الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص الكلمة التي ألقاها سيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان في قداس ورتبة تنصيبه وتوليته، القدس

 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها صاحب السيادة مار يعقوب أفرام سمعان، خلال قداس ورتبة تنصيبه وتوليته مطراناً نائباً بطريركياً على القدس والأراضي المقدسة والأردن، والتي ترأّسها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، وذلك مساء يوم السبت 3 تمّوز 2021، في كنيسة مار توما الرسول للسريان الكاثوليك، القدس: 

 

كلمة الشكر في رتبة التنصيب والتولية

للمطران مار يعقوب أفرام سمعان

النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن

للسريان الكاثوليك

كنيسة مار توما الرسول، القدس، السبت 3 تمّوز 2021

 

    ܒܡ̈ܶܠܐ ܡܰܠܝ̈ܳܢ ܬܰܘܕܝܬܐ ܘܰܒܠܶܒܐ ܥܡܺܝܪ ܒܚܰܕܘܬܐ܆ ܡܩܰܪܶܒ ܐ̱ܢܐ ܩܘܒܳܠܛܰܝܒܘܬܐ ܠܰܐܠܳܗܐ ܡܪܰܝܡܐ܆ ܪܝܫ ܟܘܡܪ̈ܰܝܢ ܥܳܠܡܝܢܳܝܐ܆ ܥܰܠ ܕܣܰܝܥܰܢܝ̱ ܘܥܰܫܢܰܢܝ̱܆ ܐܶܢܐ ܡܚܝܠܐ܆ ܕܶܐܪܕܶܐ ܒܥܶܩܒ̈ܳܬܐ ܕܰܐܒܳܗ̈ܳܬܐ ܩܰܕܝܫ̈ܐ ܕܰܨܡܰܚܘ̱ ܐܰܝܟ ܙܰܠܓ̈ܐ ܢܰܗܝܪ̈ܐ ܒܰܫܡܰܝ ܥܺܕܬܰܢ ܣܘܪܝܳܝܬܐ܆ ܟܰܪ ܠܥܳܢܐ ܡܠܝܠܬܐ ܐܶܪܥܶܐ܆ ܘܠܗ̇ ܠܡܶܐܟܠܐ ܕܪܘܚ ܘܕܰܢܦܶܫ ܐܶܬܶܠ.

    ܡܶܟܝܠ܆ ܠܶܗ ܟܰܕ ܠܶܗ ܠܡܳܪܰܢ ܝܶܫܘܥ ܡܶܬܟܰܫܰܦ ܐ̱ܢܐ܆ ܕܶܐܗܘܶܐ ܦܳܠܚܐ ܟܰܫܝܪܐ ܘܬܰܓܳܪܐ ܡܗܝܪܐ܆ ܒܰܨܠܰܘ̈ܳܬܗ ܕܰܐܒܘܢ ܛܘܒܬܳܢܐ ܘܰܕܟܽܠܟܽܘܢ܆ ܒܰܪܶܟ̣ܡܳܪܝ.

 

    صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى

    كما حضر الرتبة معالي الوزير فادي الهِدمي وزير شؤون القدس، ممثّلاً فخامة الرئيس محود عبّاس رئيس دولة فلسطين،

    وسعادة سفير فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية ممثّلاً معالي الوزير الدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين. 

    سعادة القنصل العام لفرنسا في القدس رونيه تروكاز الأكرم

    صاحب الغبطة مار بيير باتيستا بيتزابللا بطريرك القدس للاتين الكلي الطوبى

    سيادة المطران مار إيسيخيوس ممثّلاً غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس للروم الأرثوذكس

    سيادة المطران مار سيفان غاريبيان ممثّلاً صاحب الغبطة نورهان بطريرك القدس للأرمن الأرثوذكس

    نيافة الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس

    سيادة المطران مار يوسف متى رئيس اساقفة حيفا للروم الملكيين الكاثوليك

    سيادة المطران ابراهيم سني عازر، أسقف الكنيسة اللوثرية في القدس

    حضرة الأب الربان شمعون ممثلا سيادة المطران مار جبرائيل دحو النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس

    صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ممثّلاً أصحاب السيادة آباء سينودس كنيستنا السريانية الأنطاكية الجزيلي الاحترام

    صاحب السيادة المطران بولس ماركوتسو الجزيل الاحترام

    صاحب السيادة المطران جول زريعي الجزيل الاحترام

    سيادة المونسنيور جورج القائم بأعمال السفارة البابوية في الأراضي المقدسة

    حضرات الآباء الأفاضل ممثّلي الكنائس في القدس والأراضي المقدسة والأردن

    أصحاب السعادة والسيادة ممثّلي الفعليات المدنية الموقّرين

    حضرات الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات المحترمين

    أعزّائي الكهنة والشمامسة والمؤمنين في أبرشية النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن

    نتهلّل فرحاً مثلّثاً في هذا اليوم المبارك: نحتفل أولاً بعيد مار توما الرسول شفيع هذه الكنيسة، وثانياً رتبة تنصيبي وتوليتي على كرسي الأكسرخوسية البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ببركة ورئاسة غبطة أبينا البطريرك. أما الاحتفال الثالث والمفاجئ، فهو ذكرى مرور خمس وثلاثين سنةً على تكريس هذه الكنيسة الصغيرة. ففي 3 تموز 1986 كُرِّست هذه الكنيسة في عهد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك، بهمّة وجهود راعي النيابة البطريركية في القدس الشريف حينذاك، السعيد الذكر الخوراسقف بطرس عبد الأحد، الذي أصبح فيما بعد البطريرك الأنطاكي.

