يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها صاحب السيادة المطران الجديد مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، في نهاية رتبة سيامته الأسقفية التي تمّت بوضع يد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مساء يوم السبت ١٥ آب ٢٠٢٠، في كاتدرائية سيّدة البشارة، المتحف – بيروت:
كلمة الشكر للمطران أفرام سمعان في سيامته الأسقفية
السبت 15 آب 2020، كاتدرائية سيّدة البشارة، المتحف – بيروت
ܒܕܺܝܰܬܺܝܩܺܝ ܥܰܬܺܝܩܬܳܐ ܐܶܬܓܠܺܝ ܡܳܪܝܳܐ ܐܰܠܳܗܳܐ ܠܶܐܪܰܡܝܳܐ ܢܒܺܝܳܐ ܒܰܟܦܰܪ ܥܰܢܰܐܬܽܘܬ܆ ܘܶܠܗ ܐܶܡܰܪ: «ܠܳܐ ܬܺܐܡܰܪ ܕܰܛܠܶܐ ܐ̱ܢܳܐ܆ ܡܶܛܽܠ ܕܥܰܠ ܟܽܠ ܕܶܐܫܰܕܪܳܟ ܬܺܐܙܰܠ». ܐܶܪܰܡܝܳܐ ܕܶܝܢ ܠܳܐ ܩܰܒܶܠ ܦܽܘܩܕܳܢܶܗ ܕܡܳܪܝܳܐ܆ ܐܶܠܳܐ ܥܢܳܐ ܘܶܐܡܰܪ ܕܠܳܐ ܝܳܕܰܥ ܐ̱ܢܳܐ ܠܰܡܡܰܠܳܠܽܘ ܥܰܠ ܕܰܛܠܝܳܐ ܐܺܝܬܰܝ. ܗܽܘ ܕܶܝܢ ܡܽܘܫܶܐ ܢܒܺܝܳܐ ܒܣܶܦܪܳܐ ܕܡܰܦܩܳܢܳܐ ܐܰܩܪܰܚ ܘܶܐܡܰܪ ܕܕܳܚܶܠ ܐ̱ܢܳܐ ܠܰܡܡܰܠܳܠܽܘ.
ܗܳܕܳܐ ܗ̱ܝ ܐܳܬܳܐ ܓܒܺܝܬ ܕܢܺܝܫܳܐ ܬܶܗܘܶܐ ܠܚܰܝ̈ܰܝ ܘܠܰܫܒܺܝܠܳܐ ܕܬܶܫܡܶܫܬܝ ܒܰܚܩܰܠ ܐܶܦܣܩܽܘܦܽܘܬܳܐ܆ ܥܰܠ ܕܰܩܪܳܝܬܳܐ ܐܰܠܳܗܳܝܬܳܐ ܠܰܝܬܶܝܗ̇ ܠܦܽܘܬ ܫܢ̈ܰܝ ܚܰܝ̈ܰܘܗ̱ܝ̱ ܕܒܰܪܢܳܫܳܐ ܐܰܘ ܚܶܟܡܬܶܗ ܐ̱ܢܳܫܳܝܬܳܐ܆ ܒܪܰܡ ܠܦܽܘܬ ܚܶܟܡܬܶܗ ܕܡܳܪܝܳܐ ܐܰܠܳܗܳܐ ܕܒܳܚܰܪ ܠܶܒܰܘ̈ܳܬܳܐ ܘܟܽܘܠܝ̈ܳܬܰܐ ܗ̱ܘ.
