في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٢ شباط ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد دخول المسيح إلى الهيكل وشمعون الشيخ، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بحضور ومشاركة الشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن عيد دخول الرب يسوع إلى الهيكل "بعد أربعين يوماً من ولادته، إتماماً للشريعة المعروفة في زمانه، حيث يصف الإنجيل المقدس كيف أنّ يوسف ومريم حملا يسوع الطفل وقاما بواجب تقديم الذبيحة للهيكل حسبما يتطلّب ناموس الرب: زوجي يمام أو فرخي حمام".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "في هذا العيد، الذي تحتفل به كلّ الكنائس شرقاً وغرباً، نتذكّر أنّ يسوع ومع أنه لأبيه السماوي، لكن في الوقت ذاته أطاع وتبع الشريعة، فشاء وقَبِل أن يتبع تعاليم الناموس كسائر العائلات في مجتمعه وزمانه، ويُقدَّم إلى الهيكل كأول طفل للعائلة"، مشيراً إلى أنّ "علينا أن نختصّ بما فيه لله كما تقدّم يسوع لله الآب السماوي، فنقدّم ذواتنا كلّ يوم لله، ونقدّم أفراحنا وأوجاعنا وآمالنا وأوقات فشلنا وخيباتنا، وكذلك أوقات حزننا التي يتقبّلها الرب ويحوّلها إلى نِعَم وبركات".
ولفت غبطته إلى أنّ "هذا العيد هو عيد النور، لذلك اعتادت الكنيسة أن تبارك فيه الشموع كعلامة لنور المسيح، كما جاء على لسان شمعون الشيخ بأنّ هذا الطفل الإلهي جاء نوراً للأمم، وهو النور الذي ينير لنا دروب الحياة، ينير نفوسنا وعقولنا وقلوبنا، ويجعلنا نستنير بنعمته"، مؤكّداً أنّ "علينا أن نعرف كيف نوصل هذا النور الذي في قلوبنا وعقولنا ونفوسنا إلى الآخرين بفعل محبّة وتقرُّب منهم ورجاء رغم كلّ ما نعانيه"، مشدّداً على "واجبنا نحن الكبار أن نعطي دائماً الرجاء ونور المسيح للصغار، أكانوا شباباً أو أطفالاً، كي يتذكّروا أنّ الحياة هي نعمة من الله، ويعيشوها دائماً بفضيلة الرجاء والمحبّة".
وتوجّه غبطته إلى "الرب يسوع الذي هو نور الأمم"، طالباً منه "أن ينير عقول جميع المسؤولين في لبنان كي يعيشوا بروح الخدمة الواجب عليهم، لأنّهم دُعوا كي يسبّقوا قبل كلّ شيء مصلحة البلد على مصالحهم الخاصة".
وختم غبطته موعظته سائلاً الرب يسوع، بشفاعة والدته مريم العذراء وشمعون الشيخ، أن ينير الطريق أمام جميع المتألّمين، وبخاصة إخوتنا النازحين، أكانوا بيننا هنا أو أولئك النازحين من سوريا والعراق، حتّى يبقى الرب لهم النور الذي يضيء دروبهم رغم كلّ الظلمة التي يعيشون فيها، أو التي تحيط بهم"، على رجاء دعوتنا الإلهية إلى نور السماء في المجد الأبدي".
وخلال القداس، أقام غبطته رتبة تبريك الشموع بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، حيث بارك غبطته الشموع المعروضة كي تكون بركةً لآخذيها، وحفظاً لبيوت المؤمنين، وشفاءً للمرضى، وصوناً من الشرّير.
وبعد البركة الختامية، وُزِّعت الشموع على المؤمنين للبركة.
|