في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم السبت 8 آب 2020، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة أبوية تفقّدية إلى دار مطرانية أبرشية بيروت المارونية في منطقة الأشرفية – بيروت، إثر الإنفجار المروّع الذي وقع في مرفأ بيروت.

    استُقبِل غبطتُه من صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر راعي أبرشية بيروت المارونية، متقدّماً عدد من كهنة الأبرشية والمؤمنين، فضلاً عن جمع من الشباب الذين قدموا من مناطق مختلفة متطوّعين لإزالة الركام والأضرار التي خلّفها الإنفجار.

    أعرب غبطة أبينا البطريرك عن تضامنه الكلّي مع أبرشية بيروت المارونية المنكوبة، راعياً وكهنةً ومؤمنين، وبخاصّة العائلات والأفراد الذين نُكِبوا جراء الإنفجار، سواء بخسارة شهداء أو بأضرار جسيمة، واضعاً إمكانيات البطريركية في تصرّف سيادته وأبرشيته.

    وفيما ذكّر غبطته أنّ درب الآلام الذي تجتازه المسيحية في الشرق طويل وشاق، شدّد على أهمّية متابعتنا عيش رسالتنا المسيحية في خضمّ هذه المآسي، منوّهاً بوجوب قول الحقيقة دائماً بتجرّد ودون مواربة أو مراءاة، ومركّزاً على ضرورة قبول الجميع ومحبّة الجميع، كما حتمية فصل الدين عن الدولة والسياسة كي يستقيم الحكم والإدارة.

    شكر سيادة المطران بولس عبد الساتر غبطتَه على لفتته الأبوية وزيارته التفقّدية ومحبّته وصلاته، مثمّناً المواقف الجريئة والرائدة لغبطته وتسميته الأمور كما هي دون مراءاة أو تنميق أو ديبلوماسية مصطنعة، وكلّ ذلك من أجل نصرة الحقّ وقضايا مسيحيي الشرق، داعياً السياسيين الى أن يعملوا بالنزاهة لما فيه مصلحة البلد الذي يكفيه ما سبّبوه له من أذى ونكبات.

    وفي ختام الزيارة، رفع غبطته وأصحاب السيادة والآباء الكهنة الصلاة إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة النجاة، وجميع القديسين، من أجل راحة نفوس الشهداء وشفاء الحرجى والعثور على المفقودين، ومن أجل حماية لبنان وشعبه وخلاصه من المحن والويلات.

    رافق غبطتَه صاحبا السيادة: مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، والمطران المنتخَب الأب أفرام سمعان، النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي على أبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، والأب فراس دردر كاهن رعيتنا السريانية الكاثوليكية في عمّان وسائر الأردن، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينا السرّ المساعدان في البطريركية.