ظهر يوم الخميس ٢٨ تشرين الثاني ٢٠١٩، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى قداسة الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك في المقرّ البابوي بمدينة العبّاسيّة - القاهرة.
شارك في هذه الزيارة مع غبطته أصحابُ الغبطة البطاركة: ابراهيم اسحق سدراك بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، والمطران كريكور كوسا ممثّلاً بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك كريكور بيدروس العشرين كبرويان، والأب بولس ساتي ممثّلاً بطريرك بابل على الكلدان لويس روفائيل الأول ساكو، والمونسنيور حنّا كلداني ممثّلاً بطريركية القدس للاتين، والأب خليل علوان أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك.
كما شارك في اللقاء أساقفة وكهنة من مختلف الكنائس الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية. ومن كنيستنا السريانية، شارك الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية الذي رافق غبطةَ أبينا البطريرك في هذه الزيارة.
رحّب قداسة البابا تواضروس الثاني بأصحاب الغبطة "بطاركة الشرق الكاثوليك الموجودين حالياً في القاهرة حيث يعقدون مؤتمرهم السابع والعشرين"، مؤكّداً "أنّ علاقات محبّة ومودّة أخوية تجمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكنائس الكاثوليكية الشرقية الشقيقة".
وتطرّق قداسته إلى "دور الكنيسة في خدمة الإنسان والوطن، وفي نشر المحبّة بين الجميع، بما تقوم به روحياً واجتماعياً من أجل خلاص الإنسان وخدمته، شهادةً لمخلّصها الرب يسوع، في بلدان الشرق الأوسط كما في بلاد الانتشار".
وتوجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث بكلمة أخوية إلى قداسة البابا تواضروس، معبّراً عن فرحه وإخوته البطاركة الكاثوليك بالقيام بهذه الزيارة "إلى رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة التي تتقدّمنا اليوم في الشرق بالشهادة والاستشهاد ونشر المحبّة الأخوية بين كلّ الكنائس".
وشكر غبطتُه قداستَه "لمشاركتكم إيّانا آلامنا ومعاناتنا، سواء في لبنان والعراق وسوريا، لأنّ البطريرك هو رأس كنيسة ليس فقط وطنية، إنّما كنيسة شرقية تجمع بلداناً عدّة وجماعاتٍ كنسيةً منتشرةً في كلّ أنحاء العالم. نشكر قداستكم لأدعيتكم وشعوركم معنا في معاناتنا، كما نشكر الرب معكم على النِّعَم التي منحكم إيّاها، وعلى تخطّيكم المحن التي ألمّت بكنيستكم الشقيقة هنا في مصر".
وتابع غبطته: "نهنّئكم للإنجازات الرائعة التي قمتم بها لتقديم الشهادة الحقيقية للرب يسوع، وكذلك لمساهمة كنيستكم في نشر إنجيل المحبّة والسلام، من خلال الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي".
وأردف غبطته: "نسأل الله أن يحفظكم بالصحّة والعافية وكمال النعمة، كي تكونوا من روّاد الكنيسة في عالم اليوم بعيش الشركة بين جميع الكنائس المسيحية في الشرق على تنوّع طقوسها وثقافاتها ولغاتها وبلدانها، وهكذا نستطيع جميعنا أن نلبّي ونحقّق وصية الرب يسوع أن نكون واحداً"، منوّهاً إلى أنّ "الوحدة المنظورة بين الكنائس هي دوماً من عمل الروح القدس الذي نلتمس هدي أنواره علينا وعلى كنائسنا على الدوام".
وكانت كلمات ومداخلات لأصحاب الغبطة البطاركة، شدّدوا فيها على أهمّية الخدمة في الكنيسة بروح المحبّة والتضامن، لأنه كلّما كانت المحبّة كبيرةً، كلّما تضاعفت الخدمة وتنوّعت من أجل خير المؤمنين وخلاص نفوسهم. كما عبّروا عن عن اعتزازهم بشخص قداسة البابا تواضروس ومحبّتهم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكّدين على أهمية العمل الرعوي المشترك والمحافظة على الحقيقة بالمحبّة.
وأهدى غبطة أبينا البطريرك إلى قداسته لوحة تذكارية هي عبارة عن الصلاة الربّانية والسلام الملائكي باللغة السريانية، عربون محبّة وشكر وتقدير. كما قدّم قداسته الهدايا التذكارية لغبطته وللبطاركة ولجميع المشاركين في هذا اللقاء.
ثمّ قام أصحاب القداسة والغبطة البطاركة والأساقفة والكهنة بجولة في أرجاء الكاتدرائية المرقسية بالعبّاسيّة، حيث اطّلعوا على آخر مراحل الترميم التي تجري فيها، مثنين على الجهود الجبّارة التي يبذلها قداسته لتأتي الكاتدرائية بما هي عليه من حلّة قشيبة بهية تمجّد الرب.
وفي ختام الزيارة، ودّع قداستُه إخوتَه أصحاب الغبطة البطاركة كما استقبلهم بمجالي الحفاوة والإكرام والمحبّة الأخوية.
|