في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد 27 حزيران 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة يوم السلام للشرق وتكريس الشرق للعائة المقدسة، وذلك على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركي، درعون – حريصا، لبنان.
شارك في القداس أصحابُ السيادة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والآباء الكهنة من الدائرة البطريركية ومن دير الشرفة، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، والمؤمنون.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إنّ ملكوت الله ليس بالقول إنّما بالقوّة، قوّة الروح القدس"، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّ "هذا ما سمعناه من مار بولس رسول الأمم وهو يذكّر تلميذه تيموثاوس أن يشهد للرب يسوع بقوّة الروح القدس، ليس فقط بالقول، أي بالكرازة اللفظية".
وأشار غبطته إلى أنّ "في الإنجيل المقدس الذي سمعناه من الإنجيلي مرقس البشير، يذكّرنا الرب يسوع أنّ على الأول أن يكون الخادم والأخير، فعلى كلّ من يُعطَى مسؤولية أن يفهم أنّ هذه المسؤولية هي للخدمة، لا للتباهي، ولا للتعالي والعجرفة، ولا للحصول على مآرب شخصية".
ولفت غبطته إلى أنّنا "في هذا الأحد المبارك، نصلّي من أجل السلام في الشرق، مكرّسين الشرق للعائلة المقدسة، بالاتّحاد مع قداسة البابا فرنسيس، ومع إخوتنا بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وجميع الأساقفة والكهنة والإكليروس والمؤمنين، ضارعين إلى الرب الإله، وطالبين شفاعة العائلة المقدسة"، مذكّراً إلى أنّنا "حينما نقول العائلة المقدسة، نقول العذراء والدة الإله مريم، ومار يوسف، اللذين ربّيا يسوع وتحمّلا كلّ الاضطهادات منذ ولادة الرب يسوع في بيت لحم، وتحمّلا الخوف والتهديد بالقتل. ورغم كلّ ذلك، استطاع مريم ويوسف أن يربّيا هذا الطفل - الأعجوبة، الطفل الإلهي، بالتواضع والصمت".
وأكّد غبطته على أنّنا "نحن إن كنّا في لبنان أو العراق أو سوريا أو مصر أو الأردن أو الأراضي المقدسة أو سائر بلدان الشرق الأوسط، تحتاج إلى حماية العائلة المقدسة وإلى شفاعتها، كما إلى حثّ المسؤولين، من كنسيين أو مدنيين، كي يقوموا بمسؤولياتهم، ليس فقط بالكلام، بل بقوّة الروح القدس. وقوّة الروح القدس تعني أن نكون شهوداً للحقيقة دائماً مهما كلّفت هذه الحقيقة، شهوداً لله الذي هو العدالة والمحبّة والمساواة. فلا نبقى كمسؤولين نتّكل على قوانا البشرية وأعداد طائفتنا وعلى من هم المسؤولون المدنيون والعسكريون في البلد، ولكن أن نكون الشهود الحقيقيين للرب يسوع الذي هو الحقّ والعدالة".
وتوجّه غبطته إلى العائلة المقدسة، طالباً "من هذه العائلة المقدسة أن تحمي شعبنا، إن كان هنا في لبنان أو سوريا والعراق ومصر والأردن والأراضي المقدسة وبلدان الشرق الأوسط، وترافقهم في مسيرة المعاناة التي يسيرون فيها، وأن تشجّع الشباب كي يبقوا متجذّرين في أرض آبائهم وأجدادهم مهما كلّفهم ذلك من تحمُّل الآلام، ومن مستقبل يبدو وللأسف أنّه لا يزال قاتماً".
وشدّد غبطته على أنّنا "نحتاج إلى الشهادة الحقيقية، كما قلتُ، ليس بالقول ولكن بالفعل، ومن له السلطة، إن كانت كنسية أو مدنية، عليه أن يمارس هذه السلطة بقوّة الروح القدس، وبدفع المسؤولين كي يعرفوا أنّهم دُعوا إلى الخدمة، وكي يكونوا الآخِرين بين الرفاق الذين يخدمون معهم ويشاركونهم السلطة".
وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع، بشفاعة والدته العذراء مريم ومربّيه مار يوسف، أن يحنّ علينا في هذه الأزمنة الصعبة، ويبثّ الرجاء في نفوسنا وقلوبنا، ويذكّرنا دائماً أن نسلّم ذواتنا له متّكلين عليه، فنشهد له دوماً بالحقّ والعدل".
|