الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا

 
 

    في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس 20 أيّار 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كاتدرائية سيّدة الانتقال، حلب، سوريا، وخلاله قام غبطته برسامة شمّاسين جديدين بالدرجات الصغرى، هما: الإكليريكي جوزف وديع توما الذي نال درجة الرسائلي (الهوفدياقون)، ليُخَصَّص للخدمة في أبرشية الحسكة ونصيبين، والشاب شربل بنيامين ميخائيل الذي نال الدرجات الثلاث المرنّم والقارئ والرسائلي، ليُخصَّص للخدمة في أبرشية حلب.

    عاون غبطتَه في القداس والرسامة صاحبُ السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، والخوراسقف جوزف شمعي المدبّر البطريركي لأبرشية الحسكة نصيبين، بمشاركة الآباء الخوارنة والكهنة في أبرشية حلب ومن الكنائس الشقيقة. وخدم القداس شمامسة المطرانية، وأدّى الأناشيد جوق الكاتدرائية، بحضور ومشاركة جموع من المؤمنين من أبناء الرعية. 

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان، أثبتوا في محبّتي ليتمّ فرحي فيكم"، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه عن خبرته في الستّينات من القرن الماضي حين كان يدرس في روما، وكان المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبوني قد التقى بالإكليريكيين في روما، وكانوا حينها أكثر من 12 إكليريكياً دارساً في روما، ومن بينهم غبطة أبينا البطريرك. فسأل الإكليريكيون الكردينالَ: هل تقدر أن تقول لنا أيَّة مرحلة من مراحل حياتك كانت بالنسبة لكَ أكثر فرحاً؟ فأجاب البطريرك الكردينال، والذي كان من أوائل الذين سمّاهم البابا بيوس الحادي عشر كردينالاً عام 1935، وقال: "تأكّدوا يا أولادي، إنّ أحلى أيّام حياتي كانت أيّام شبابي في الإكليريكية وأنا أتحضّر للكهنوت". فتعجّب الإكليريكيون حينها قليلاً من هذا الجواب، لكنّ هذا الأمر دفعهم إلى أنّهم، وكلّما تقدّموا في العمر ومهما كان قدْرُهم ومنصبهم، يتذكّرون أنّ سنوات التنشئة الكهنوتية هي سنوات ملؤها الخير والنعم والفرح والحماس. 

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "نأتي معاً في هذا المساء كي نشارك في الوعد المفرح لجوزف وشربل اللذين يتقدّمان راجيين النعمة الخاصّة، نعمة خدمة المذبح، كمقدّمة للحصول على النعمة الكهنوتية"، متوقّفاً عند قول الرب يسوع لتلاميذه في إنجيل اليوم إنّ عليهم أن يثبتوا فيه، فكثيرون في العالم ينجحون، سواء بالعلم أو بالعطاء السياسي أو بالتربية أو بالمشاريع الدنيوية، لكنّنا جميعنا بإمكاننا أن نبدع، أكُنّا شباباً أو رجالاً أو كباراً في السنّ، كلّنا نقدر أن نبدع في خدمة المحبّة بالرب يسوع". 

    ولفت غبطته إلى أنّ "مار بولس رسول الأمم يذكّرنا بقوله إلى تلميذه بأنّه يجب عليه أن تكون كجندي يبذل بكلّ تضحية من أجل الذي طلب منه أن يخدمه"، مشيراً إلى أنّ "جوزف وشربل وضعا في قلبيهما هذا الوعد أن يتبعا يسوع مهما كلّفهما الأمر، لأنّ الرب يسوع هو فرحهما، وهو الذي يتمّم كلّ ما نصبو إليه من راحةٍ ومن فرحٍ ومن شعورٍ بأنّنا نخدم يسوع ونتبعه". 

    وذكّر غبطته بأنّ "كثيرين من الشباب يفكّرون اليوم بمشاريع أخرى، والدعوات أكانت الرهبانية أو الكهنوتية للأسف تقلّ، لأنّ الشبّان والشابّات مهتمّون بأمورٍ كثيرة"، مشدّداً على أنّ "الشابّ الذي نريده لخدمة الرب والكنيسة، نريده أن يكون ممتلئاً بالحماس ومقدّماً ذاته للرب وللكنيسة، ويعرف أن يسبح ضدّ التيّار، ويدرك أنّ الجماعة التي سيخدمها تحتاج إليه، وأنّ تضحياته لن تذهب سدى، وأنّ عليه أن يحمل إلى النفوس المتعطّشة الخلاصَ الذي ينبع من الرب يسوع". 

    وأكّد غبطته أنّنا "نصلّي من أجل جوزف وشربل، ونتوجّه إليهما بالقول: لا تخافا أن تعطيا ذاتكما، لا تخافا ماذا سيكون المستقبل، لا تخافا لأنّكما مدعوّان لخدمةٍ جليلةٍ وساميةٍ، حتّى أنّنا نحن السريان نعتبر أنّ الكهنوت أسمى من الملائكة، لأنّ الكاهن سيقدّس الخبز والخمر، وسيكسر جسد الرب يسوع ويتناوله مع دمه من الكأس، ويغذّي روحياً الجماعة المؤمنة التي يخدمها". 

    وختم غبطته موعظته رافعاً الصلاة "من أجل المرتسمين الجديدين جوزف وشربل، مع التضرّع إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، والتي هي أمّ الكنيسة وشفيعة كلّ من ينوي ويصمّم أن يخدم الكنيسة ويسير على خطى يسوع، كي يمنحهم القوّة والفرح الذي نحتاج إليه جميعنا، لأنّه هكذا يفرح يسوع ويكتمل فرحكم". 

    وقبل المناولة، ترأّس غبطة أبينا البطريرك الرسامات الصغرى بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، حيث منح الإكليريكي جوزف وديع توما درجة الرسائلي (الهوفدياقون)، ليُخَصَّص لخدمة أبرشية الحسكة ونصيبين، والشاب شربل بنيامين ميخائيل الذي نال الدرجات الثلاث المرنّم والقارئ والرسائلي، ليُخصَّص لخدمة أبرشية حلب، فيما كان يعلو التصفيق والزغاريد فرحاً بهذه المناسبة المباركة. 

    وبعد انتهاء الرتبة، تابع غبطته مراحل القداس الإلهي، ثمّ منح البركة الختامية. 

    وبعدئذٍ انتقل الجميع إلى صالون المطرانية حيث تقبّل الشمّاسان الجديدان التهاني من الحضور جميعاً في جوّ من الفرح الروحي. 

 

إضغط للطباعة