الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأس قداس إثنين القيامة

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الإثنين 5 نيسان 2021، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمناسبة إثنين القيامة المجيدة. ورفع غبطته الصلاة من أجل جميع الموتى الراقدين بحسب العادة في مثل هذا اليوم من كلّ سنة، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "وهما أيضاً أخبرا بما حدث معهما في الطريق"، تحدّث الأب حبيب مراد عن "أفراح القيامة التي نعيش فيها ونتذكّرها في هذه الأيّام المباركة، من القبر الفارغ والحجر المدحرَج"، مشدّداً على أنّ "القيامة هي الحقيقة الثابتة التي هي أساس إيماننا بالرب يسوع، هذا الإله الذي لم تنتهِ حياته على الأرض بالألم والصلب والموت والقبر، بل بالقيامة والمجد، وهو يكمل معنا مسيرتنا على هذه الأرض"، ومنوّهاً إلى أنّ "الرب يسوع مات ليفدينا ويخلّصنا من خطايانا، وقام من أجل تبريرنا، فلو كان القبر نهايةً لحياته ومسيرته، لكان إيماننا باطلٌ وتبشيرنا باطل كما يعلّمنا مار بولس، لكنّ الرب يسوع دحرج هذا الحجر الكبير عن باب العالم، حجر الخطيئة التي فصلت بين الله والبشر، ومنحنا الغلبة والانتصار الكبير، انتصارنا على أقوى عدوّ لنا الذي هو الموت".

    وتأمّل بإنجيل لقاء يسوع بتلميذَي عمّاوس "الذي رتّبته الكنيسة ليوم إثنين القيامة، حيث أنّ هذين التلميذين كانا متوجّهين إلى بلدة عمّاوس مساء يوم قيامة الرب"، مشيراً إلى أنّ غبطةَ أبينا البطريرك كان قد وجّه رسالة عيد القيامة للعام 2017 بعنوان "أمكث معنا، يا رب"، متناولاً فيها هذه الحادثة، وخاصّةً عبارة "إبقَ معنا يا رب لأنه قد مال النهار واقترب الليل"، مؤكّداً أنّ "دعوة الرب هذه أراها آنيةً اليوم وموجَّهةً إلى كلّ واحدٍ منّا، هذه الدعوة التي نتذكّرها ونقول للرب: أمكث معنا، إذ بالتأكيد الرب معنا دائماً، لكنّه يترك لنا الحرّية، فهو واقف على أبواب قلوبنا وأبواب حياتنا يقرع منتظراً أن نفتح له، فنسلّم له حياتنا، ويمكث معنا".

    ولفت إلى أنّنا "نجد أنّ النهار يميل من حولنا في هذه الفترة الصعبة والعصيبة التي نعيشها، حيث تحيط بنا الأزمات من كلّ جانب، من وباء كورونا، إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية، ولكنّنا واثقون أنّه لو مال النهار، فربّنا الذي يسمّيه مار بولس بصخرة الدهور، هو الصخرة القوية التي نسند عليها حياتنا، وهو لا يميل عنّا أبداً، وأنّه إذا كان تلميذا عمّاوس قد عرفا الرب عندما كسر الخبر وأعطاهما ليأكلا، فنحن لا نحتاج أن يفعل الرب معنا شيئاً كي نعرفه، لأنّنا واثقون به"، مشدّداً على أنّ "قلبنا لن يكون بطيء الفهم ولن نكون قليلي الإيمان، بل سنكون فاهمين وواثقين أنّ ربنا الذي وعدنا وعودَه الصادقة في الكتاب المقدس وفي حياته التدبيرية على الأرض، لن يتخلّى عنّا، وسيحوّل الليل إلى نهار والحزن إلى فرح واليأس والإحباط إلى تفاؤل ورجاء".

    وأكّد أنّنا "سنظلّ مسرعين كتلميذَي عمّاوس اللذين عرفا يسوع عندما كسر الخبز، فتركا فوراً كلّ شيء، ولم يتركا فرح القيامة مدفوناً في قلوبهم، بل أسرعا فغادرا هذه البلدة البعيدة عن أورشليم، وانطلقا ليلاً عائدين إلى أورشليم، رغم صعوبة السير والسفر في الليل في ذلك الوقت، إلا أنّهما غادرا وعادا سيراً ووصلا إلى العلّية حيث كان التلاميذ مجتمعين، وأخبراهم بفرح القيامة وشاركاهم بهذه الفرحة الكبيرة، واثقين من أنّ هذا الخبر سيُفرِح ويُنعِش الجماعة المؤمنة كلّها"، منوّهاً إلى أنّنا "لسنا فقط واثقين أنّ الرب سيخلّصنا من هذه المحنة ومن كلّ صعوبات حياتنا، إنّما سنشارك بعضنا بهذا الأمر، وبهذا الرجاء العظيم الذي هو فوق كلّ رجاء وأقوى من كلّ رجاء، رجاء القيامة، رجاء البقاء مع يسوع، رجاء العيش مع يسوع في كلّ وقت ورغم قساوة الظروف".

    ونوّه إلى أنّ الرب يسوع أعطانا عربوناً للحياة معه والاتّحاد به، هو سرّ جسده ودمه، والذي يه نعرفه،

    وأشار إلى أنّنا "معتادون أينما كنّا في اليوم الثاني من عيد القيامة أن نذكر موتانا المؤمنين، من أقربائنا وأصدقائنا وأحبّائنا وجميع الموتى، وقد قدّمنا هذا القداس اليوم ذاكرين فيه أموات كلّ واحدٍ فيكم، وكلّ أبناء الكنيسة الراقدين على رجاء القيامة الذين نعرفهم والذين ليس لهم من يذكرهم، من أساقفة وكهنة ومؤمنين، خاصّةً أولئك الراقدين من المصابين بوباء كورونا، ذكرناهم على المذبح المقدس كي يعطيهم ربّنا الراحة الأبدية الدائمة".

    وختم موعظته بتجديد المعايدة بعيد القيامة، "مع الرجاء أن تحمل إلينا الأيّام والسنوات القادمة الفرح والسلام والمحبّة".

    وفي نهاية القداس، منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية. 

 

إضغط للطباعة