في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 3 تمّوز 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار توما الرسول ورتبة تولية وتنصيب صاحب السيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان نائباً بطريركياً على النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، وذلك في كنيسة مار توما الرسول للسريان الكاثوليك، القدس.
عاون غبطتَه صاحبُ السيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ممثّلاً أصحاب السيادة المطارنة آباء السينودس المقدس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية.
حضر الرتبة صاحب الغبطة بيار باتيستا بيتساباللا بطريرك القدس للاتين، وأصحاب السيادة: المطران إيسيخيوس ممثّلاً صاحب الغبطة ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، والمطران سيفان غاريبيان ممثّلاً صاحب الغبطة نورهان بطريرك القدس للأرمن الأرثوذكس، والأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي للأقباط الأرثوذكس، والمطران يوسف متّى رئيس أساقفة حيفا للروم الملكيين الكاثوليك، والمطران ابراهيم سني عازر أسقف الكنيسة اللوثرية في القدس، والمطران بولس ماركوتسو، والمطران جول زريعي، والمونسنيور جورج القائم بأعمال السفارة البابوية في الأراضي المقدسة، والأب الربّان شمعون جان ممثّلاً نيافة المطران مار كبريال دحّو النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن للسريان الأرثوذكس، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من كنيستنا والكنائس الشقيقة في الأراضي المقدسة، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين أعضاء النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة. وخدم القداس جوق كنيسة مار توما.
كما حضر الرتبة معالي الوزير فادي الهِدمي وزير شؤون القدس، ممثّلاً فخامة الرئيس محود عبّاس رئيس دولة فلسطين،وسعادة سفير فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية ممثّلاً معالي الوزير الدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، وسعادة القنصل رونيه تروكاز قنصل فرنسا العام في القدس، والفاعليات المدنية في القدس وبيت لحم.
بدايةً، دخل غبطة أبينا البطريرك إلى الكنيسة بموكب حبري مهيب، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة، فيما الجوق ينشد ترنيمة استقبال رؤساء الأحبار.
ثمّ ترأّس غبطته رتبة تولية وتنصيب سيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان نائباً بطريركياً لأبرشية النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي.
وخلال الرتبة، طاف المطران الجديد بزيّاح حبري داخل الكنيسة، يرافقه المطران يوسف عبّا والمونسنيور حبيب مراد، كي يعرّفا أبناء الأبرشية على راعيهم الجديد، والمؤمنون بدورهم يصفّقون ويهتفون معبّرين عن فرحهم بمطرانهم الجديد.
وبعدما رنّم المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح، تلا المونسنيور حبيب مراد، القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، كتاب التولية الشرعية الذي وجّهه غبطته إلى المطران الجديد، وفيه يعلن غبطته عن رسامة المطران الجديد وتوليته شرعاً على أبرشية النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، حسبما تقتضيه القوانين الكنسية المرعية، مستعرضاً أهمّ مراحل حياة المطران الجديد وخدمته، مسلّماً إيّاه مقاليد المسؤولية ورعاية الأبرشية، وموصياً إيّاه بالتعاون مع الإكليروس والمؤمنين في إدارة شؤون الأبرشية، بروح الراعي الصالح والخادم الأمين.
ثمّ ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بعنوان "الراعي الصالح يعرف رعيته ورعيته تعرفه"، نوّه في مستهلّها إلى أنّ "الرب يسوع يشبّه الرعية بالخراف التي يدعوها الراعي بأسمهائها، وهي تتبعه ولا تتبع الأجير الذي هو مستأجَرٌ ولا يبالي بالخراف"، مشيراً إلى أنّنا "سمعنا في الصلاة وفي كتاب التولية ماذا على المطران الجديد مار يعقوب أفرام سمعان من واجبات وما يترتّب عليها من مسؤوليات جسيمة، وهو يتولّى رسمياً رعاية هذه النيابة البطريركية الصغيرة مثل صغر هذه الكنيسة، لكنّ هذه الكنيسة قلبها واسع وتُفتَح أمام الجميع، ونحن نشكركم جميعاً لحضوركم، من كنسيين ومدنيين".
ولفت غبطته إلى أنّنا "كنّا يوم الخميس أول أمس في روما مع قداسة البابا فرنسيس، نصلّي من أجل لبنان بشكل خاص، ومن أجل بلداننا الشرقية بشكل عام، وذكرنا أيضاً الأراضي المقدسة وفلسطين، إذ أنّ هذه القضية هي المحور الأساس للسلام والعدل في هذا الزمن".