    إن رتبة الجلوس على الكرسي ܛܟܣܐ ܕܡܘܬܒܐ ܕܥܠ ܟܘܪܣܝܐ تدعو مراراً وتكراراً الأسقف بعبارة هلمّ بسلام ܬܐ ܒܫܠܡܐ فالأسقف هو خليفة الرسل، وهو الراعي الصالح، عمله تقديم السلام بمجيئه إلى الرعية، على مثال الرب يسوع المسيح الذي بموته وقيامته أعطانا السلام والخلاص الأبدي. يقول الآباء السريان « ܬܐ ܒܫܠܡܐ ܐܘ ܐܒܘܢ ܠܒܝܫ ܠܐܠܗܐ ܬܠܡܝܕ ܩܘܫܬܐ ܘܫܪܪܐ ܕܡܢ ܡܪܝܐ ܐܫܬܠܚ» والذي ترجمته هلم بسلام يا أبانا المتشح بالله، تلميذ الحق والحقيقة المُرسَل من الله. كم هي عظيمة هذه العبارة، فهي تدعو الأسقف لابساً أو متّشحاً بالله ܠܒܝܫ ܠܐܠܗܐ وكأنّ الأسقف بكيانه يلبس أو يتّشح بالله، أو كما لو أنّ الرب ثوب أو رداء يُطرَح على هامة الأسقف! أؤمن أنّ الرب كريمٌ، يعطي بسخاء ومجانية، ولكنّني أكتشف، يوماً فيوماً، حبّ الرب وكرمه أكثر من ذي قبل. لا يسعني سوى أن أقف أمام هذه العبارة بهيبة وخشوع ورهبة، باتّضاع وانحناء القلب والفكر والروح. ثمّ تدعوه الصلاة أيضاً تلميذ الحق والحقيقة ܬܠܡܝܕ ܩܘܫܬܐ ܘܫܪܪܐ على مثال التلميذ الصالح الذي يشهد بقوله وعيشه للحق وهو الرب يسوع، وللحقيقة، دون غش، بل بمصداقية كاملة. كذلك تدعوه الصلاة «ܬܐ ܒܫܠܡܐ ܛܥܝܢ ܩܠܝܕܐ ܕܒܝܬ ܐܠܗܐ» هلمّ بسلام يا حامل مفاتيح بيت الله، هنا أتوقّف مستذكراً مشهد الرب يسوع في الإنجيل المقدس عند تسليم التلاميذ سلطان الحلّ والربط، وأتامّل في حمل مار بطرس مفاتيح الملكوت السماوي، كما لو أنّ الأسقف بيده المفتاح يفتح أو يغلق الباب لكي يسمح أو يمنع الدخول. كم هو عظيم هذا السلطان، إذ لا يمكننا أن ندرك بعقلنا البسيط هذه العظمة التي يحملها الأسقف.

    ألا أهّلني الله بنعمته أن أسير على خطى هؤلاء الآباء الأساقفة الميامين في حفظ وديعة الإيمان التي أوكلت لي والمتاجرة بها بالرعاية الصالحة للرعية التي يأتمنني الرب عليها.

 

    غبطة أبينا البطريرك

   لدى ترحيبي بكم البارحة في هذه الكنيسة إثر وصولكم إلى القدس، استحضرتني عبارة رائعة ومؤثّرة تفتتح بها كنيستنا السريانية كلّ صلاة ورتبة في أسبوع الآلام: ܒܪܝܟ ܡܘܟܟܟ ܕܚܠܦܝܢمباركٌ تواضعك الذي من أجلنا. فلكم يا سيدنا أقول: مباركٌ تواضعك من أجلنا نحن القطيع الصغيرة والرعية القليلة العدد في النيابة البطريركية في الأراضي المقدسة، فقد آليتم على نفسكم الحضور كي تباركونا في هذه المناسبة، رغم مشقّة السفر في هذه الظروف الصحّية الطارئة، مع أنه كان بإمكانكم تكليف أحد الآباء كي ينوب عنكم. لكنّكم أظهرتم مرة جديدة أبوّتكم التي تحتضنون بها أبناءكم وبناتكم أينما كانوا، وهذه صفة متأصّلة بكم على غرار الراعي الصالح الذي يولي كلاً من خراف رعيته الأهمية نفسَها كحدقة عينه.

