مساء يوم الجمعة 21 شباط 2020، عقد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، لقاءً عاماً مع المؤمنين بعد الانتهاء من القداس الإلهي في كنيسة قلب مريم الطاهر في مدينة باري – إيطاليا.
حضر اللقاء الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، وكاهن الرعية وعدد من الكهنة. وخلال هذا اللقاء الذي عُقِد في قاعة الرعية، قدّم بعض أعضاء الرعية تقارير موجزة عن أبرز النشاطات والفعاليات التي تُقام فيها، تخلّلتها بعض الترانيم التي أدّتها جوقة الشبيبة.
وتكلّم غبطة أبينا البطريرك بحديث مطوَّل، تناول فيه عن مسيرة حياته وتكرّسه للرب، منذ دخوله الإكليريكية، وسيامته الكهنوتية وخدمته الراعوية، ثمّ سيامته الأسقفية، فتولّيه الخدمة البطريركية، متوقّفاً عند أبرز محطّات خدمته، سواءً في لبنان وسوريا والولايات المتّحدة الأميركية وكندا، مبرزاً تحدّيات الخدمة، وأهمّية التسليم الكلّي للرب ولمشيئته القدوسة في كلّ مراحل التكرّس، كي تأتي الخدمة بالثمار اليانعة التي يطلبها الرب.
ثمّ تحدّث غبطته بإسهاب عن تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية وواقعها الحالي وانتشارها في مختلف أنحاء العالم شرقاً وغرباً، متناولاً الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط، والحضور المسيحي فيها، وأهمّ التحدّيات الناتجة عمّا يعانيه المسيحيون جراء الأزمات والحروب والاضطهادات وأعمال العنف والحطف والقتل والإبادة والتهجير القسري من أرض الآباء والأجداد في الشرق إلى بلاد الغرب.
ونوّه غبطته إلى أنه حضر إلى مدينة باري الإيطالية ليشارك في مؤتمر حول "حوض المتوسّط: حدود سلام"، بدعوة من مجلس أساقفة إيطاليا الكاثوليك، مؤكّداً: "أتينا كرعاة كنسيين نشارك بقيّة إخوتنا الرعاة في بلدان حوض المتوسّط كي نبيّن عن وحدتنا في الإيمان والمحبّة والمصير المشترك"، مؤكّداً أنه "يجب أن نعيش إيماننا بالأمانة للرب يسوع، وأن نشهد له حيث يدعونا، فنعطي المثال للآخرين بالعطاء والتضحية حتّى بذل الذات".
ثمّ أجاب غبطته على أسئلة عديدة وُجِّهت إليه، وتمحورت بشكل خاص حول العائلة ودورها الأساسي ككنيسة بيتية وخليّة أولى للمجتمع، تنقل الإيمان وتربّي على المبادئ، وحول الشباب والتحدّيات التي يجابهونها في عالم اليوم، لا سيّما الأفكار المادّية التي تحارب الإيمان وتخلق التحدّيات لتماسُك العائلة ومحافظتها على وحدتها وقيمها الأساسية.
وكذلك تناولت الأسئلة استفسارات عن الأوضاع في الشرق الأوسط وواقع حال المسيحيين فيه، وما يعانونه من أجل متابعة أداء الشهادة للرب يسوع ولإنجيل المحبّة والفرح والسلام في خضمّ الصعوبات والأزمات. فأجاب غبطته عن هذه الأسئلة بالقدر الشافي والوافي من الإيضاح.
وقدّمت لجنة الرعية إلى غبطته هدية تذكارية تخليداً لهذه الزيارة.
وفي الختام، منح غبطته المؤمنين البركة الرسولية باللغة السريانية، وسط جوّ من الفرح الروحي.
|