الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بتقديس وتكريس كنيسة القديس يوسف، تومين – حماة، سوريا

 
 

    في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة 11 حزيران 2021، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، رتبة تقديس وتكريس كنيسة القديس يوسف، في بلدة تومين – حماة، سوريا، بعد الانتهاء من أعمال بناء المذبح وبعض الترميمات. ثمّ احتفل غبطته بالقداس الإلهي بمناسبة عيد قلب يسوع الأقدس.

    استُقبِل غبطةُ أبينا البطريرك استقبالاً شعبياً حاشداً بدءاً من مدخل بلدة تومين، حيث اصطفّ المؤمنون من أبناء البلدة على جانبي الطريق وصولاً إلى مدخل الكنيسة الخارجي، وهم يطلقون الهتافات والزغاريد المرحّبة بغبطته مع نثر الورود والأرزّ. ودخل غبطته بزيّاح حبري مهيب إلى الكنيسة، يتقدّمه الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة. ثمّ ترأّس غبطته رتبة تقديس وتكريس الكنيسة ومذبحها الجديد.

    تلا غبطته الصلوات الخاصة برتبة تقديس وتكريس الكنيسة بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وخلالها قام غبطته بمسح المذبح المقدس بالميرون، وكذلك الواجهة الخلفية للمذبح. ومَسَحَ المذبحين الجانبيين وجهات الكنيسة وأبوابها بالميرون المقدس، وسط جوٍّ من الخشوع والفرح الروحي العابق، مع التصفيق والتهليل والزغاريد.

    وبعد أن قام غبطته بإكساء المذبح الرئيسي الكبير بالحلّة الكنسية البهيّة، احتفل غبطته بالقداس الإلهي، بمناسبة عيد قلب يسوع الأقدس، يعاونه الخوراسقف جورج الخوري المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والأب ربيع خبّاز كاهن الرعية، بحضور ومشاركة عدد من الآباء الخوارنة والكهنة، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية والبلدة والذين احتشدوا داخل الكنيسة التي ضاقت بهم.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "تعالوا إليّ يا جميع المتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّ "كنيستنا السريانية هي كنيسة شاهدة وشهيدة، لا سيّما في الأجيال الثلاثة الأخيرة التي عرفْنا فيها أنّنا مدعوون كي نرافق الرب يسوع على درب الآلام، حتّى نبلغ معه إلى القيامة المجيدة"، مؤكّداً أنّها "ليست قضية كلمات نردّدها، لكن اليوم نقدر أن نقول إنّنا نفهم الكلمات: أنتم الذين تعانون وعانيتم في السنوات الأخيرة، لأكثر من عشر سنوات هذه الضيقات والأخطار والتحدّيات، كم نحتاج على الرب يسوع حتّى يعزّينا في مصائبنا ويقوّينا في معاناتنا، إن كانت أمراضاً نفسية أو جسدية، أو حتّى يرافق الغائبين عنّا إلى بلاد الله الواسعة".

    ولفت غبطته إلى أنّ "هذه الرعية المباركة، رعية مار يوسف في بلدة تومين العزيزة، خدمها الآباء أفرام دروج، أفرام نخلة، اغناطيوس ميدع، يوسف فاعور، هؤلاء الكهنة الأربعة هم لدى الله الذي دعاهم إليه. كما خدمها الخوراسقف ميشال نعمان والمونسنيور اسكندر الترك الحاضران معنا اليوم، وبعض الكهنة الذين كانوا يتناوبون على إقامة الصلوات والقداديس فيها، وصولاً إلى الأب ربيع خبّاز كاهن الرعية الحالي. نعم، الكنيسة هي التي تجمع كالعائلة الروحية، وفي كلّ زمانٍ ومكانٍ هنالك نقائص، لأنّ الله وحده هو الكامل، ونحن نقدّس بعضنا البعض عندما نعرف أن نتفهّم بعضنا البعض، ونقبل النقائص في الآخرين، ونعترف باحتياجاتهم، ونساعدهم كما نطلب مساعدتهم كي نترافق مع بعضنا على درب السماء".

    وأشار غبطته إلى أنّ هذه المناسبة المباركة هي "فرصةٌ اليوم ولا أحلى أن تتكرّس كنيستكم مع المذبح الجديد وهي تضمّكم جميعاً، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، بين أحضانها، لأنّ الكنيسة هي حقيقةً أمّ. وهي فرصةٌ أيضاً كي نجدّد ثقتنا بالرب يسوع في هذا يوم الجمعة المكرَّس لعبادة الرب يسوع في محبّة قلبه الأقدس. وهي كذلك فرصةٌ ولا أجمل أن نطلب شفاعة مار يوسف، هذا الرجل البارّ الذي يكلّمنا عنه الإنجيل المقدس أنّه كان أقرب شخصٍ إلى الرب يسوع ووالدته العذراء مريم، وانتقل إلى الحياة الأخرى بين يدَي يسوع ومريم، لذلك ندعوه شفيع العائلة المقدسة".

    ورفع غبطته الشكر لله "لأنّه أعطانا، بالرغم من ضيقاتنا، نوعاً ما السلام الذي ينقص في بلدانٍ أخرى حولنا، نشكره تعالى لأنّنا دُعينا أيضاً، إلى أن نعمل، كلّ واحدٍ بحسب مقتضيات مسؤوليته، من أجل خير هذا البلد وتقدُّمه وازدهاره".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، ومار يوسف خطّيبها، كي يبارك سوريا بنِعَم السلام والاستقرار، ويقوّينا حتّى نتكاتف ونعمل بقلبٍ واحدٍ وبأيادٍ متشابكةٍ مع جميع المسؤولين النزيهين والأمناء، كي تنهض سوريا من كبوتها وتعود إلى سابق عهدها، بلد حضارة وعيش مشترك وأخوّة ومصالحة بين جميع المواطنين".

    وكان الأب ربيع خبّاز، قد ألقى كلمة ترحيبية ثمّن فيها حضور غبطة أبينا البطريرك وترؤّسه هذه المناسبة المباركة، ومعبّراً عن فرحه مع أبناء الرعية باستقبال غبطته في هذا اليوم التاريخي المميَّز، وداعياً لغبطته بالصحّة والعافية والعمر المديد.

    وفي ختام الرتبة، منح غبطة أبينا البطريرك بركته الرسولية للمؤمنين الذين تقاطروا لنيل بركته، في جوٍّ من الفرح والبهجة بهذه المناسبة المباركة.

 

إضغط للطباعة