    سيدنا، إني لعاجزٌ عن إيفائكم حقكم بالشكر على كلّ ما قدّمتموه لي ولا تزالون وكذلك للكنيسة في كلّ مكان، وها هي أعمالكم وإنجازاتكم تنطق بما قدّمتموه للكنيسة، كاهناً وأسقفاً وبطريركاً، ونحن نفرح معكم هذا العام بيوبيلكم الكهنوتي الذهبي ويوبيلكم الأسقفي الفضي. وأبقى عاجزاً عن شكركم لأنكم أوليتموني ثقتكم منذ تسلّمكم الخدمة البطريركية عام 2009، وهي موضع اعتزازي وفخري، وأضعها قلادةً أرصّع بها خدمتي وحياتي برمّتها. أدامكم الرب ومتّعكم بالصحّة والعافية والعمر المديد، وحفظكم لنا فخراً وذخراً ومثالاً وقدوة.

    ومن هذا المنبر المقدس، أجدّد تعهّدي بالطاعة الكاملة لكم والعمل بتوجيهاتكم الأبوية السديدة وإرشاداتكم الحكيمة، لما فيه خير كنيستنا السريانية الأنطاكية في الأراضي المقدسة. كما أضع نفسي بتصرّفكم على الدوام لكلّ خدمة أو أمر توجّهونني به، ولعلّ أبرزها المهمّة التي أوكلتموني بها كمدبّر بطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان. فليجعلني الله عند حسن ظنّكم دائماً.

    أشكر أصحاب السيادة الأحبار الأجلاء آباء السينودس المقدس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الذين أيّدوكم فمنحوني ثقتهم وقبلوني أخاً صغيراً في مجمعهم، طالباً صلاتهم ودعاءهم. فأحقق رغم كوني الأصغر سناً بينهم، شعار خدمتي الأسقفية، بالاتكال الدائم على الله والثقة به للانطلاق في البشارة والعمل حيثما يرسلني: "لا تقل إني صغير، حيثما أرسلك تذهب" (ارميا 1/7).

    وأخصّ بالذكر من يمثّلهم اليوم بيننا، سيادة الحبر الجليل مار أفرام يوسف عبّا الذي لا يوفّر فرصة كي يعبّر عن قربه ودعمه ومساندته، وفيه أجد الأخ الكبير والمثال في التضحية والخدمة المتفانية. بارك الرب خدمته وأدامه بالصحة والعافية.

    أشكر أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة رعاة الكنائس الشقيقة، وأعدهم، وأنا أصغرهم سناً، بمتابعة العمل معاً يداً بيد في الحقل المسكوني، تحقيقاً لوصية الرب يسوع لتلاميذه أن يكونوا واحداً كما هو والآب واحد.

    أشكر الآباء الكهنة والشمامسة والمؤمنين في أبرشية النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، وأؤكّد لهم محبّتي الكبيرة واعتزازي بهم واستعدادي الدائم للاستمرار في رعايتهم والعمل معاً بداً بيد، بما حباني الله من طاقات وبما أوتيتُ من قوة، لما يؤول إلى خير الأبرشية وازدهارها.

    ولا يسعني هنا إلا أن أترحّم على روح المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس بطرس عبد الأحد، صاحب الأيدي البيضاء في خدمة هذه النيابة البطريركية ونهضتها، وخير شاهدٍ هذه الكنيسة ودار النيابة التي ابتناها وأعطاها الشكل الحالي منذ 35 سنة، وهو الذي وضع يمينه على هامتي ومنحني سرّ الكهنوت المقدس خلال خدمته البطريركية. كما أشكر سلفي الصالح في خدمة النيابة، صاحب السيادة مار غريغوريوس بطرس ملكي الجزيل الاحترام، سائلاً الله أن يمتّعه بالصحّة والعافية، وقد اعتذر عن الحضور بسبب الظروف الصحّية المرتبطة بانتشار وباء كورونا، غير ناسٍ محبّته وأمانته في الخدمة.

    كما أذكر بعاطفة المحبّة عينها الآباء الكهنة والمؤمنين في أبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، الذين أحببتهم ووجدتُ فيهم رعية مباركة ومُحِبَّة وأمينة للرب وكنيسته.

    أشكر جميع الذين ساعدوني وتعبوا في الإعداد لهذه المناسبة المباركة.

    شكراً خاصّاً أوجّهه إلى الأخ العزيز المونسنيور حبيب مراد، الأخ العزيز والصديق الوفي ورفيق الدرب والسند الدائم والخادم الأمين في أمانة سرّ البطريركية تحت كنف أبينا صاحب الغبطة، بارك الرب خدمته.

    لا أنسى أن أذكر الأهل والأقارب والأصدقاء والأـحبّاء الكثر الذين رغبوا في المشاركة معنا اليوم فما استطاعوا، وبالأخصّ والدي وإخوتي وعائلاتهم، سائلاً الله أن يحفظ حياتهم ويبارك كلّ ما يقومون به، وأترحّم على روح والدتي التي أثق أنّها تشاركنا الصلاة من السماء.

 

    ختاماً، أسأل الله أن يجعلني في عداد الوكلاء الأمناء الذين يستثمرون الوزنة فتأتي ثمارهم وفيرة ثلاثين وستّين ومئة، طالباً صلاتكم، وبارخمور.

 

إضغط للطباعة