ظهر يوم الخميس ٣١ تشرين الأول ٢٠١٩، ألقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، كلمة أمام البرلمان الهنغاري، وذلك في مقرّ البرلمان في العاصمة الهنغارية بودابست.
جاءت كلمة غبطته في جلسة عُقِدت بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب المسيحي الديمقراطي في هنغاريا، وهو أحد أقدم الأحزاب المسيحية في أوروبا. وحضر هذه الجلسة، إلى جانب أعضاء البرلمان والحزب الديمقراطي المسيحي، نخبة من المدعوين من شخصيات سياسية واجتماعية وفعاليات من هنغاريا من دول أوروبية عدّة.
وفي كلمته، وجّه غبطة أبينا البطريرك التهنئة إلى الحزب الديمقراطي المسيحي بهذه المناسبة، مثنياً على الحكومة والشعب في هنغاريا المتميّزة بالدفاع عن المسيحيين من خلال المبادئ المرتكزة على محبّة الله ومحبّة الوطن ومحبّة العائلة، ومشدّداً على أهمّية العائلة المؤسَّسة على أساس التعاليم المسيحية والقيم والمبادئ التي تفرض وجود والد ووالدة يتربّى الأولاد ضمن كنفهما.
ثمّ تحدّث غبطته عن الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وما يعانيه المسيحيون فيها من اضطهادات وأعمال عنف وخطف وتطرُّف وإرهاب، وما نتج عنها من تداعيات أهمّها التهجير القسري من أرض الآباء والأجداد والتشتُّت في كلّ أنحاء العالم شرقاً وغرباً.
واستذكر غبطته مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد والتي وقعت في مثل هذا اليوم منذ تسع سنوات، في ٣١ تشرين الأول عام ٢٠١٠، خلال القداس الإلهي المسائي ليلة عيد جميع القديسين، وأدّت إلى استشهاد كاهنين شابّين و٤٦ شخصاً من المؤمنين، فضلاً عن الجرحى والمصابين، منوّهاً إلى أنّنا رغم عظمة المصائب والمحن، نبقى أبناء الرجاء، وسنظلّ نعيش الشهادة للإيمان بالرب يسوع في أرضنا في الشرق.
وأوصى غبطته الشعب الهنغاري كي يحافظ على إيمانه المسيحي والتزامه الكنسي، ودفاعه الدائم عن المسيحيين في كلّ مكان حول العالم، معرباً في هذا الإطار عن اعتزازه بما تقوم به الحكومة الهنغارية من مشاريع لدعم الحضور المسيحي في الشرق وتعزيزه.
ونالت كلمة غبطته استحسان الحاضرين وثناءهم، إذ قوطِع غبطته مراراً بالتصفيق تعبيراً عن الرضى والتقدير.
وألقيت كلمات بالمناسبة ركّزت على أهمّية أن تبقى هنغاريا حكومةً وشعباً محافظةً على الأمانة لإيمانها المسيحي وعاداتها وتقاليدها الأصيلة، بما فيها المحبّة والإنفتاح والدفاع عن حقوق المستضعَفين وكرامة الإنسان وحرّيته.
هذا وقد رافق غبطتَه الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
|