ظهر يوم السبت ٢٧ آذار ٢٠٢١، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة أبوية راعوية إلى رعية بعشيقة، سهل نينوى، العراق.
رافق غبطتَه في هذه الزيارة أصحابُ السيادة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب مجيد عطالله سكرتير مطرانية الموصل، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
وصل غبطة أبينا البطريرك إلى مدخل كنيسة مريم العذراء في بعشيقة، فاستقبله كاهن الرعية الخوراسقف رزق الله السمعاني، والأب عمانوئيل كلو كاهن رعية الموصل، وشمامسة الرعية، وجموع المؤمنين من أبناء الرعية وبناتها.
ودخل غبطته في زيّاح حبري إلى الكنيسة حيث أدّى صلاة الشكر، مع صلاة خاصّة مستوحاة من وحي سبت إحياء لعازر الذي تحييه كنيستنا السريانية في مثل هذا اليوم قبل عيد الشعانين. واستمع غبطته إلى باقة من الترانيم السريانية من طقس عيد الشعانين، أدّتها مجموعة من الشمامسة الصغار الذين أشرف كاهن الرعية على تدريبهم.
ووجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية إلى المؤمنين، أعرب فيها عن فرحه وسروره بالقيام بهذه الزيارة الأبوية، منوّهاً إلى أنّنا "سبق وزرناكم مرّاتٍ عديدةً، هنا في هذه الكنيسة وهذه الرعية المباركة، وكنّا دوماً نعتزّ أن نلتقي بالمؤمنين المليئين بالإيمان والرجاء، وهم يعيشون كشهودٍ في مجتمعهم المتنوّع، ولو أنّهم مكوِّنٌ صغير العدد".
ولفت غبطته إلى "أنّكم كالخمير في العجين، وأنتم مدعوون أن تبقوا وتعيشوا كما قال الرب يسوع، كالملح الذي يعطي الطعم للمأكولات، وأن تعطوا شهادةً بأنّ الرب يسوع هو مخلّصنا الذي جاء ليجمع لا ليفرّق، جاء لينشر السلام لا الكراهية، جاء لينادي بالمحبّة ما بين الجميع وللجميع".
وشكر غبطتُه "الخوراسقفَ زرق الله السمعاني والشمامسة وأعضاء مجلس الرعية والأخوات الراهبات والمؤمنين الذين جاؤوا لاستقبالنا، مع إخوتنا آباء المجمع المقدس المرافقين لنا والكهنة"، مؤكّداً أنّنا "سنبقى دوماً شهوداً للرب يسوع مهما اشتدّت العواصف حولنا وعلينا"، مجدِّداً "طلبَنا ورجاءنا لشبابنا كي يبقوا، كآبائهم وأجدادهم، ثابتين في الإيمان رغم كلّ التحدّيات والصعوبات".
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: "نعم، تقولون إنّه في الواقع ليست الحياة كما نقول أو كما نعطي النظريات والتوصيات. هذا صحيحٌ، لكنّنا نتذكّر أنّه لولا أمانة آبائنا وأجدادنا في خضمّ الاضطهادات والضيقات، لَما كنّا بعدُ موجودين في هذه الأرض الطيّبة التي تعيشون فيها، في بعشيقة وحولها في قرى وبلدات سهل نينوى والموصل وشمال العراق".
وختم غبطته كلمته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، هي التي تظلّلكم بحنانها أينما كنتم، وترافق أهلكم وأولادكم وشبابكم الذين أُرغِموا على النزوح"، ومتوسّلاً إليه "في ليلة عيد دخوله إلى أورشليم، أن يجعل منكم دائماً هذا الخمير وهذا الملح وهذا النور في بعشيقة ما بين إخوتكم وأخواتكم من الطوائف والأديان الأخرى. بارككم الرب وحفظكم بالفرح والسعادة دائماً".
وكان الخوراسقف رزق الله السمعاني قد ألقى كلمة رحّب فيها أجمل ترحيب بغبطة أبينا البطريرك "الآتي باسم الرب راعياً صالحاً وأباً محبوباً للكنيسة، كما أتى يسوع داخلاً إلى أورشليم"، مشيراً إلى أنّ "رعية بعشيقة قليلة بعددها، لكنّها كبيرة بإيمانها المسيحي والتزامها الكنسي وصدقها ومحبّتها للكنيسة وطاعتها لرعاتها الروحيين"، مرحّباً بالأساقفة والكهنة، ومعاهداً غبطته أن تتابع رعية بعشيقة الشهادة للرب يسوع ولإنجيل المحبّة والفرح والسلام وسط المجتمع المتنوّع الذي تعيش فيه.
وبعد أن منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، طاف بزيّاح حبري من الكنيسة إلى القاعة، يتقدّمه الأساقفة والإكليروس والمؤمنون، فيما الشمامسة ينشدون الترانيم الشجيّة المؤثّرة الخاصّة بعيد دخول يسوع إلى أورشليم. ثمّ تبادل غبطته مع المؤمنين فرحة هذا العيد المبارك وهذه المناسبة السعيدة.
|