وأشار غبطته إلى أنّ "سيادة المطران أفرام سمعان اتّخذ اسماً أبوياً هو "مار يعقوب"، الذي كان الأسقف الأول للكنيسة في أورشليم – القدس. ونحن نعي تماماً من سفر أعمال الرسل أنّ أول مجمع (سينودس) في الكنيسة عُقِد هنا في القدس مع بطرس وبولس وبرنابا، كي يبحثوا في أمور الرسالة".
وذكّر غبطته بأنّنا "كنيسة صغيرة، ولكن كنيسة شاهدة وشهيدة في العقود الأخيرة، إن كان في العراق أو في سوريا، ونشارك اليوم الهموم الكثيرة التي يعانيها الشعب اللبناني. لكنّنا نبقى كنيسة الرجاء وشعب الرجاء، ونضع ثقتنا بالرب الإله الذي قال لتلاميذه: لا تخافوا أنا معكم".
وأكّد غبطته على أنّنا "ندرك عظمة التحدّيات والصعوبات، ولكنّ المطران الجديد، مطرانكم أيّها الأحباء، يضع ثقته بالرب يسوع ويسير معه، واضعاً كلّ أمله فيكم، كي تعاونوه حتّى تزدهر هذه النيابة البطريركية بالرغم من قلّة عددها، وأن تكون مثالاً للمحبّة والعدل والرجاء".
وختم غبطته موعظته بالقول: "هذا ما ندعو إليه ونسأل الرب أن يكمّل مقاصد المطران النائب البطريركي الجديد، متذكّراً دائماً أنّ عليه، كي يعرف رعيته وكي تعرفه رعيته وتحبّه، أن يتمثّل بالمعلّم الإلهي ربّنا يسوع المسيح، بشفاعة أمّنا السماوية مريم العذراء وجميع القديسين والشهداء".
بعدئذٍ أجلس غبطته المطران الجديد على كرسي النيابة البطريركية، منادياً "أكسيوس" أي مستحقّ. ثمّ وبحركة ليتورجية رائعة يمتاز بها الطقس السرياني، أمسك غبطته العكّاز الأبوي من الأعلى، يليه البطريرك بيتساباللا، والمطران يوسف عبّا، ثمّ يد المطران الجديد من أسفل. فرفع غبطته يد المطران الجديد وسلّمه العكّاز ليبارك به المؤمنين.
وبعدها ألقى المطران الجديد مار يعقوب أفرام سمعان كلمة تحدّث فيها عن أبرشيته الجديدة، معرباً عن فرحه بأن تصادف هذه المناسبة مع الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لتكريس هذه الكنيسة وتدشين دار مار توما والنيابة البطريركية في القدس، في الثالث من تمّوز عام 1986، ومتأمّلاً بعظمة المسؤولية الملقاة على عاتق الأسقف كراعٍ للأبرشية، إكليروساً ومؤمنين.
كما شكر سيادته غبطةَ أبينا البطريرك على زيارته وترؤُّسه رتبة التولية، وعلى رعايته الصالحة للكنيسة في كلًّ مكان، معاهداً إيّاه بالطاعة والمحبّة البنوية، شاكراً أصحاب السيادة المطارنة والإكليروس والرسميين والمؤمنين والضيوف والأهل وجميع الحضور، وطالباً منهم أن يصلّوا من أجله كي يوفّقه الرب في خدمته لما فيه خير النيابة البطريركية الجديدة (تجدون النصّ الكامل لكلمة سيادته في خبر خاصّ على صفحة الأخبار البطريركية الرسمية هذه).
وكان معالي الوزير فادي الهِدمي قد ألقى كلمة باسم فخامة الرئيس محمود عبّاس، قدّم خلالها التهاني للكنيسة السريانية الكاثوليكية وللمطران النائب البطريركي الجديد، مرحّباً بغبطة أبينا البطريرك في زيارته الراعوية إلى الأراضي المقدسة، ومؤكّداً على أهمّية الحضور المسيحي في القدس والأراضي المقدسة وحتمية التعايش والاحترام المتبادَل بين الجميع في الأرض المقدسة.
وبعد الرتبة، تابع غبطته الاحتفال بالقداس الإلهي، بمناسبة عيد مار توما الرسول، يعاونه صاحبا السيادة المطرانان أفرام سمعان ويوسف عبّا.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، التقى بالمؤمنين الذين عبّروا عن فرحهم العارم بلقاء أبيهم الروحي العام. وهنّأ الجميع المطران الجديد، داعين له بالنجاح والتوفيق في خدمته.
|