في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس ٢٦ كانون الأول ٢٠١9، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بمناسبة عيد تهنئة العذراء بميلاد الرب يسوع، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "لنمضِ إلى بيت لحم"، جّدد الأب كريم كلش التهنئة بعيد ميلاد الرب يسوع، سائلاً الله أن يكون عيد بركة وخير وفرح وصحّة، وتحدّث عن عيد تهنئة العذراء بميلاد الرب يسوع، هذه المناسبة التي رتّبَتْها الكنيسة السريانية في ثاني أيّام عيد الميلاد، منوّهاً إلى أنّنا "جئنا اليوم لنُهنّئ أمّنا مريم العذراء على عطية الله لها: ربّنا يسوع المسيح، الذي قبلَتْهُ نعمةً وأعطَتْهُ للعالم مُخلّصاً، وعلّمتنا كيف علينا أن نسمح لله بأن يتدخّل في حياتنا مثلما يشاء هو، حتّى لو كلّفنا هذا أغلى ما عندنا".
وتكلّم عن الرعاة الذين مضوا إلى بيت لحم ليعاينوا حدث ميلاد المسيح المخلّص، مشيراً إلى أنّ "هذه دعوة لكلّ شخص منّا كي نترك كلّ شيء ونمضي إلى بيت لحم، لنذهب إلى عند الرب يسوع حتّى نمجّد الله في حياتنا وفي مجتمعنا، ونجدّد الفرح في قلوبنا وفي قلوب من حولنا"، مذكّراً أنّ "الرعاة تركوا على الفور قطعانهم وكلّ شيء وذهبوا مسرعين ليروا الطفل الإلهي، متّكلين على نعمة الله، ولم يهتمّوا بقطعانهم، بل هرعوا ليعاينوا الحدث العظيم الذي أعلمهم به الملاك".
ولفت إلى أنّه "عندما رأى الرعاةُ يسوعَ مجّدوا الله في حياتهم، ولم يصمتوا بل أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الطفل، حاملين يسوع في أفواههم لكلّ الأشخاص الذين التقوا بهم"، مشدّداً على أنّ "هذه هي البشرى السارّة التي علينا أن ننقلها للعالم، فلا يجب أن نكتفي بأن نأتي ونتناول الرب يسوع في القربان المقدس، بل علينا أن ننقل يسوع إلى الآخرين من خلال أعمالنا وتصرّفاتنا".
وتأمّل بمريم العذراء التي "كانت تحفظ هذا الكلام كلّه في قلبها، وتتفكّر فيه، مريم التي حفظت كلام الرب في حياتها بفعلها وقولها وتصرُّفها، وهذه دعوة لنا لكي نكون على مثال مريم العذراء بالمحبّة للرب يسوع، ولنشترك مع مريم العذراء بحمل الطفل يسوع في قلوبنا ونقدّمه للآخرين بكلّ فرح ومحبّة وسلام".
وختم موعظته بالقول: "إنَّ إلهنا اختارنا بنعمته لنكون له أبناءً، ويتدخّل في حياتنا طالباً منّا أن نُغيّر مشاريعنا ورؤيتنا وربّما أحياناً على نحوٍ قاسٍ ومؤلمٍ، لكنّنا مؤمنون به، ونُصلّي إليه دوماً: أبانا، والآب لا يطلب ما هو سيّءٌ من أبنائه، بل يتعب ويكدّ ليُفرِحهم، فكم بالحريّ أبونا السماوي"، حاثّاً المؤمنين "أن نكون على مثال الرعاة مسرعين لنمضي إلى عند الرب يسوع، ونحمله في داخلنا كما حملَتْه مريم العذراء، فنعكسه للآخرين في كلّ دقائق حياتنا وتفاصيلها".
وفي نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة الجنّاز والصلاة راحةً لنفسَي المرحوم الشاب اسكندر كلش، شقيق الأب كريم كلش، والذي توفّي الأسبوع الماضي في قطنا بدمشق، والسيّدة روزة شيتو، شقيقة الراهبة الأفرامية الأخت إخلاص شيتو، والتي توفّيت في قره قوش بالعراق منذ يومين.
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، استقبل المؤمنين والمهنّئين بالعيد في الصالون البطريركي.
|