ܠܶܗ ܠܡܳܪܰܢ ܘܰܐܠܳܗܰܢ ܘܪܺܝܫ ܟܽܘܡܪ̈ܰܝܢ ܥܳܠܡܺܝܢܳܝܳܐ ܡܦܺܝܣ ܐ̱ܢܳܐ ܘܡܶܬܟܰܫܰܦ ܐ̱ܢܳܐ ܕܰܢܚܰܝܠܰܢܝ̱ ܘܰܢܣܰܝܥܰܢܝ̱ ܒܗܳܕܶܐ ܬܶܫܡܶܫܬܳܐ ܡܩܰܠܰܣܬܳܐ ܕܠܺܝ ܐܶܬܓܰܥܠܰܬ݀ ܒܛܰܝܒܽܘ ܘܠܰܘ ܒܫܰܘܝܽܘ܆ ܒܰܨܠܰܘ̈ܳܬܶܗ ܕܰܐܒܽܘܢ ܛܽܘܒܬܳܢܳܐ ܡܳܪܝ̱ ܐܺܝܓܢܰܛܝܳܘܣ ܝܰܘܣܶܦ ܬܠܺܝܬܳܝܳܐ ܘܕܰܐܒܳܗ̈ܳܬܳܐ ܚܣܰܝ̈ܳܐ ܡܥܰܠܰܝ̈ܳܐ ܘܟܳܗ̈ܢܶܐ ܡܝܰܩܪ̈ܶܐ ܘܰܕܟܽܠܟܽܘܢ ܐܳܘ ܐܰܚ̈ܶܐ ܘܚܰܒܺܝ̈ܒܶܐ.
غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلّي الطوبى، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
Son Excellence Révérendissime, Archevêque Joseph SPITERI, Nonce Apostolique au Liban.
Merci beaucoup de votre présence parmi nous, représentant le Saint Père le Pape François, qui je remercie de tout cœur, et je reste attaché filialement à sa sainteté et à l’Eglise universelle.
|
أصحابَ السيادة ممثّلي أصحاب الغبطة الكلّيّي الطوبى
أصحابَ السيادة المطارنة الأحبار الأجلاء
الإخوة الأعزّاء الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات
إخوتي وأخواتي الأحبّاء المبارَكين بالرب
"لا تقل إنّي صغير، حيثما أرسلك تذهب"
اخترتُ هذه الآية شعاراً لخدمتي الأسقفية لأضعها نصب عينَيّ طوال مسيرتي هذه، متيقّناً أنّ الاستجابة لدعوة الرب لا يعيقها سنٌّ ولا تؤخّرها خبرةٌ ولا يعوزها علمٌ، بل الرب الإله، راعي الرعاة الأعظم، هو فاحص القلوب والكلى، وعالم بخفايا الإنسان ومكنونات كيانه.
قبل ميلاد يسوع المسيح مخلّصنا بحوالي ستماية عام، كلّم الرب إرميا النبي ودعاه لحمل رسالة جديدة، رسالة محبّة وسلام، رسالة أمل ورجاء للشعب اليهودي قبل الجلاء. لكنّ النبي رفض دعوة الرب معلّلاً أنه صغير السنّ وقليل الخبرة وطريّ العود.
أؤمن أنّ الرب رافقني وظلّلني بحضوره في حياتي ليلاً ونهاراً، وعضدتني يمينه، فانتشلتني من الغرق وحفظتني وشدّدتني في خضمّ الآلام والمصاعب والتحدّيات التي جابهتني، فغلبتها متّكلاً على الله الذي يقوّي ضعفي. ولا تغيبُ عن بالي كلمة يوسف الصدّيق في سفر التكوين الذي خاطب إخوتَه بعدما انقلبوا عليه وخانوه بالقول: "أنتم قصدتم لي شرّاً، أمّا الله فقصد لي خيراً" (تك 50: 20).
إنّها لمناسبةٌ مباركةٌ أن يصادف يوم رسامتي الأسقفية مع عيد انتقال أمّنا وسيّدتنا مريم العذراء والدة الإله بالنفس والجسد إلى السماء. وهنا يستحضرني هذا البيت الرائع من شعر مار بالاي أحد آبائنا وملافنتنا السريان: «ܐܰܪܥܳܐ ܘܰܫܡܰܝܳܐ ܝܰܘܡܳܢ ܐܶܬܠܰܚܰܡܘ܆ ܢܝܰܩܪܽܘܢ ܫܽܘܢܳܝܳܐ ܕܰܒܬܽܘܠܬܳܐ ܡܰܪܝܰܡ» "الأرض والسماء التقتا اليوم لتكرّما انتقال البتول مريم".
