في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة ٧ أيّار ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس ورتبة تولية وتنصيب صاحب السيادة المطران مار أثناسيوس فراس دردر نائباً بطريركياً على النيابة البطريركية في البصرة والعمارة والخليج العربي، وذلك في كنيسة قلب يسوع الأقدس للسريان الكاثوليك في حيّ العشار - البصرة، العراق.
عاون غبطتَه أصحابُ السيادة المطارنة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان.
حضر الرتبة معالي الوزيرة إيفان جابرو وزيرة الهجرة والمهجَّرين في الحكومة العراقية، ممثّلةً دولة رئيس الحكومة الأستاذ مصطفى الكاظمي، وسعادة المهندس أسعد العيداني محافظ البصرة، والمسؤولون في الدولة من مدنيين وعسكريين.
كما حضر الرتبة صاحب السيادة حبيب النوفلي مطران البصرة والجنوب للكلدان، والأب سمعان كصكوص كاهن الرعية السريانية الأرثوذكسية في البصرة، والقس أمجد سمير راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البصرة، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من كنيستنا ومن الكنائس الشقيقة في البصرة وبغداد والموصل وقره قوش وسهل نينوى وإقليم كوردستان وعمّان، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين أعضاء النيابة البطريركية في البصرة ووفود قادمة من العمارة والناصرية وسواها من المدن العراقية. وخدم القداس جوق من كنائس قره قوش بقيادة الأب دريد بربر.
بدايةً، دخل غبطة أبينا البطريرك إلى الكنيسة بموكب حبري مهيب، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة، فيما الجوق ينشد ترنيمة استقبال رؤساء الأحبار.
ثمّ ترأّس غبطته رتبة تولية وتنصيب سيادة المطران مار أثناسيوس فراس دردر نائباً بطريركياً لأبرشية النيابة البطريركية في البصرة والعمارة والخليج العربي، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة.
وخلال الرتبة، طاف المطران الجديد بزيّاح حبري داخل الكنيسة، يحيط به المطرانان العرّابان يوسف عبّا وأفرام سمعان، كي يعرّفا أبناء الأبرشية على راعيهم الجديد، والمؤمنون بدورهم يصفّقون ويهتفون معبّرين عن فرحهم بمطرانهم الجديد.
وبعدما رنّم المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح، تلا المونسنيور حبيب مراد، القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، كتاب التولية الشرعية الذي وجّهه غبطته إلى المطران الجديد، وفيه يعلن غبطته عن رسامة المطران الجديد وتوليته شرعاً على أبرشية النيابة البطريركية في البصرة والعمارة والخليج العربي، حسبما تقتضيه القوانين الكنسية المرعية، مستعرضاً أهمّ مراحل حياة المطران الجديد وخدمته، مسلّماً إيّاه مقاليد المسؤولية ورعاية الأبرشية، وموصياً إيّاه بالتعاون مع الإكليروس والمؤمنين في إدارة شؤون الأبرشية، بروح الراعي الصالح والخادم الأمين.
ثمّ ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، أعرب في مستهلّها عن فرحه وسروره بالقيام بالزيارة الرسولية الأولى إلى البصرة، حيث لمس "طيبة شعبها"، وحيّا سعادة المحافظ، وشكر معالي الوزيرة إيفان، مستذكراً "الزيارة التي قام بها دولة رئيس الحكومة الأستاذ مصطفى الكاظمي إلى كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد في عيد الميلاد الماضي، مبرهناً على أنّه يسعى إلى جمع قلوب العراقيين والعراقيات بالمحبّة والتسامح والأخوّة".
وتوقّف غبطته عند الشعار الأسقفي للمطران الجديد "تشدَّدْ، تشجَّعْ، واعملْ، فإنّ الرب القدير معك"، والمدعوّ "كي يكون الراعي الصالح، الراعي الذي يعرف خرافه، والذي يدعوها بأسمائها، والذي يسير أمامها في طريق النموّ والازدهار، وفي النعمة والبركة. وهي أيضاً تعرف صوته وتتبعه، لأنّها عارفةٌ أنّه يحبّها، وأنّه جاء كي يساعدها في التقدّم".
