الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس الأحد الخامس من الصوم وهو تذكار إحياء ابن الأرملة في نائين

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١٤ آذار ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد الخامس من الصوم الكبير، وهو تذكار إحياء الرب يسوع لابن الأرملة في مدينة نائين، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "الأعجوبة التي اجترحها الرب يسوع بإحياء الفتى الشاب الوحيد لأرملة في مدينة نائين، والتي تذكرها كنيستنا السريانية الكاثوليكية في الأحد الخامس من زمن الصوم، وينفرد الإنجيلي لوقا بسردها. ومن المعروف عن إنجيل لوقا أنّه إنجيل الرحمة الالهية والحنان، فهو مثلاً الذي يذكر مثل السامري الصالح"، مشيراً إلى أنّ لوقا "يذكّرنا أنّ الرب يسوع صنع هذه الأعجوبة دون أن يطلب منه أحدٌ ذلك، صنعها لكثرة حنانه حين رأى هذه الأرملة تبكي وحيدها، وهل هناك من حادث يوازي بألمه وشدّة حزنه أكثر من اللقاء بأمٍّ تفقد وحيدها وهي أرملة!".

    ولفت غبطته إلى أنّ "يسوع تحنّن على الأرملة، فأوقف الحاملين ولمس الشاب وقال له قم. لقد أحياه من الموت وسلّمه لأمّه في مشهدٍ مؤثّرٍ جداً"، منوّهاً إلى أنّنا "تعرّفنا على الله من خلال المسيح بالذات، بحسب مار بولس رسول الأمم، فالله هو كائنٌ مطلقٌ وخالق ومدبّر الشعوب الكثيرة التي تؤمن به، ولكن ما عرفناه من يسوع أنّ الله هو أبٌ يشفق على الخلائق كلّها، سيّما الإنسان، حتى أنّ مار بولس نفسه يقول: إنّنا هيكل الله. تصوّروا هذا الشيء المهمّ جداً في علاقتنا مع الله، فباقي الديانات لا تقبل هذا التعبير. نحن هيكل الله، أي أنّ الله يحلّ فينا، مستذكرين قول مار بولس: لستُ أنا الذي يحيا، بل المسيح هو الذي يحيا فيّ".

    وتطرّق غبطته إلى الأوضاع الراهنة في لبنان، فقال: "في هذه الأيّام العصيبة، نقاسي مختلف أنواع الآلام والمساوئ التي يسبّبها المسؤولون للمواطنين، فنتساءل إلى أين نحن ذاهبون في هذا البلد لبنان بعدما كنّا نأمل أن يكون حقيقةً شعلة ثقافة التعايش الحقيقي ما بين جميع المواطنين على مختلف طوائفهم، فيما اليوم نعاني الكثير، مظاهرات هنا واحتجاجات هناك، وتدهور في معيشة المواطنين، ونسمع كلاً من المسؤولين يستند على ما يسمّيه دستور البلاد ولا نفهم شيئاً"".

    وتابع غبطته كلامه عن الحالة في لبنان: "نتوجّه في هذا الوقت الصعب نحو الرب يسوع الذي عرّفَنا على الله الآب وكشف لنا حقيقة علاقة الله مع الإنسان، ضارعين إليه كي يتحنّن علينا كما نحنّن على هذه الأرملة المسكينة، فهو وحده القادر أن يعزّي قلوبنا ويشجّعنا ويبثّ فينا الرجاء وحتّى الفرح في هذا الزمن، زمن الصوم، الذي نعيشه متطلّعين نحو الفرج والخلاص بقيامة الرب يسوع".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء، أن يعيننا كي نكون حقيقةً تلاميذاً للرب يسوع، نعيش حياتنا المسيحية ودعوتنا ليس بالكلام فقط، بل بالحقيقة وبأفعال الخير والمحبّة والرحمة التي ننشرها حولنا رغم كلّ المآسي التي تحيط بنا وتجعلنا نتردّد في دعوتنا المسيحية، فننال الشفقة والحنان والمغفرة منه، ونحيا بالفرح الحقيقي والرجاء الثابت".

 

إضغط للطباعة