نعم في هذا اليوم المقدس، تتّحد السماء والأرض عبر شخص والدة الإله مريم التي شكّلت جسراً شافعاً للبشرية جمعاء لدى ابنها الحبيب ربّنا يسوع المسيح. وها أنا اليوم أطلب منها وهي الكلّية القداسة، في هذا العيد العظيم، أن ترمقني بعنايتها الوالدية في مسيرتي الجديدة الشاقّة والشيّقة، بل درب الآلام المفرح كي أسيرَ بهدي قيامة الرب الفادي. ولا غرو، فنحن في بلدان شرقنا الغالي نعيش البروق والعواصف التي تضرب بنا من كلّ حدبٍ وصوب، لا سيّما في وطننا الحبيب لبنان الذي يعاني من سلوك حكّامه ومسؤوليه أكثر من أيّ معاناة أخرى، ولعلّه لم يكن يكفي بلدنا الغالي التقهقر الاقتصادي والفساد السياسي والإداري والمالي وأزمة وباء كورونا، ليأتي الإنفجار المروّع في الرابع من آب الجاري، والذي زلزل بيروت وهزّ لبنان والعالم ليقضي على ما تبقّى من مقوّمات بلدٍ يكاد يلفظُ أنفاسه الأخيرة. لذلك نضع وطننا وشرقنا بين يديكِ يا أمّنا طالبين لبلادنا السلام والأمان، ولشعوبنا الطمأنينة والاستقرار.
وإنّي أدعو الشباب اليوم إلى عدم الاستلام رغم الظروف العصيبة والواقع المرير، بل الاستمرار في المطالبة بحقوقهم المسلوبة من قِبَل حكّامهم الذين لا يرون في حكمهم واستبدادهم سوى مصالحَهم الشخصيةَ ورهاناتِهم الرخيصةَ، هم الذين باعوا النفوس بحفنةٍ من الفلوس. نريد أن يرجع لبنان إلى سابق عهده من الجمال والقوّة، لبنان على قياسه لا على قياس دول غريبة عنه.
غبطةَ أبينا البطريرك الكلّي الطوبى،
لا يمكن أن تمرّ هذه السيامة دون كلمة شكر لكم، ليس لأنّ هذا واجب أو تقليد، بل هو عرفانُ جميل. لقد كان لي الشرف وحظيتُ بنصيبٍ صالحٍ أن أخدم تحت رعايتكم المباشرة في أمانة سرّ البطريركية ودوائرها المتعدّدة، وأن أرافقكم في بعض أسفاركم وزياراتكم الرسولية، وأن أشارككم ولو جزءاً يسيراً من عملكم المضني في رعايةِ كنيستنا وتدبيرِها في كلّ مكان. إنه لمحظوظٌ جداً ذلك الكاهن الذي يعمل في ظلّ كنفكم، لأنه سيتعلّم الكثير الكثير ويكتسب خبرةً واسعة النطاق في المجالات كافّةً.
سيّدنا، أقولها على الملأ وأمام جمهور المؤمنين الحاضرين ههنا: لولاكم لمَا نلتُ سرّ ملء الكهنوت، درجة الأسقفية السامية! وها أنا أقف أمامكم الآن بفضل دعمكم وتشجيعكم الأبوي والمجّاني. وهذا دينٌ عليّ لن أفيَه مهما سعيتُ وفعلتُ. سأحاول أن أفيَه بالحبّ والصلاة والطاعة لكم ولتوجيهاتكم الأبوية السديدة ما حيِيتُ، وهذا الدين ليس فقط لما قدّمتموه لي شخصياً، بل لما قدّمتموه ولا تزالون تقدّمونه لكنيستنا السريانية الكاثوليكية وللكنيسة الجامعة من تضحيات ومشقّات وأحمال ثقيلة ينوء عن حملها الجبابرة، فضلاً عن مآثركم العظيمة التي، إن سكت البشر عنها، لَنطق الحجر وجاهر بها. فكيف لا أطأطئ رأسي إجلالاً أمام كلّ هذا. فإنّ فكركم النيّر وحنانكم وعطفكم وإنسانيتكم جليّة للقاسي والداني، إلا لغليظي الرقاب وقساة القلوب وناكري الجميل. فلا خوفَ على كنيستنا لأنكم أنتم راعيها، بل وكما تقول الصلاة ܐܶܠܦܳܐ ܠܳܐ ܛܳܒܥܳܐلن تغرقَ السفينة ما دمتم أنتم قبطانَها.
