الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
بيان إعلامي صادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية

 
 

الرقم: 58/أس/2020

التاريخ: 2020/12/14

 

بيان إعلامي صادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية

البطريرك يونان احتفل بقداس عيد مار بهنام وسارة في كنيسة الرعية قي الفنار

البطريرك بونان: "إنّ المسؤولين الذين يدّعون الزعامة المسيحية في لبنان لم يكونوا على مستوى هذه المسؤولية التي أولاهم إيّاها الشعب، وعلى عاتقهم يقع جزءٌ كبيرٌ من المسؤولية عمّا وصل إليه لبنان في ظلّ هذا الوضع المعيشي والاجتماعي والسياسي المؤلم والذي لم نكن لنتوقّعه أبداً"

 

    اعتبر صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أنّ "المسؤولين الذين يدّعون الزعامة المسيحية في لبنان لم يكونوا على مستوى هذه المسؤولية التي أولاهم إيّاها الشعب... وعلى عاتقهم يقع جزءٌ كبيرٌ من المسؤولية عمّا وصل إليه لبنان في ظلّ هذا الوضع المعيشي والاجتماعي والسياسي المؤلم والذي لم نكن لنتوقّعه أبداً".

    كلام البطريرك يونان جاء خلال احتفاله بقداس عيد مار بهنام وأخته سارة الشهيدين في كنيسة الرعية في الفنار - المتن، يعاونه صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والآباء الكهنة، بحضور جمع من المؤمنين من أبناء الرعية.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، قال غبطة البطريرك يونان: "جئنا اليوم إلى بيت الله في هذه الكنيسة المباركة رغم التحدّيات التي تجابهنا، سواء هنا وفي لبنان كلّه وفي العالم، تحدّيات هذا الوباء، فيروس كورونا الذي انتشر ويزرع الرعب أينما كان"، معرباً عن فرحه بالاحتفال "بعيد القديسين الشهيدين مار بهنام وأخته سارة، شفيعَي الرعية، اللذين قدّما ذاتهما مع أربعين من رفاقهما، ذبيحةً تشارك الحمل الإلهي، ذبيحة الاستشهاد، في القرن الرابع الميلادي".

    وذكّر غبطته "أنّ المسيحيين كان لهم الدور الكبير في تأسيس لبنان، لبنان الكبير، والذي نعلم كيف ضحّى هؤلاء المسيحيين كي يبقى لبنان مشعلاً للحرّية"، متأسّفاً لأنّه "لم تكن لدى المسيحيين الرؤية الحكيمة والشجاعة كي يعرفوا أن يستمرّوا بالحفاظ على لبنان الرسالة، لبنان الحرّية، لبنان الوطن لجميع المواطنين بالمساواة وبدون تمييز".

    وتابع غبطته متناولاً الوضع في لبنان: "يحب أن نقرّ ونقرع صدورنا، لأنّ المسؤولين الذين يدّعون الزعامة المسيحية في لبنان لم يكونوا على مستوى هذه المسؤولية التي أولاهم إيّاها الشعب، وجميعنا نتكلّم، سواء سراً فيما بيننا أو علناً، مدركين أنّ على عاتق الزعماء والمسؤولين المسيحيين يقع جزءٌ كبيرٌ من المسؤولية عمّا وصل إليه لبنان في ظلّ هذا الوضع المعيشي والاجتماعي والسياسي المؤلم والذي لم نكن لنتوقّعه أبداً"، مشدّداً على أنّنا "مع ذلك كلّه، سنبقى شعب الرجاء، وسنبقى تلاميذ الرب يسوع، غير ناسين ما يذكّرنا به مار بولس القائل: إن كان الله معنا فمن يقدر علينا".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "كنّا ونبقى أمناء للرب يسوع على مدى العصور، لسنا جدداً في الإيمان، بل نحن نحمل في قلوبنا ونفوسنا شعلة الإيمان التي أورثنا إيّاها آباؤنا وأجدادنا في الماضي، ونحن نعتزّ أن نحافظ على الأمانة لهذا التراث الروحي الذي ورثناه من أسلافنا البررة الذين عاشوا حياتهم بشكل يومي مضطهَدين ومظلومين، وحاولوا أن يبقوا دائماً أمناء للرب يسوع ولتعاليم الإنجيل وللوديعة والتراث والكنز الروحي في إيماننا المسيحي".

    وتناول غبطته الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط: "نمرّ اليوم بأزمات كثيرة، مالية واقتصادية واجتماعية وسياسية. إنّنا نتذكّر أنّ المسيحيين، إن كانوا في سوريا أو في العراق، تحمّلوا ولا يزالون يعانون ويتحمّلون الكثير، لأنّهم أقلّيات ومكوّنات صغيرة، ونحن نفتخر أنّهم ظلّوا متجذّرين في أرضهم رغم كلّ الويلات التي حلّت بهم"، منوّهاً إلى أنّ "هذه التجربة التي يتعرّضون لها هي ترك البلاد التي لم تعرف أن تحميهم، لكنّنا نظلّ نذكّرهم ونذكّر الجميع أنّ آباءنا وأجدادنا تعذّبوا كثيراً من أجل التمسّك بإيمانهم بالرب يسوع، ونحن لن نتخلّى أبداً عن بلادنا في الشرق، عن لبنان وسوريا والعراق ومصر والأراضي المقدسة والأردن، بسبب الضغوطات المتنوّعة التي نتعرّض لها من جراء الإرهاب الذي حلّ في السنوات الأخيرة".

    وأكّد غبطته أنّنا "نرافق إخوتنا وأخواتنا الذين لم يجدوا حلاً ومنفذاً سوى التهجير، نرافقهم بصلواتنا وأدعيتنا، ونسأل الرب أن يكون دائماً الحامي لهم وسبب سعادتهم في الحياة الدنيا"، لافتاً إلى أنّنا "يجب أن نكون ذوي مصداقية، فالمسيحيون في لبنان، هذا البلد الذي كان يجب أن يكون الملجأ لجميع المظلومين، لم يعرفوا للأسف أن يستقبلوا إخوتهم من البلاد التي تهجّروا منها ويوفّروا لهم الأمان والضمانة كي يعيشوا في لبنان بالحرّية الدينية الحقيقية والكرامة الإنسانية".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الختامية بذخيرة القديس بهنام، التي كان قد أحضرها معه من دير مار بهنام الشهير في سهل نينوى بالعراق لدى احتفاله بعيده في العام الماضي.

 

    أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية

 

إضغط للطباعة