الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد مار أفرام في دير مار أفرام الرغم - الشبانية، المتن، لبنان

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 18 حزيران 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار أفرام، في كنيسة دير مار أفرام الرغم - الشبانية، المتن، لبنان.

    شارك في القداس صاحبا السيادة المطرانان: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار غريغوريوس بطرس ملكي، والآباء الكهنة من الدائرة البطريركية وأبرشية بيروت البطريركية، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، وبعض المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّنا "جئنا اليوم إلى هذا الدير المبارك لنتابع تقليدنا السنوي ونحتفل بقداس عيد مار أفرام، ولئن كان عددنا قليلاً هذا العام على غرار العام الماضي، وهذا يختلف عن السنوات السابقة اعتباراً من عام 2019 وما قبله، حيث كنّا نحتفل بالقداس في باحة الدير، وكان عدد الحاضرين كبيراً، وأحياناً كان يشاركنا آباء السينودس في ختام السينودس السنوي، وفي إحدى المرّات جدّد بعض الرهبان نذورهم. وكان يحضر معنا ممثّلون عن رعايانا، لكن للظروف الصحّية المعروفة والناجمة عن انتشار وباء كورونا، قلّ عددنا".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "نعرف وحسب خبرة كلّ واحد منّا، أنّه كي نقدر أن نتمّم دعوتنا، نحتاج أن نجدّد دائماً اتّكالنا على الرب يسوع. لا نستطيع بمفردنا أن نعطي ثمر الروح الذي يتكلّم عنه مار بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، وبالأخص فضائل المحبّة والفرح والسلام والصبر والتأنّي والاحتمال والتضحية. هذه الثمار الروحية يعلّمنا إيّاها الرهبان الذين عاشوا في هذا الدير الذي تأسّس منذ أكثر من 300 سنة، إذ أتوا غرباء ولاجئين، وعاشوا دعوتهم الرهبانية رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات، وظلّوا أمناء للرب يسوع، إلى أن سمح الرب، وللأسف، أن يهجم على هذا الدير أعداء الخير، فخرّبوا وقتلوا، سنة 1840 ومن ثمّ سنة 1860. ومنذ ذلك الوقت، لم يعد هنالك رهبان يعيشون حياة الرهبنة والتكرّس في هذا الدير".

    وأشار غبطته إلى أنّ "المثلّث الرحمات مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، وقبله المثلّث الرحمات البطريرك بنّي، حاولا أن يعيدا إنعاش الرهبنة. ولكن نعرف أيضاً أنّه بسبب الاضطهاد وما نسمّيه السوقيات، طُرِدَ الرهبان، إلى أن جاء المثلّث الرحمات مار اغناطيوس موسى الأول داود، وأراد أن يعيد الرهبنة الأفرامية الرجالية، كما أعاد الرهبانية الأفرامية النسائية المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال اغناطيوس جبرائيل تبوني".

    وأكّد غبطته أنّه "بدون معونة الرب يسوع، لا يمكننا أن نفعل شيئاً مثمراً، فالعالم الذي يذكره مار بولس في رسالته، له ثماره وهي ثمار الجسد، روح العالم هي التي تتغلغل في البعض، حتّى بيننا نحن الإكليروس والرهبان، لذلك نحتاج إلى نهضة روحية قويّة وعميقة. فعلينا أن نعرف لماذا تكرّسنا للرب، ونقبل بإرادته وأحكامه والنِّعَم التي يعطينا إيّاها رغم أننا ضعفاء، سواء أكنّا رهباناً أفراميين أو كنّا راهباتٍ أفراميات أو كنّا من الإكليروس، يجب علينا أن نبقى دائماً مثل أغصان الكرمة، ثابتين في الرب يسوع الذي هو الكرمة، أي الذي هو النِّعَم والخير وكلّ البركة".

    وطلب غبطته "من الرب أن يقوّي فينا القناعة بأن نظلّ أمناء للرب يسوع في تكرُّسنا، رغم كلّ ما يحيط بنا من تحدّيات وصعوبات، وسواء كنّا قلائل أو كُثُر، فيجب أن نتذكّر دائماً أنّ الرب يريدنا كلّياً له، كي نقوم بالشهادة الحقيقية لدعوتنا الرهبانية حولنا"، سائلينه تعالى "أن يقوّينا كي نستطيع أن نكمل مشروع ترميم هذا الدير، فيتمكّن الرهبان الأفراميون من العودة للعيش معاً، ويشعّوا حولهم بنور الإيمان والمحبّة والرجاء بأنّ حياتنا هي للرب يسوع، كي نتمكّن أن نؤدّي شهادتنا".

    وختم غبطته موعظته طالباً "من الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة النجاة، ومار أفرام السرياني الملفان شفيعنا وشفيع هذا الدير ورهبانياتنا، أن يؤهّلنا كي نتابع مشوار حياتنا، وصولاً إلى الاتّحاد بالرب في ملكوته السماوي".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الرسولية للكنيسة السريانية وأولادها في لبنان وكلّ مكان، إكليروساً ومؤمنين.

 

إضغط للطباعة