البطريرك يونان: "نسأل الله أن يلهم المسؤولين عن شؤون الوطن ليعيشوا رسالتهم، رسالة الخدمة، بالنزاهة والتضحية من أجل جميع المواطنين، وبالكفّ عن التفتيش عن مصالحهم الشخصية، وأن يجعلوا المصلحة الوطنية العليا فوق كلّ اعتبار"
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١٠ تشرين الثاني ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد تجديد البيعة، وهو الأحد الثاني من السنة الكنسية بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بحضور ومشاركة الراهبات الأفراميات وجمع من المؤمنين.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه "أن نعود إلى هذا القداس العائلي أيّام الآحاد بعد الانقطاع خلال أشهر الصيف"، وتحدّث عن أحد تجديد البيعة الذي "يذكّرنا بعيد قديم كانوا يحتفلون به في العهد القديم، بتجديد هيكل سليمان بعد النفي وسبي بابل، وحافظوا عليه"، منوّهاً إلى أنّ "الكنيسة لكونها الشعب الجديد، شعب الله وعروس المسيح، حافظت كنائسنا الشرقية السريانية على هذا التقليد".
وأشار غبطته إلى أنّ "تجديد البيعة لا يعني تجديد البناء الخارجي، إنّما يعني أنه على المسيحيين الذين يريدون عيش إيمانهم والتزامهم بالرب، أن يكونوا مستعدّين كي يتجدّدوا بالروح وبالفضيلة، ولا يبقوا مسمَّرين بأفكار وعادات قديمة، لأنّ الإنسان والإنسانية في سير دائم نحو التجدّد، ونحن نأمل ونرجو أن نتجدّد جميعاً بحياة جديدة مع الرب يسوع في السماء".
وتطرّق غبطته إلى الأوضاع الراهنة في لبنان، فقال: "نشهد جميعنا اليوم المعاناة التي نمرّ بها هنا في لبنان، كما هو الوضع في سوريا وفي العراق حيث كانت المعاناة ولا تزال مستمرّة في هذه المنطقة.
ونسأل الرب أن يجدّد فينا الرجاء الذي نحتاجه اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، فالرب يسوع هو سيّد التاريخ والكون، وهو يعرف ما هي مصلحتنا وخيرنا الحقيقي".
وأكّد غبطته أنه "في ظلّ هذه الظروف الصعبة والأيّام العصيبة، نطلب من الرب أن يقوّينا بجدّة الروح القدس الذي يهبنا المواهب السبع، كي نتابع مشوار حياتنا نحو الرب بالفرح رغم كلّ ما نجابهه من صعوبات وتحدّيات وشكوك وآلام".
وتضرّع غبطته إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا وشفيعتنا مريم العذراء سيّدة لبنان، "كي يحمي وطننا لبنان، الذي هو ملجأ جميع المضطهَدين والمتألّمين في العالم. كما نسأله تعالى أن يلهم المسؤولين عن شؤون الوطن ليعيشوا رسالتهم، رسالة الخدمة، بالنزاهة والتضحية من أجل جميع المواطنين، وبالكفّ عن التفتيش عن مصالحهم الشخصية، وأن يجعلوا المصلحة الوطنية العليا فوق كلّ اعتبار".
وختم غبطته موعظته سائلاً "الله، راعي الكنيسة، أن يحفظ كنيسته، أينما كانت في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، من كلّ الخلافات والاضطرابات والانقسامات التي تحدث في عالمنا اليوم"، مصلّياً أيضاً "من أجل شبّاننا وشابّاتنا كي يحيوا التجديد الحقيقي في العائلة والمجتمع والكنيسة والوطن، بما حباهم الله من مواهب وعطايا".
وبعد القداس، التقى غبطته المؤمنين في الصالون البطريركي حيث نالوا بركته الأبوية.
|