الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يقيم قداس وجنّاز السنة للمثلّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، زيدل – حمص، سوريا

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد 13 حزيران 2021، أقام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي وصلاة الجنّاز بمناسبة مرور سنة على وفاة المثلّث الرحمات مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، وذلك في كنيسة سيّدة النجاة، في بلدة زيدل – حمص، سوريا.

    شارك في القداس والجنّاز صاحب النيافة مار تيموثاوس متّى الخوري مطران أبرشية حمص وحماة وطرطوس وتوابعها للسريان الأرثوذكس، والخوراسقف جورج الخوري المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من كنيستنا ومن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، وجموع غفيرة من المؤمنين من كلّ رعايا أبرشية حمص وحماة والنبك الذين قَدِموا للمشاركة في الصلاة راحةً لنفس راعي أبرشيتهم.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس بعنوان "نعمّاً يا عبداً صالحاً وأميناً، كنتَ أميناً في القليل، أنا أقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيدك"، وجّه غبطة أبينا البطريرك الشكر إلى "سيّدنا صاحب النيافة مار تيموثاوس متّى الخوري، لمشاركتنا في هذه الذبيحة الإلهية وصلاة الجنّاز راحةً لنفس أخينا المثلّث الرحمات مار ثيوفيلوس فيليب بركات، وذلك بمناسبة مرور عام على انتقاله من بيننا"، شاكراً أيضاً "الآباء الخوارنة والكهنة الأفاضل المشاركين معنا، إن من كنيستنا السريانية الكاثوليكية، وإن من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، نحن كنيستان، وأمام الله كنيسة واحدة، نحن على الأرض كنيستان، نعم، ولكن لسنا كنيستين مفترقتين إحدانا عن الأخرى، إنّما نحن كنيسة سريانية واحدة".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "فيما نذكر المثلّث الرحمات مار ثيوفيلوس فيليب بركات، نذكر المثلّث الرحمات مار إيوانيس لويس عوّاد الذي خدم كنيستنا، إن في سوريا في أبرشيته الأمّ، أبرشية حمص وحماة والنبك، وإن في لبنان، وفي فنزويلا بعد البرازيل كأكسرخوس رسولي. ونذكر أيضاً أخانا المرحوم الخوراسقف يوسف فاعور الذي انتقل من بيننا أيضاً. كما نذكر أخانا المثلّث الرحمات مار سلوانس بطرس النعمة مطران أبرشية حمص وحماة وطرطوس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، وهذا دليل على أنّنا، إن في الفرح وإن في الحزن، نحن، أيّها الأحباء، كنيسة واحدة".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "نعيش في هذه الأيّام موسم حلول الروح القدس، العنصرة، ونعلم أنّ يسوع عندما قال لتلاميذه إنّه سيرسل إليهم الروح القدس، كرّر لهم مراراً: أُرسِلُ إليكم المعزّي، المعزّي الذي سيملأ قلوبكم عزاءً، لأنّي سأفارقكم. ولكن أيضاً المعزّي، لأنّنا نمرّ في حياتنا بما يمكن أن نسمّيه مطبّات، بمعنى مضايق وصعوبات، أكثرها ألماً أن يفترق الأعزّاء عنّا، إن كانوا رعاةً روحيين أو أعضاء من أفراد عائلاتنا وذوينا. فالروح القدس هو وحده القادر أن يملأ قلوبنا عزاءً، وأن يجعلنا نعيش الرجاء الحقيقي، إذ لنا مسكن حقيقي ليس على هذه الأرض الفانية، لكنّنا ننتظر تلك الآتية".

    وأكّد غبطته أنّنا "وإن كنّا نشعر حقيقةً بالحزن لفراق الرعاة الصالحين، وبشكل خاص مار ثيوفيلوس فيليب الذي لم تمضِ على خدمته الأسقفية سنوات طويلة، وكان مشبعاً بالرجاء كي يخدمكم ويخدم هذه الأبرشية بروح الراعي الصالح. نعم نصلّي من أجله، ونحن نشعر بالأسى لفراقه، وفي الوقت ذاته، نتذكّر أنّنا مدعوون إلى السماء، إن كان بعد زمن قصير أو طويل، فالرب سيحاسبنا كيف استثمرنا المواهب التي أعطانا إيّاها، والتي يرمز إليها بالوزنات، كما سمعنا من الإنجيل المقدس".

    وأشار غبطته "إلى ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين: أذكروا مدبّريكم الذين سهروا عليكم، نعم هؤلاء المدبّرون قاموا برسالتهم، ولم يقصّروا في الخدمة الرعوية لكم، وفي الوقت ذاته يستحقّون أن يستقبلهم الآب السماوي في ملكوته، ويكافئهم على أعمالهم".

    وشكر غبطته "الآباء الخوارنة والكهنة الأفاضل والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين الذين يشتركون معنا في هذا المساء، وأسألكم أن تجدّدوا ثقتكم بالرب يسوع، وأن تطلبوا من الروح القدس العزاء الحقيقي، لأنّه في هذا البلد، كما في سائر بلدان المشرق، لا تقلّ المضايق والصعوبات والتحدّيات، وبشكل خاص في هذه الأيّام".

    وختم غبطته موعظته قائلاً: "نطلب منه تعالى أن يجعلنا دوماً شعب الرجاء، كما كنّا ولا نزال شعب الشهادة للإيمان بالرب يسوع والشهادة للمحبّة، وذلك دوماً تحت أكناف أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، وبشفاعة جميع القديسين والشهداء".     

    وكان الخوراسقف جورج الخوري قد ألقى كلمة شكر فيها غبطةَ أبينا البطريرك على ترؤُّسه هذه المناسبة، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية والعمر المديد، مثمّناً رعايته للكنيسة في كلّ مكان، وخاصّةً رعايته المباشرة لأبرشية حمص وحماة والنبك، ولا سيّما بعد وفاة المثلّث الرحمات مار ثيوفيلوس فيليب بركات، مترحّماً على روحه، منوّهاً إلى محبّته ووداعته ورعايته الصالحة للأبرشية، وسائلاً الله أن يتغمّده برحمته في ملكوته السماوي.

    وفي نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة جنّاز الأحبار الراقدين راحةً لنفس المثلّث الرحمات مار ثيوفيلوس فيليب بركات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرقاده، وذاكراً أيضاً في الصلاة المثلّث الرحمات مار إيوانيس لويس عوّاد بمناسبة مرور ستّة أشهر على رقاده، والمرحوم الخوراسقف يوسف فاعور الراقد منذ سبعة أشهر.

    ثمّ منح غبطته البركة الختامية، وانتقل إلى ساحة الكنيسة حيث تقبّل التعازي من جميع المشاركين في هذه المناسبة.

 

إضغط للطباعة