في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء ٢٥ آذار ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد بشارة العذراء مريم بالحبل بالرب يسوع، ورفع الصلاة متّحداً مع قداسة البابا فرنسيس والمؤمنين حول العالم من أجل القضاء على وباء كورونا وشفاء المصابين به، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينا السرّ المساعدان في البطريركية، والراهبات الأفراميات، وقد نُقِل القداس مباشرةً على الصفحة الرسمية للبطريركية على الفايسبوك كي يتسنّى للمؤمنين في لبنان والعالم المشاركة في القداس، سيّما أولئك الذين يتعذّر عليهم ذلك بسبب الإجراءات الوقائية والاحترازية من وباء كورونا.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد بشارة أمّنا مريم العذراء بالحبل بيسوع كلمة الله في أحشائها"، مهنّئاً أصحاب السيادة المطارنة والخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين، مشاركاً "الكنيسة الجامعة في صلوات الرجاء التي نرفعها في هذه الأيّام الحرجة المخيفة بسبب وباء كورونا المتفشّي، ليس فقط عندنا هنا في لبنان، بل في بلدان عديدة في العالم كلّه"، مذكّراً الجميع "بوجوب التقيّد بالتوجيهات والتعليمات التي تعطيها الحكومات في كلّ بلد، وهنا في لبنان علينا أن نتقيّد بتوجيهات الحكومة بأجهزتها، وبخاصّة وزارة الصحّة العامّة والقوى العسكرية والأمنية المختصّة، فنلتزم بيوتنا، أي أن نمتنع عن التجمّعات، وأن ننتبه فلا نختلط مع الآخرين حتى لا تتفشّى العدوى المخيفة".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الله اختار أمّنا مريم العذراء كي تكون والدةً للكلمة الأزلية، وبقبولها هذا الاختيار: أنا أمةٌ للرب فليكن لي بحسب قولك، ابتدأ سرّ خلاصنا بتأنّس كلمة الله الإبن الأزلي في أحشاء العذراء مريم"، مؤكّداً أنه "يحقّ لوالدة الله مريم أن تعلن أنّ جميع القبائل والأجيال تطوّبها لأنها أضحت والدة الإله"، ومتأمّلاً بصفات هذه الأمّ السماوية بحسب كتابات الآباء السريان وأناشيدهم.
وأشار غبطته إلى أنّ "هناك الكثير من العائلات المحتاجة إلى قوتها اليومي، وهنا نذكّر الحكومة بواجباتها ومسؤولياتها أن تؤمّن لها هذا الغذاء، سواء مباشرةً أو عبر المؤسّسات الاجتماعية أو الكنسية من كاريتاس وغيرها من جمعيات خيرية". وتضرّع غبطته "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة البشارة، كي تتشفّع فينا، فيتحنّن الرب علينا، وهو الذي وعدنا أن يبقى معنا إلى انتهاء الزمن"، طالباً منه تعالى بشفاعتها أن "يقوّي الضعفاء، ويمنح الشفاء للمرضى، ويرافق جميع المرغَمين على البقاء في بيوتهم في وحدة وعزلة، وهذا ليس بالأمر السهل على الكثيرين، ولا سيّما للمسنّين".
وسأل غبطتُه اللهَ "أن يسهّل أمور الذين يخدمون البلد، فيحقّقوا العدل"، مذكّراً "أولئك الذين سرقوا أموال الشعب كي يعوّضوا عن أعمالهم المشينة هذه بمساعدات وتبرّعات، ليس من قبيل الشفقة، بل من قبيل العدالة والإنصاف لأنّها في الأساس أموال الشعب".
ووجّه غبطته الدعوة إلى الإكليروس والمؤمنين "كي يتحمّلوا هذه الصعوبات في أزمتنا المخيفة التي انتشرت في بلدان كثيرة بصبر ورجاء، فيشاركوا إخوتهم المؤمنين بالصلوات والقداديس عن طريق وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ويحافظوا على إيمانهم ورجائهم، ويبرهنوا عن تضامنهم ومحبّتهم لبعضهم البعض"، خاتماً موعظته بوضع "هذه النيّات أمام الرب وشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، حتّى نتابع مسيرة زمن الصوم المقدس هذه بالتوبة والتجدّد الروحي، لنصل إلى فرح القيامة".
وقبل نهاية القداس، ابتهل غبطته إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة البشارة، كي يمنح الشفاء التامّ للمصابين بوباء كورونا، ويزيل هذا الوباء من العالم، ويمنّ على الجميع بالخير والبركة والسلام والأمان.
ثمّ صلّى غبطته الصلاة الربّانية والسلام الملائكي، بالاتّحاد مع قداسة البابا فرنسيس وجميع المؤمنين حول العالم، من أجل القضاء على وباء كورونا وصحّة وعافية وشفاء المصابين به وحماية وعضد جميع العاملين للتخفيف من حدّته من كوادر طبّية ومعاونيهم.
ومنح غبطته البركة الرسولية لأبناء الكنيسة وبناتها في كلّ مكان.
|