وأكّد غبطته أنّ "ما هو مطلوبٌ من سيّدنا المطران مار أثناسيوس فراس، ليس فقط الكلام، وإنّما أيضاً العمل"، واعداً "الله أنّنا سنكون مع سيادة المطران فراس بالروح والصلوات والتضرّعات والدعاء كي يكون أميناً لهذه الدعوة، دعوة الخدمة الأسقفية، لا للكرامة، ولكن للبذل والعطاء والتضحية".
وختم غبطته موعظته شاكراً المقامات المدنية الحكومية والتشريعية والعسكرية، وجميع الذين أتوا من إخوة وأخوات كي يشاركوا في هذه الفرحة، داعياً للجميع "بالعمر الطويل والصحّة والنعمة، رغم هذه الأزمة الكونية التي حلّت بالعالم، والعراق ليس غريباً عنها، لكنّنا نتابع حياتنا دوماً بالرجاء والأمل، متّكلين على نعمة الله التي تقوّي ضعفنا، وبشفاعة أمّنا وسيّدتنا مريم العذراء وجميع القديسين والشهداء" (تجدون النصّ الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك في خبر خاصّ على صفحة الأخبار البطريركية الرسمية هذه).
بعدئذٍ أجلس غبطته المطران الجديد على كرسي النيابة البطريركية، منادياً "أكسيوس" أي مستحقّ. ثمّ وبحركة ليتورجية رائعة يمتاز بها الطقس السرياني، أمسك غبطته العكّاز الأبوي من الأعلى، يليه الأساقفة، كلٌّ بحسب أقدمية سيامته الأسقفية، ثمّ يد المطران الجديد من أسفل. فرفع غبطته يد المطران الجديد وسلّمه العكّاز ليبارك به المؤمنين.
وبعدها ألقى المطران الجديد مار أثناسيوس فراس دردر كلمة تحدّث فيها عن أبرشيته الجديدة، متوقّفاً عند مكانة مدينة البصرة وجوّ التعايش السلمي المسيحي - الإسلامي الذي تمتاز به، متعهّداً أن يكون الراعي الصالح والوكيل الأمين، وواعداً المؤمنين في دول الخليج العربي بتأسيس الرعايا والإرساليات في أقرب وقت.
كما شكر سيادته غبطةَ أبينا البطريرك على زيارته وترؤُّسه رتبة التولية، وعلى رعايته الصالحة للكنيسة في كلًّ مكان، معاهداً إيّاه بالطاعة والمحبّة البنوية، شاكراً أصحاب السيادة المطارنة والإكليروس والرسميين والمؤمنين والضيوف وجميع الحضور، وطالباً منهم أن يصلّوا من أجله كي يوفّقه الرب في خدمته لما فيه خير النيابة البطريركية الجديدة (تجدون النصّ الكامل لكلمة سيادته في خبر خاصّ على صفحة الأخبار البطريركية الرسمية هذه).
وكان سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا قد ألقى كلمة في بداية الاحتفال، تحدّث فيها بإسهاب عن تاريخ حضور الكنيسة السريانية الكاثوليكية في البصرة حتّى اليوم، مهنّئاً المطران الجديد، وشاكراً غبطته على رعايته الأبوية للكنيسة عامّةً ولأبرشيات العراق خاصّةً (تجدون النصّ الكامل لكلمة سيادته في خبر خاصّ على صفحة الأخبار البطريركية الرسمية هذه).
وبعد الرتبة، تابع غبطته الاحتفال بالقداس الإلهي، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، التقى بالمؤمنين الذين عبّروا عن فرحهم العارم بلقاء أبيهم الروحي العام. وهنّأ الجميع المطران الجديد، داعين له بالنجاح والتوفيق في خدمته.
|