدة الإله السيّدة مريم العذراء ومار موسى الحبشي وجميع القديسين والشهداء، آمين".
وكان الأستاذ الياس غصن قد ألقى كلمة شكر فيها غبطتَه على تكرّمه بترؤّس هذا الإحتفال الروحي، متناولاً الأعمال الجبّارة والإنجازات العديدة التي قام بها غبطته ولا يزال يقوم بها طيلة عهد بطريركيته، داعياً لغبطته بالعمر الطويل والصحّة والعافية، شاكراً الحضور جميعاً، ومهنّئاً إيّاهم بعيد ولادة العذراء وعيد مار موسى الحبشي.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، توجّه جميع الحضور إلى صالون الكنيسة حيث التقوا بغبطته ونالوا بركته الأبوية، واستمعوا إلى توجيهاته وإرشاداته، وأخذوا معه الصور التذكارية تخليداً لهذه المناسبة المباركة.
|