في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الإثنين ٣٠ أيلول ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديسة تريزيا الطفل يسوع، وذلك على مذبح كنيسة القديسة تريزيا في زحلة – البقاع.
عاون غبطتَه في القداس صاحبُ السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، والخوري أنطوان حمزو كاهن الرعية، بحضور ومشاركة الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينَي السرّ المساعدَين في البطريركية، والراهبات الأفراميات، وجمع غفير من المؤمنين من أبناء الرعية وبناتها ومن الكنائس الشقيقة في زحلة.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، قدّم غبطة أبينا البطريرك الشكر "الله تعالى لأنه، في يوم عيد صفيّته القديسة تريزيا الطفل يسوع، جمعَنا في هذه الكنيسة المباركة لكي نحتفل بالذبيحة الإلهية ونكرّم هذه القديسة التي ذاع صيتها في كلّ بلدان العالم، والتي، وإن لم تعش على أرضنا مدّة طويلة، عرفت كيف تكون مثالاً لنا جميعاً، سيّما للشبّان والشابّات".
وتحدّث غبطته عن سيرة القديسة تريزيا التي عبّرت عنها بكتابها المتضمّن قصّة حياتها التي كتبَتْها بالفرنسية، وكلّنا نُعجَب بهذه الشابّة التي قضت أغلب أيّام حياتها على فراش المرض، ومع ذلك كانت متعلّقة بالرب يسوع ومغرّمة بحبّه، سائلاّ إيّاه تعالى "أن يجعل من هذه الأرض سماءً رغم الآلام والعذابات التي كانت تتحمّلها".
ونوّه غبطته إلى أنّ "هذه القديسة شفيعتنا كباراً وصغاراً، وبشكل أخصّ الشابّات، لذلك يجب علينا ألا نكفّ أبداً عن الصلوات والتضرّع من أجل الدعوات الرهبانية للشبّان والشابّات. فحياة التكريس ليست خسران، لكنّها كلّها ربح. وجميعنا يتعلّم من هذه القديسة التي اشتهرت في العالم كلّه ولم تترك بلدها فرنسا إلا عندما اصطحبها والدها إلى روما ليتوسّل البابا ليون الثالث عشر كي يقبل ويصدر إرادته وأمره إلى دير الكرمليات ليقبلوا دعوتها وهي لا تزال صبية فتية".
وشدّد غبطته على أهمّية "ألا نكلّ أبداً عن الصلاة إلى الرب بشفاعة القديسة تريزيا، كي تجعل من أرض العذاب هذه سماءً ثانية. صحيحٌ أنّ لدينا اليوم في لبنان مشاكل كثيرة بما يخصّ الوضع الاقتصادي، مشاكل نعرفها ونعاني منها في حياتنا اليومية. وصحيحٌ أنّ شبّاننا يفتّشون عن أعمالٍ كي يكوّنوا من خلالها ذواتهم ويؤسّسوا مستقبلهم، فيما البلدان حولنا مضطربة، والأمور لا تسير كما نتمنّى، وتأثير الأزمات المحيطة بنا يقع أيضاً علينا هنا في لبنان".
وأشار غبطته إلى أنّ "الأهل لم يعودوا يتفهّمون الشباب ويساعدونهم كي يتغلّبوا على صعوبات الحياة والتحدّيات التي تقدّمها اليوم التكنولوجيا الحديثة بما يُسمَّى التواصل الاجتماعي، لكن مع ذلك نتذكّر أنّ الربّ يعطينا النعمة الني نحتاجها على الدوام، وهذه النعمة تبقينا أقوياء رغم كلّ التحدّيات والصعوبات"، مؤكّداً أنه "كي نستطيع أن ننال النعمة الإلهية، علينا أن نتشبّه بالأطفال كما قال لنا يسوع، أي أن نكون أبرياء، وعندما نحكم على بعضنا، يجب أن نتعلّم أن نقبل بعضنا، وأن نكون أنقياء القلب، مدركين أنّ النقاوة هي فضيلة عظيمة، وأن نكون بسطاء ودعاء".
وفي ختام موعظته، ذكّر غبطته المؤمنين "أنّ الربّ يسوع طلب من تلاميذه وسامعيه أن يتشبّهوا بالأطفال، والقديسة تريزيا أخذت اسم تريزيا الطفل يسوع كي تذكّر أخواتها الراهبات وتذكّرنا جميعاً والعالم كلّه أنّ علينا أن نعود ونصبح كالأطفال كي نستطيع أن ندخل ملكوت السماء"، سائلاً "الرب يسوع أن يبارككم جميعاً بشفاعة القديسة تريزيا، ويبارك مدينتكم الحبيبة زحلة، ويجعلها دوماً فعلاً عروس البقاع".
وكان الخوري أنطوان حمزو قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك، مثمّناً كلّ أعماله الجليلة في رعاية الكنيسة في ظلّ الظروف العصيبة التي يمرّ بها شرقنا، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية، وشاكراً حضور صاحب السيادة والكهنة والراهبات والمؤمنين، ومهنّئاً الجميع بعيد شفيعة الرعية القديسة تريزيا.
وبعد أن منح غبطته البركة الختامية، استقبل المؤمنين المهنّئين بالعيد، فباركهم وعائلاتهم.
|