سيدنا، كلّي رجاء ألا أخيّب ظنّكم فيّ، بل أن أُثبتَ لكم أنّ اختيارَكم لي، بما فيّ من ضعف ووهَنٍ، سيعود بالمردود ويأتي بالنتيجة المبتغاة. وأعاهدكم أني سأكون على قدر المسؤولية، وأنّ كرامة الأسقفية ستزيدُني طيبةً في القلب وبساطةً في العيش، وأن أحافظ على وديعة الإيمان والأخلاق وأمانة وكالة الرعية، أي النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن التي لي شرف رعايتها باسمكم.
أشكر أصحاب السيادة الأحبار الأجلاء آباء السينودس المقدس لكنيستنا الذين أولُوني ثقتَهم، وأعدهم أن أكون بينهم أخاً صغيراً يتعلّم منهم ويغتني لخير الكنيسة، كبنيامين بين إخوته. وقد اتّصلوا بي جميعُهم مهنّئين ومعتذرين عن الحضور بسبب تعذُّر السفر إلى لبنان في ظلّ الظروف المعروفة. وهنا أخصّ بالذكر والشكر الحاضرين معنا اليوم:
مار أثناسيوس متّي متّوكة، عميد أحبار كنيستنا.
مار ربولا أنطوان بيلوني، الذي على يده نلت سرّ المعمودية المقدسة، وبوضع يده نلتُ السيامة الشمّاسية منذ 14 سنة، ولطالما كان قريباً من عائلتي بالمحبّة والمرافقة.
مار غريغوريوس بطرس ملكي، السلف الصالح في رعاية النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، أذكر محبّتكم والأيّام الجميلة التي قضيناها سويةً في القدس، حيث تعلّمتُ منكم الأمانة والإخلاص للكنيسة. سيدنا، إنّ النيابةَ بيتُكم وهي بانتظار زيارتِكم متى شئتم.
مار متياس شارل مراد، النائب العام لأبرشية بيروت.
شكري الخاص يتّجه بمحبّة مميّزة إلى كلٍّ من صاحبي السيادة:
مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، الذي أحاط أبرشيتَه العزيزة برعايةٍ أبوية مميّزة، وقد نُكِبت بالإقتلاع، فحافظ عليها وأعادها سالمةً.
ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس، والذي يعمر قلبه بالمحبّة ويفيض بالتفاني والإخلاص للكنيسة، وهو الراعي المحبّ والغيور.
أشكركما سيدنا موشي وسيدنا عبّا لتحمّلِكُما عناء السفر من العراق رغم الظروف الصعبة، كي تشاركانا هذه الفرحة، وأنا أتشرّف أنكما قبلتما طلبي باتّخاذكما عرّابين لي في هذه السيامة.
ويعزّ علينا أن يغيب عنّا اليوم وجهان مشرقان طالما رغبا بشوق في المشاركة في هذه المناسبة:
المثلّثَي الرحمات مار اقليميس يوسف حنّوش مطران القاهرة والنائب البطريركي على السودان، ومار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها، والذي كنتُ أودّ أن يقف معنا كعرّاب في السيامة! لقد شاء الرب أن ينقلَهما إليه في عزّ العطاء، ونسألُه أن يتغمّدَهُما بمراحمه ويُنعِمَ عليهما بميراث ملكوته السماوي مع الرعاة الصالحين.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أذكرَ بالعرفان والمحبّة البنوية المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد، الذي وضع يده عليّ ومنحني موهبة سرّ الكهنوت المقدس، ورافقني بمحبّته وصلاته، وقد كانت لي فرصةٌ ذهبيةٌ أن أكتسبَ من خبرته وأرافقَه في سنيه الأخيرة في القدس وبيت لحم، سائلاً الله أن يمتّعَه بنصيب الوكلاء الأمناء في فردوس النعيم.
