صباح يوم السبت ١٢ تشرين الأول ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي السنوي لفرسان مار اغناطيوس الأنطاكي، وذلك في كنيسة القديس كارلو في مدينة أَرونا - شمال إيطاليا.
عاون غبطتَه في القداس المونسنيور جان لوك، أحد كهنة أبرشية ميلانو اللاتينية، والأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا والمرشد الروحي لفرسان مار اغناطيوس الأنطاكي، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة الفارس الأعلى وعدد من فرسان مار اغناطيوس الذين قَدِموا من مدن إيطالية عدّة خصّيصاً للمشاركة في هذا القداس.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن القديس كارلو شفيع مدينة أَرونا الإيطالية الذي قام بأعمال عظيمة على صعيد الكنيسة المحلّية في إيطاليا وعلى صعيد الكنيسة الجامعة، والكنيسة تفتخر به، وتحتاج إلى قديسين يتمثّلون به وينهجون على منواله علماً وفضيلةً وعملاً في حقل الرب وكنيسته.
ثمّ تكلّم غبطته عن القديس اغناطيوس الأنطاكي الشهيد الذي كان مثل حبّة الحنطة التي يجب أن تموت في الأرض كي تعطي ثمراً ينمو ويزهر لأجل محبّة المسيح والكنيسة، مشيراً إلى أنّ الشهداء الأبطال على مرّ العصور لم يؤدّوا شهادتهم للإيمان بالرب يسوع بالكلام فقط، بل قرنوا الكلام بالعمل وبسيرة الحياة العطرة.
ونوّه غبطته إلى أننا كنيسة سريانية أنطاكية رسولية تعتزّ بإرثها وتراثها الذي يعود إلى بداية المسيحية، وهي ستبقى على الدوام أمينةً لمعلّمها ومؤسّسها الرب يسوع مهما كانت الظروف والصعوبات والتحدّيات.
وتطرّق غبطته إلى ما يحصل في هذه الأيّام الأخيرة في سوريا حيث الحرب والهجمات العنيفة في الجزء الشمالي الشرقي للبلاد، ممّا يهدّد وجود أبناء شعبنا وكنيستنا في منطقة الجزيرة الغالية، ويسبّب هجرة قسرية لهم، وكذلك ما يجري في العاصمة العراقية بغداد حيث المظاهرات والاحتجاجات والوضع الأمني الغير مستتبّ، سائلاً الله أن يمنّ بسلامه وأمانه على هذين البلدين وعلى شرقنا المعذَّب والعالم.
وختم غبطته موعظته طالباً من جميع الحاضرين أن يشاركوه الصلاة والتضرّع إلى الرب يسوع من أجل السلام والأمان والاستقرار في الشرق والعالم، بشفاعة العذراء مريم والقديس اغناطيوس الأنطاكي الشهيد والقديس كارلو شفيع هذه المدينة.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، انتقل مع جميع الحاضرين إلى زيارة النصب التذكاري للقديس كارلو الذي يتوسّط ساحة المدينة، حيث أخذوا الصور التذكارية. ونال الجميع البركة الرسولية من غبطته عربون محبّته الأبوية لهم ولعائلاتهم ولفرسان مار اغناطيوس.
|