الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت. 

    عاون غبطتَه الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بحضور ومشاركة الشمامسة والراهبات الأفراميات وجمع من المؤمنين الذين قدموا ليشاركوا في القداس ويهنّئوا غبطته بالعيد رغم الظروف الصحّية العصيبة من جراء تفشّي وباء كورونا.

    رنّم غبطة أبينا البطريرك الإنجيل المقدس من بشارة القديس لوقا، ثمّ أضرم ناراً في موقدة وُضِعت في وسط الهيكل، وزيّح فوقها الطفل يسوع. ثمّ طاف غبطته في زيّاح حاملاً الطفل يسوع، فيما الجوق ينشد تسبحة الملائكة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"، ليضع بعدها غبطته الطفل يسوع في المكان المرموز به إلى المذود في المغارة التي نُصِبت داخل الكنيسة.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّ "عيد الميلاد يحلّ علينا هذه السنة بطريقة لم نكن نتوقّعها، منذ زمن لم نحضر إلى الكنيسة، وها هي الكمّامات على وجوهنا. لكنّنا سنبقى نحترز بانتباه كي لا ندع هذا الفيروس يتغلّب علينا ويطغى على بلدنا وعلى عالمنا. مع ذلك جئتم إلى الكنيسة كي تحتفلوا معنا بهذا العيد الذي هو عيد البهجة، عيد النور، وعيد الرجاء".

    ولفت غبطته إلى أنّه "في كنيستنا السريانية نرنّم نشيداً: رجاء الكون وافانا كطفل بيننا دنا، فقيرٌ ما له ثوبٌ وبالخيرات أغنانا"، مشدّداً على أهمّية فضيلة الرجاء التي هي "فضيلة إلهية، مع الإيمان والمحبّة، وهي الفضيلة التي نحن مدعوون أن نعيشها اليوم، رغم كلّ ما نلاقيه في حياتنا من معضلات وصعوبات ومشاكل يعانيها لبنان والبلدان المجاورة، لا سيّما سوريا والعراق".

    وأشار غبطته إلى أنّه "سمح الرب أن نمرّ بهذه الأزمة التي هي أشبه بكارثة، وهو يريد أن يذكّرنا، بمقتضى حكمته الإلهية، أنّ حياتنا مهما كانت ظاهرياً وبشرياً سعيدةً ومكمَّلةً ولا ينقصنا فيها شيء، لكنّها تبقى مسيرة حجّ نحو الملكوت، فلا يجب أن نبقى متعلّقين بهذه الأرض".

    وذكّر غبطته أنّ "الله كلّم البشر بطرق عديدة، وفي آخر الأزمنة كلّمهم بابنه الوحيد. لذا، في اللاهوت المسيحي، نسمّي ابن الله الكلمة. يسوع هو كلمة الله المتأنّس في حشا مريم العذراء بقوّة الروح القدس"، مؤكّداً أنّ "هذا هو سرّ التجسّد الذي نؤمن به، وهذا هو الإيمان الذي لا يجب أن يكون وحيداً، بل أن يرتبط بالرجاء أولاً وبالمحبّة ثانياً".

    وشدّد غبطته على أنّنا "سنظلّ الشعب الذي يعيش الرجاء فوق كلّ رجاء، مهما طغت حولنا الآلام والصعوبات والتحدّيات، اجتماعية، معيشية، سياسية، اقتصادية، أو الخيانة من قبل المسؤولين عن هذا البلد لبنان الذي كان مشعلاً في المنطقة. إنّه بلدٌ صغيرٌ، ولكن للأسف لم يقدر المتحكّمون بالسلطة فيه أن يخدموا ويضحّوا من أجل بقائه المشعل والنور في المنطقة، بل إنّهم لا يقومون سوى بترداد الكلمات المعسولة عن العيش الواحد والعيش المشترك بين الطوائف والأديان، كي يُظهِروا أنفسهم أنّهم النزيهون وأنّهم يريدون خير البلد ومصلحة الشعب".

    وأكّد غبطته على أنّه "لا يمكننا اليوم أن نقول إنّنا مسيحيون ونستقبل الإله الكلمة المتأنّس، طفل بيت لحم، بالفرح، إن لم تـكن فينا المحبّة الحقيقية التي تنسى الذات من أجل الآخرين. لذلك نحاول جهدنا نحن ككنيسة أن نحسّ ونشعر بآلام الأكثر تهميشاً، وبالذين يعانون معيشياً، ونحاول أن نساعدهم، ليس فقط مساعدة النازحين، ولكن أيضاً عددٍ كبيرٍ من إخوتنا وأخواتنا في لبنان".

    وختم غبطته موعظته مؤكّداً أنّ "المحبّة هي العلامة التي تميّزنا عن الآخرين كيفما كانوا يعيشون إيمانهم، فالمحبّة تغمر قلوبنا وهي علامة إيماننا الذي جاءنا من الرب يسوع عن طريق رسله الأبرار القديسين"، مجدِّداً "التهنئة لأصحاب السيادة والإكليروس والمؤمنين في كنيستنا السريانية الكاثوليكية حول العالم بعيد الميلاد المجيد، وبرجاء أن يكون هذا الزمن موسم خير وصحّة وبركة وفرح وسلام على العالم بأسره".

    وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل إلى الصالون البطريركي حيث استقبل المؤمنين الين قدّموا لغبطته التهاني بالعيد مع التمنّيات بالصحّة والعافية والعمر المديد.

 

إضغط للطباعة