الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
تصريح غبطة أبينا البطريرك إلى راديو الفاتيكان عقب مشاركته في يوم الصلاة والتأمّل من أجل السلام في لبنان، الفاتيكان

 
 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي نص التصريح الذي أدلى به غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، إلى راديو الفاتيكان، عقب مشاركته في يوم التأمّل والصلاة من أجل السلام في لبنان، والذي دعا إليه وترأّسه قداسة البابا فرنسيس، وشارك فيه رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية في لبنان، وذلك يوم الخميس 1 تمّوز 2021، في حاضرة الفاتيكان. وهذا هو تصريح غبطة أبينا البطريرك:

    قال غبطته: "لقد انتهينا للتوّ من الصلاة المشتركة مع قداسة البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية في لبنان.

    في كلمته في ختام الصلاة المسكونية من أجل لبنان، أوضح قداسة البابا أنّنا نحن في لبنان لدينا رسالة أن نشعّ سلاماً ومحبّةً وعدالةً في هذا البلد الذي هو لبنان الرسالة، لبنان الشهادة للرب يسوع، في منطقة تكثر فيها النزاعات والفوضى والعنف والإرهاب".

    وتابع غبطته: "استمع قداسة البابا إلى رؤساء الكنائس المسيحية الذين أتوا من لبنان، استمع إليهم بكلّ صبر وبكلّ تمعُّن، وهم يجاهرون بأنّنا نعيش اليوم نكبةً مخيفةً لم يعرفها لبنان منذ عقود، حتّى في أوقات الحرب التي نسمّيها الحرب الأهلية ما بين عامي 1975 و1990، إذ لم يعرف الشعب اللبناني قطّ، سواء المسيحي أو المسلم، هذه المعاناة والنكبة المخيفة والخانقة". 

    وأردف غبطته: "أكّد لنا قداسة البابا أنّه يفكّر دائماً بلبنان، ويرغب ويحبّ أن يزور لبنان، وشرحْنا لقداسته أنّ هذه المعاناة التي يمرّ فيها لبنان هي من صنع البشر، وبشكلٍ عام جميع السياسيين اللبنانيين، وبصورة خاصّة ما يعنينا هم السياسيون المسيحيون. في الوقت الحاضر، منذ عدّة سنوات هناك للأسف صراعات وبحث عن مصالح وما يُسمَّى صلاحيات ما بين السياسيين المسيحيين في لبنان، فهم لا يعرفون أن يتلاقوا ولا أن ينتقدوا بعضهم باحترام ولياقة، بل للأسف وصلوا إلى اتّهام بعضهم علناً بكلّ سوء وبكلّ خيانة وبكلّ إهمال. نحن المسيحيين في لبنان نعيش اليوم في هذه الدوامة، لأنّ السياسيين المسيحيين لا يعرفون أن يتخلّوا عمّا يُسمَّى مصالحهم، أكانت حزبية أو عشائرية أو قبلية أو عائلية، فإذاً عليهم أن يلتقوا معاً كي يعطوا الأمل للشباب المسيحيي الذي يعاني اليوم الأمرَّين". 

    ولفت غبطته: "في لقائنا مع قداسة البابا، تكلّمنا عن لبنان كرسالة حضارة، لبنان إشعاع العيش الواحد ما بين جميع أبنائه وبناته، لأيّ دين وأيّ مذهب انتموا. ولكنّنا اليوم نحتاج أن يدرك أولادنا الذين هم مسؤولون سياسياً، أنّ عليهم أن يترفّعوا عن المصالح الخاصّة، ويتخلّوا عمّا يُسمَّى الصلاحيات والأهداف السياسية الضيّقة، كي ينقذوا لبنان". 

    وأشار غبطته: "على هذا الأمل نعود بعد أن شاركنا في الصلاة واستمعنا إلى قداسة البابا، نعود وقلوبنا مليئة بالرجاء، والرجاء مهمّ جداً كي نقدر أن نبثّ الرجاء في قلوب أولادنا، ونشجّعهم على ألا ييأسوا، بل أن يبقوا متجذّرين في أرض آبائهم وأجدادهم التي هي أرض لبنان الحبيب علينا جميعاً، والذي يجب علينا أن نضحّي بكلّ شيء من أجله. ولكن في الوقت عينه، يجب أن نعرف كيف نُفهِم السياسيين أن يسبّقوا المصلحة العامّة وخير لبنان على أيّ أمر آخر".

    واعتبر غبطته: "برأيي الشخصي، أقول بكلّ تواضع: نحن كرعاة كنسيين، علينا أن نجمع أولادنا بروح المسؤولية الكنسية، ونقول لهم: لا يحقّ لكم أن تكملوا بهذه الطريقة وتعلنوا على الملأ اختلاف آرائكم وانتقاداتكم وتوجيه الإهانات لبعضكم، لأنّ هذا يشككّ مؤمنينا أولاً، كما يجعلنا سخريةً للآخرين الذين ليسوا من أعضاء إيماننا أو من أبناء كنيستنا".

    وختم غبطته: "لذلك أقترح أن نسعى جهدنا كي نجمع السياسيين المسيحيين ونذكّرهم بهذه المسؤولية الخطيرة جداً الملقاة على عاتقهم اليوم، لأنّ مصير لبنان على المحكّ. فإن لم يعرف المسيحيون أن يتوحّدوا ويقدّموا نظرتهم عن لبنان الحقيقي، لبنان الحضارة، لبنان التفاهم، لبنان العيش الواحد، إذا لم يعرفوا أن يقدّموا هذه النظرة إلى الآخرين، فهذا يعني أنّ الخسارة ستصيب الجميع".

 

إضغط للطباعة