في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم السبت 14 كانون الأول 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت، وخلاله منح غبطته الدرجات الشمّاسية الصغرى لطالب إكليريكي من إكليريكية أمّ الفادي لطريق الموعوظين الجدد، وقد تعيّن هذا الإكليريكي للخدمة في أبرشية القاهرة (مصر) السريانية الكاثوليكية.
عاون غبطتَه الأب Guillaummeرئيس إكليريكية أمّ الفادي، والأب جان عزّام معاون رئيس الإكليريكية، بحضور كهنة الدائرة البطريركية، والشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "اثبتوا في المحبّة"، أكّد غبطة أبينا البطريرك أنّ "من يثبت في محبّة الرب يسوع، يعيش الفرح، ويستطيع أن يتشبّه بالرب، فيضحي نور العالم، كما علّمنا الرب يسوع في الإنجيل المقدس"، متطرّقاً إلى "نشيد المحبّة الرائع في كلمات مار بولس رسول الأمم في رسالته إلى أهل كورنثوس، فالمحبّة هي فوق كلّ شيء".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الرب يسوع طلب من تلاميذه أن يثبتوا بالمحبّة، فنحن نسمع كثيراً عن الحبّ في الأناشيد والأشعار والقصص والأفلام، ولكنّ المحبّة الحقيقية التي يعلّمنا إيّاها الرب والتي ينشدها بولس الرسول ليست مجرّد أناشيد وترانيم وأغانٍ وأفلام، إنّما المحبّة هي أمّ الفضائل، وهي مهمّة وأساسية في علاقتنا مع الرب يسوع وإخوتنا وأخواتنا الذين نعيش معهم"، مشيراً إلى أهمّية "الصمت والتفهّم والاحتمال والمسامحة مع البذل والتضحية، ووعد الرب لنا أن نسلك معه مشوار المحبّة التي يطلبها الرب، في الفرح والمصاعب والتضحيات التي تستوجب الآلام أيضاً".
وشدّد غبطته على أنّ "المحبّة فعل حياتي ملتزم دون حدود أو شروط، فيه نعبّر عن محبّتنا للرب"، مشيراً إلى أنه "في العهد القديم كان هنالك اللاويون والكهنة الأحبار، واللاويون كانوا يخدمون المذبح، ونحن بهذه الدرجات الصغرى التي حافظنا عليها في كنائسنا الشرقية، نذكّر المرتسم أن يقدّم نفسه لخدمة المذبح، وخدمة المحبّة التي نتوق إليها دائماً".
وتمنّى غبطته للمرتسم الجديد "الثبات بمحبّة الرب ومحبّة الكنيسة وإخوته وأخواته في أيّ مكان يذهب إليه، كي يكون رسولاً شاهداً للمحبّة أينما يدعوه الرب، وفي دقائق حياته اليومية مهما تخلّلتها من صعوبات ومشقّات".
وختم غبطته موعظته سائلاً الرب يسوع "أن يشفق علينا ونحن نعيش في لبنان هذه الأزمة والمحنة الأليمة، بشفاعة والدة الإله مريم العذراء سيّدة لبنان، وجميع القديسين والقديسات، كي يتذكّر جميع المؤمنين في لبنان محبّتهم ودعوتهم في الرب، وكذلك محبّة القريب".
قبل المناولة، قام غبطته برسامة الإكليريكي Salvatoreشمّاساً مرنّماً ثمّ قارئاً فأفودياقوناً (رسائلياً)، وألبسه غبطته القميص الأبيض والهرار، وسط الترانيم الشجيّة بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وأهازيج الحضور والتصفيق.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، تقبّل الشمّاس الأفودياقون الجديد التهاني من جميع الحاضرين في جوّ من الفرح الروحي.
|