شكري الجزيل إلى أصحاب السيادة ممثّلي أصحاب الغبطة: سيادة المطران بولس مطر، ممثّلاً صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، صاحبا النيافة المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا والمطران مار اقليميس دانيال كورية ممثّلَي صاحب القداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، سيادة المطران جورج أسادوريان ممثّلاً صاحب الغبطة البطريرك كريكور بيدروس العشرين كبرويان، وسيادة المطران ميشال قصارجي، والذين يعبّرون بوجودهم عن محبّتهم. أطلب صلاتَهم من أجل نجاح خدمتي، متمنّياً لهم دوام النجاح والتوفيق.
أشكر جميع الإخوة الأعزّاء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات المشاركين معنا، كلاً باسمه. وأشكر أولئك الذي اتّصلوا بي مهنّئين من خارج لبنان، ولم يتمكّنوا من الحضور. وأشكر كهنة أبرشية بيروت الأعزاء، والرهبان الأفراميين، والراهبات الأفراميات. أسأل الله أن يبارك في خدمتكم ورسالتكم لخير الكنيسة وخلاص نفوس المؤمنين. أنتم جميعاً في قلبي وصلاتي.
شكري الجزيل مع العرفان بالجميل يتّجه إلى جميع الذين كان لهم تعبٌ في تنشئتي في مسيرتي الإكليريكية، بدءاً من المدراء ومعاونيهم وجميع الذين تعاقبوا على خدمة الإكليريكيتين الصغرى والكبرى في دير سيّدة النجاة – الشرفة، وجامعة الروح القدس – الكسليك، وجامعة الحكمة – بيروت.
كما أشكر الذين تولّوا مسؤولية الخدمة في المحاكم الروحية في كنيستنا السريانية وفي الكنيستين الشقيقتين الكلدانية واللاتينية في لبنان حين كنتُ أعمل وأخدم في هذه المحاكم، وكذلك الهيئات الإدارية والتعليمية في مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة، وفي رعايا أبرشية بيروت. لهم جميعاً منّي كلّ التقدير والإحترام، مع الدعاء لهم بالخير والبركة.
أخص بالشكر أخي العزيز الأب فراس دردر، صديقي ورفيق الدرب من الإكليريكية إلى أمانة سرّ البطريركية، فنيابة القدس وعمّان، وقد تحمّل مشقّة السفر ليكون بيننا اليوم، وأدعو له بخدمة مباركة.
أحبّائي، سمعتُم عن الحصان الأسود، هو الشخص الذي يتعب في الخفاء ويقدّم مجهوداً عظيماً كي يفوزَ في النهاية ويفاجئَ الجميع. أقصد الأب حبيب مراد القيّم البطريركي وأمين سرّ البطريركية، الذي اهتمّ وتعب وعمل في الخفاء في ظلّ ظروف صعبة ووقت ضيّق، وكان منهمكاً أكثر منّي في التجهيزات والتحضيرات، وهو يفوز دائماً في النهاية بمحبّة الأشخاص واحترامِهم. باركك الرب أبونا، وزادك عطاءً ورجاءً في خدمة البطريركية وغبطة ابينا البطريرك. ومعك أشكر كهنة البطريركية وجميع العاملين فيها.
أشكر كهنة وشمامسة ومؤمني النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن للسريان الكاثوليك، من رعية مار توما في القدس، ورعية مار يوسف في بيت لحم، ورعية مريم العذراء سيّدة الزروع في عمّان، ومعهم الإخوة النازحين العراقيين في الأردن، على ما أحاطوني به من محبّة ومساندة منذ قدومي إلى القدس من أربع سنوات، ولا يزالون خيرَ سندٍ وداعمٍ لخدمتي. وأنا أعاهدهم، وهم يشاركوننا اليوم عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، أن أبذل قُصارى جهدي وكاملَ طاقتي في خدمتهم، وأدعو لهم بالصحّة والعافية والتوفيق. ولهم أقول: اشتقتُ إليكم، أنتم أهلي وعائلتي، بانتظارنا الكثير من العمل معاً يداً بيد لتمجيد اسم الرب ورفع شأن كنيستنا.
