صباح يوم الأربعاء ٩ تشرين الأول ٢٠١٩، لبّى غبطة أبينا البطريرك دعوة سعادة السفير اللبناني في فرنسا الأستاذ رامي عدوان الذي استقبل غبطتَه في مقرّ سفارة لبنان في العاصمة الفرنسية باريس.
رافق غبطتَه الخوراسقف إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس، والمونسنيور أفرام سمعان معاون النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن وكاهن رعية القدس، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية. كما حضر اللقاء أعضاء الطاقم الدبلوماسي في السفارة اللبنانية في باريس: المستشار الأول زياد طعان، القنصل لارا ضو، والسكرتيران الأوّلان جهاد حرفوش ورينا حلوي.
خلال اللقاء، رحّب سعادة السفير بغبطة أبينا البطريرك أجمل ترحيب في بيته في السفارة اللبنانية لدى فرنسا، معبّراً عن عميق سروره باستقبال غبطته الذي يلبّي الدعوة ويزور مقرّ السفارة للمرّة الأولى، إذ جاءت زيارته "شرفاً كبيراً للسفارة".
وقدّم سعادته تعريفاً موجزاً عن تاريخ السفارة في باريس وأبرز أقسامها، مؤكّداً اعتزازه بغبطته وبأعماله الجليلة ورعايته الصالحة والحكيمة للكنيسة السريانية الكاثوليكية، طالباً صلاته وبركته من أجل لبنان وطناً ومسؤولين وشعباً.
وردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة شكر فيها سعادةَ السفير على دعوته وعلى كلمته الترحيبية ومشاعره الطيّبة، معرباً عن فرحه بالقيام بهذه الزيارة التي تأتي في ختام فعاليات وبرامج زيارته إلى باريس.
وتحدّث غبطته عن تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية واللغة السريانية وأهمّيتها وضرورة تعليمها ونشرها، متناولاً تاريخ الكرسي البطريركي والعلاقة الوطيدة التي تجمع الكنيسة السريانية الكاثوليكية بلبنان، "هذا الوطن - الرسالة الذي نعتزّ به كثيراً، وهو واحة التلاقي والحوار والمثال لبلدان المنطقة بفصل الدين عن الدولة ومبادئ المساواة والحرّية والعدالة والاحترام المتبادَل بين مختلف مكوّناته".
ودعا غبطته "جميع المسؤولين في لبنان إلى التعاون وشبك الأيدي وتضافُر الجهود ليخرج لبنان من الأزمة الراهنة التي يمرّ بها، لما لها من تداعيات سلبية على مستقبل الوطن، خاصّةً على الصعيد الإقتصادي".
وجدّد غبطته تذكير المسؤولين وأصحاب القرار في لبنان بأنّ "السريان مكوّن أصيل ومؤسِّس في لبنان، ومن حقّهم أنّ يتمثّلوا في مراكز المسؤولية والوظائف العامّة"، منوّهاً إلى "أنّ تغييبهم هو بمثابة تهميش لتاريخهم العريق ودورهم الفاعل في نشأة لبنان، منذ ما قبل إعلان دولة لبنان الكبير، بما قدّموه من شهداء ومن مساهمات علمية وفكرية رائدة أغنت الوطن وأبناءه، وهم لا يزالون يبذلون الغالي والنفيس في سبيل لبنان وتطوّره وازدهاره".
كما تطرّق غبطته إلى الأحوال العامّة في الشرق والحضور المسيحي فيه، لا سيّما الأوضاع الراهنة الصعبة التي يمرّ بها كلٌّ من سوريا والعراق، سائلاً الله أن ينشر أمنه وسلامه في العالم بأسره، خاصّةً في شرقنا المعذَّب.
وقدّم غبطته إلى سعادته هدية تذكارية هي عبارة عن لوحة تتضمّن الصلاة الربّانية والسلام الملائكي باللغة السريانية، تخليداً لهذه الزيارة وعربون محبّة وشكر وتقدير.
ثمّ وُدِّعَ غبطتُه ومرافقوه من سعادة السفير وطاقم السفارة كما استُقبِلوا بمجالي الحفاوة والمحبّة والإكرام.
|