الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس الأحد السادس بعد القيامة ويوبيل المتزوّجين في أبرشية حلب

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر يوم الأحد 16 أيّار 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد السادس بعد القيامة، واليوبيلات الماسية والذهبية والفضّية للمتزوّجين في هذا العام 2021 في أبرشية حلب، وذلك في كاتدرائية سيّدة الانتقال، حلب، سوريا.  

    عاون غبطتَه في القداس صاحبُ السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، والخوراسقف منير سقّال النائب العام في الأبرشية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والآباء الكهنة في أبرشية حلب: جورج صابونجي، رزّوق حنّوش، وأفرام المقعبري. وخدم القداس شمامسة المطرانية وجوق الكاتدرائية، وأشرف على التنظيم كشّاف سيّدة الانتقال، بحضور ومشاركة جموع المؤمنين من أبناء الأبرشية بمختلف رعاياها. 

   وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه الكبير "بزيارة حلب بعد قرابة الثلاث سنوات من الزيارة الأخيرة، ونحن نشهد كيف استطعتم أن تبقوا ثابتين في الإيمان ومحبّة الله ومحبّة بعضكم البعض ومحبّة الوطن ومحبّة حلب العزيزة علينا جميعاً". 

    وتحدّث غبطته عن القراءة التي تُلِيَت في بداية القداس من رسالة القديس مار بولس الرسول إلى أهل فيلبي: "فيلبي مدينة في اليونان، بشّرها بولس رسول الأمم، وفي هذا المقطع الجميل والرائع، يمدح بولس أهل فيلبي، هذه الكنيسة الناشئة، لأنّهم بقوا ثابتين في الإيمان رغم كلّ ما كان يحيط بهم من عداوات، لأنّ الكنيسة كانت في البداية مضطهَدة، وكان المؤمنون يعانون من الصعوبات والضيقات لأنّهم كانوا تلاميذ الرب يسوع، لكنّهم ظلّوا ثابتين في الإيمان بنفسٍ واحدةٍ وبروحٍ واحدة". 

    وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: "هذا الشيء أحبّائي ينطبق عليكم اليوم بعد أكثر من ألفي سنة، أنتم المؤمنون والمؤمنات في هذه الأبرشية المباركة، مع باقي المسيحيين والقاطنين في حلب، رغم المعاناة التي عرفتموها ولا تزالون تتألّمون من أجلها حتّى اليوم. ويكفي أن نشاهد أنّ هذه الكاتدرائية الرائعة الجمال كانت تجمع المئات لا بل الألوف من المؤمنين في احتفالات أيّام الآحاد والأعياد، ونحن اليوم في الأحد الذي يلي صعود الرب يسوع إلى السماء، جئنا على دعوة من صاحب السيادة كي نترأّس هذا القداس الإلهي، ونشارك في فرحة يوبيل الأزواج الأعزاء". 

    وتكلّم غبطته عن نصّ الإنجيل المقدس بحسب يوحنّا الإنجيلي، حيث "يتوجّه يسوع بالكلام نحو التلاميذ قُبَيل مغادرته لهم وصعوده إلى السماء لدى أبيه السماوي، ونحن احتفلنا بعيد الصعود يوم الخميس الماضي. ويذكّر يسوع التلاميذ أنّه صاعدٌ إلى السماء، ولكنّه باقٍ معهم، وأنّهم سيُعرَفون بأنّهم تلاميذه إن كان فيهم حبّ بعضهم لبعض"، مذكّراً المؤمنين أنّه "لا يمكننا أن نخترع الإيمان اليوم، فقد اتّخذنا هذا الكنز الثمين والتراث العريق من آبائنا وأجدادنا، وعزمنا على أن نكون ثابتين بالإيمان بالرب يسوع المخلّص الذي تألّم ومات وقام بعد ثلاثة أيّامٍ منتصراً على الموت والخطيئة". 

    وأكّد غبطته على أنّنا "نحن تلاميذ هذا المخلّص نُعرَف بمحبّتنا لبعضنا البعض، وبالحقيقة بحسب سفر أعمال الرسل الذي كتبه لوقا الأنطاكي، فإنّ تلاميذ يسوع عُرِفوا أنّهم مسيحيون لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضاً وتبعوا تعليم يسوع"، مشيراً إلى أنّ "المسيحيين كانوا في البداية يُعرَفون في المحيط الذي كانوا يعيشون فيه على أنّهم فئة من اليهود، لكن عندما ابتدأ المسيحيون يبشّرون بمحبّتهم بعضهم لبعض، أضحى الناس يتعجّبون ويقولون: أنظروا كيف يحبّون بعضهم بعضاً". 

    ونوّه غبطته إلى أنّ "البعض يقدر أن يقول إنّه ليس أسهل من الكلمات والمواعظ التي يلقيها البطريرك والأساقفة والكهنة، صحيح، الكلمات سهلة، ولكنّ العمل والتسامح والرجاء الذي نعيشه نحن المسيحيين والمحبّة الصادقة هي مسعى ليس سهلاً، علينا أن نعيشه في كلّ لحظة، كيف ذلك؟ وبأيّ قوّة نستطيع أن نعيش هذه الأيّام الصعبة؟ فالمشاكل كثيرة: الكهرباء والماء والغذاء والسكن، وسواها الكثير، لكنّنا مدعوون اليوم أن نعيش يسوع المعلّم، ليس فقط بتعاليمه، وإنّما بحياته أيضاً". 

    وشدّد غبطته على أنّ نعمة الرب ستعيننا وتساعدنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة الانتقال، شفيعة هذه الكاتدرائية الرائعة، وخاصّةً في هذا الشهر المبارَك المخصَّص لتكريمها. لذلك سنلتجئ إليها معاً كي تتشفّع لنا لدى ابنها الإلهي حتّى نقوى على كلّ الأخطار والشرور المحيطة بنا، فنكون حقيقةً تلاميذ الرب يسوع"، سائلاً إيّاه "أن يبارككم جميعاً، وينعم عليكم بالفرح والمحبّة والرجاء على الدوام". 

    وقبل البركة الختامية، ألقى سيادة المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك "رأس كنيستنا السريانية الأنطاكية"، شاكراً غبطته "على زيارته الأبوية ومباركته الأبرشية وترؤّسه هذا القداس"، سائلاً "الرب أن يديمه بالصحّة والعافية كي يتابع رسالته ورعايته البطريركية كما عوّدنا بكلّ أمانة وإخلاص". 

    ثمّ منح غبطة أبينا البطريرك المؤمنين بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية. 

 

إضغط للطباعة