أشكر كهنة وشمامسة ومؤمني أبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، والتي أولاني غبطة أبينا البطريرك شرف القيام بمهمّة المدبّر البطريركي لها بعد ترمّلها بوفاة راعيها المطران يوسف حنّوش. وقد أظهروا لي في الفترة الأخيرة كلَّ المحبّة والتعاون، وعلى أمل أن أزورَهم وألتقيَ بهم في أقرب فرصة، كي أعبّرَ لهم عن محبّة الكنيسة لهم وأتابعَ عن كثَبٍ شؤونَهم، ريثَما يلهمُ اللهُ غبطتَه وآباءَ السينودس باختيار الراعي الصالح للأبرشية في الوقت المناسب.
أعزّائي، أربعون سنةً مضت وأنا أنعم فيها بدفئهم ومحبّتهم، وأتلمّس آثار زرعِ تربيتِهم فيَّ، إنهم كنيستي البيتية التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم، بالاتّكال الدائم على الله، وشفاعة أمّه مريم، والالتزام اليومي بالكنيسة وخدمتها منذ الطفولة.
يتوجّه قلبي إلى الحاضرة معنا بالروح ترمقني بمحبّتها الوالدية، إنها والدتي ناديا رحمها الله، ومعها أذكر والدي الحبيب أنطوان، وقد فنَيا حياتهما من أجل تنشئتنا، إخوتي وأنا، لهما منّي إنحناءة المحبّة والإكبار. ومعهما أذكر إخوتي كبريال وكلود وكريستيان مع زوجته فيرونيكا وطفلِهما أنطوني، وأدعو لهم بالنجاح في حياتهم وبمستقبل مُشرق.
يا عائلتي الصغيرة لكم أقول: أعرف أنني مقصّرٌ بابتعادي الجسدي عنكم، لكنّي أعدُكم أنكم كنتم وستبقون دائماً في قلبي وصلاتي، وسأذكركم كما دائماً على المذبح المقدس كلّما قدّمتُ الذبيحةَ الإلهيةَ، أحبّكم حبّاً جمّاً.
ولا بدّ من شكر الأهل والأقارب والأصدقاء والأحبّاء المشاركين معنا وكذلك الغائبين عنّا الذين تعذّر عليهم الحضور معنا، المقيمين في لبنان أو في بلاد الاغتراب. وأدعو لهم جميعاً ولعائلاتِهم بالخير والصحّة ببركة الرب. وأشكر جميع الذين تعبوا معنا في هذه المناسبة، من الجوق البطريركي، والحركات الرسولية، وتلفزيون Tele Lumiere – Noursat.
لا يسعني إلا أن أرفعَ التضرّعَ إلى الرب يسوع، بشفاعة والدته مريم العذراء سيّدة الانتقال، من أجل سلام لبنان وبلاد الشرق، سوريا والعراق والأراضي المقدسة والأردن ومصر، والعالمِ كلِّه، كي يعيشَ الناس بالأمان والألفة، ويسودَ الخيرُ والعدلُ، ومن أجل حمايةِ العالمِ كلِّه من وباء كورونا الذي يفتكُ بالكثيرين في كلّ مكان، كي يشفيَ اللهُ المرضى ويقضيَ على انتشار هذا الوباء، غير ناسٍ الصلاةَ من أجل راحة نفوس شهداء انفجار مرفأ بيروت، وشفاء الجرحى، ونجدة المنكوبين، وبلسمة وتعزية المتألّمين.
إلى الرب يسوع، الراعي الصالح، أبتهلُ كي يؤهّلَني أنا غير المستحق أن أُحصى في عداد وكلائه الأمناء الذين يحافظون على وديعة الإيمان، ويتاجرون بالوزنة الإنجيلية ليكونوا من الرابحين، ببركة صلاة غبطة أبينا البطريرك وأصحاب السيادة آباء السينودس وجميعكم يا إخوتي وأحبّائي.ܬܰܘܕܺܝ ܣܰܓܺܝ܆ ܒܪܟܡܪܝسيدنا.
|