الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس أحد ميلاد يوحنّا المعمدان في كنيسة مار اغناطيوس – الكرسي البطريركي، بيروت

 
 

 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 6 كانون الأول 2020، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد ميلاد يوحنّا المعمدان، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    شارك في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، وجّه غبطةُ أبينا البطريرك الشكرَ إلى الله الذي "أهّلَنا أن نعود إلى كنيستنا ومقرّ كرسينا البطريركي، لنجتمع سويّةً عائلةً واحدةً بعد غياب أشهر، وبعد الانتهاء من الإصلاحات وأعمال الترميم التي قمنا بها على أثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب المنصرم، وقد تضرّر مقرّ الكرسي البطريركي كثيراً. نشكر الله أنّنا استطعنا أن نعود ونصلّي ونمجّد اسمه القدوس في كنيسة البطريركية هذه".

    ثمّ تحدّث غبطته عن هذا الأحد المخصَّص للميلاد الأعجوبي لمار يوحنّا المعمدان قبل ثلاثة أسابيع من عيد ميلاد الرب يسوع، وبعد زيارة العذراء لنسيبتها أليصابات، وقبل البيان والحلم ليوسف عن حبل مريم العذراء الأعجوبي من الروح القدس، منوّهاً إلى "اكتمال الوحي بإرسال الله كلمته المتجسّد من مريم العذراء وهو المسيح الحقيقي"، ومتوقّفاً عند رسالة بولس إلى أهل غلاطية، حيث يذكّرهم "أنّ الناموس أي الشريعة كانت ضرورية، ولكن مع التدبير الخلاصي بتجسُّد كلمة الله، أصبحنا أحراراً من الشريعة، لأنّ علاقتنا مع الله أضحت علاقة روحية، مبنيّة على الإيمان وعلى الرجاء، وهذه العلاقة مع الله الذي هو المحبّة، وهي تتجسّد بمحبّة بعضنا البعض".

    ولفت غبطته إلى أنّ كلمة يوحنّا تعني "الله يتحنّن"، مشيراً إلى أنّ "رسالة يوحنّا تتجلّى بأنّ الله تحنّن على شعبه، وأرسل لهم المخلّص، ويوحنّا كان الطفل الذي سيصبح الكاروز المبشّر السابق الذي سيعدّ الطريق للرب يسوع المخلّص، وسيكرّس يوحنّا نفسه بخلوة بالبراري يطلب فيها من الله أن يملأه من نعمه، حتّى يقدر أن يؤدّي هذه الرسالة".

    وأكّد غبطته أنّ "يوحنّا المعمدان كان له دور كبير في الكنيسة الأولى، ونحن نجد الكثير من الكنائس التي بُنِيَت على اسم يوحنّا المعمدان، ويسوع يسمّيه أعظم مواليد النساء، لأنّ الحبل به كان بتحنُّنٍ عجيبٍ من قِبَل الرب، إذ كان أبواه طاعنين في السنّ، ويوحنّا كان قريباً من يسوع، وعرّف الكثيرين من التلاميذ على يسوع، وطلب من الشعب أن يقتبل يسوع، وبعدما عاش حياةً مقدسة، استشهد قتلاً لأنّه كان ينادي بالحقّ والفضيلة، ولم يتراجع حتّى قطع هيرودس رأسه".

    ونوّه غبطته إلى "أنّنا مدعوون اليوم كي نجدّد إيماننا الراسخ بالرب يسوع، في خضمّ ما يعانيه العالم وما نجابهه من تحدّيات في ظلّ انتشار وباء كورونا الذي أضحى كونياً، من إلزامية البقاء محجورين في منازلنا أغلب الأوقات، دون القدرة على العمل أو التنقّل. وندرك أيضاً الظروف التي يمرّ فيها لبنان، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية"، لافتاً إلى أنّنا "كنّا نعاني الكثير من جراء وضعنا نحن المسيحين، إن كان في العراق أو في سوريا، واليوم يحدث الشيء نفسه في لبنان، إذ لم نكن نتصوّر ذلك أبداً. لكنّنا نبقى شعب الرجاء، ونجدّد ثقتنا بالرب يسوع مهما حدث، متيقّنين أنّ حكمة الله هي التي توجِّه البشرية، وهي التي تدبّر أمور البشر حتّى في أحلك أوقات المعاناة والآلام والشكوك".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً إلى الربّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا السماوية مريم العذراء، "من أجل شفاء جميع المرضى من هذه المحنة الوبائية التي نواجهها، كي نستطيع أن نعيش فرح ميلاد الرب يسوع، حتّى لو كنّا في حالة الحجر. سنبقى الشعب الذي يسلك في طريق البرّ والقداسة كما قال زكريا الكاهن، حتّى يجعلنا ربُّنا ومخلّصُنا يسوع شعباً مقدساً يعبده بالروح والحقّ، على مثال يوحنّا المعمدان".

 

إضغط للطباعة