الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس الأحد السادس بعد العنصرة في كنيسة مار يوسف، بيت لحم

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد ٤ تمّوز ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد السادس بعد النعصرة، وذلك على مذبح كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في بيت لحم.

    فور وصول غبطته إلى أمام المدخل الخارجي للكنيسة، استُقبِل من قِبَل فرقة الكشّاف السرياني في بيت لحم التي أدّت معزوفاتٍ لمجموعة من الترانيم والأناشيد السريانية العريقة. ثمّ دخل غبطته بموكب حبري مهيب إلى الكنيسة للاحتفال بالقداس الإلهي الذي نقل وقائعه تلفزيون فلسطين الرسمي مباشرةً على الهواء.

    عاون غبطتَه في القداس صاحبا السيادة مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والآباء الكهنة. وخدم القداس شمامسة الرعية والجوق، بحضور ومشاركة جموع المؤمنين من أبناء الرعية في بيت لحم، ومن الضيوف من مختلف الكنائس فيها.

    شارك في القداس صاحبا السيادة المطران المعاون في بطريركية القدس للاتين بولس ماركوتسو، والمطران ياسر عيّاش النائب البطريركي في القدس للروم الملكيين الكاثوليك، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات من الكنائس الشقيقة في بيت لحم.

    كما حضر القداس محافظ بيت لحم الأستاذ كامل حمَيد، ورئيس بلدية بيت لحم الأستاذ أنطوان سلمان، والفاعليات المدنية والعسكرية في المدينة.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إنّ ابن الانسان ما جاء ليُخدَم بل ليَخدُم وليبذل نفسه عن كثيرين أي عن الجميع"، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّنا "جئنا إليكم لكي نفرح معكم بتولية سيادة أخينا مار يعقوب أفرام سمعان على النيابة البطريركية في القدس والأراضي المقدسة والأردن، لكي يخدم على مثال معلّمه الإلهي الذي أفهمَ تلاميذَه أنّ كلّ دعوة هي لتمجيد الله تعالى، ولكن في الوقت ذاته ليست لاستلام مناصب وكراسٍ بل للخدمة، ونحن ندعو الرب لكي يرافقه في هذه الخدمة، واثقين أنّه لن يخيّب أملنا وأملكم".

    ولفت غبطته إلى أنّه "نعم ليس هناك من إمكانيات تساعد رعاة الكنيسة كي يزوروا الأراضي المقدسة ويتفقّدوا رعاياهم، إكليروسهم ومؤمنيهم، ولكنّني أصرّيتُ أن آتي إليكم لأنّ لي الحقّ لا بل الواجب أن أكون معكم في هذه الأراضي المقدسة، كي أشهد أمامكم بأنّ المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط يشاركونكم أفراحكم وهمومكم ونجاحكم وسعيكم حتّى تكونوا الشهود الحقيقيين للرب يسوع الذي جاء ليخدم وينشر محبّته وسلامه بين الجميع".

    وتوجّه غبطته بالشكر إلى "جميع الحاضرين هنا، وخاصّةً أشكر سيادة رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عبّاس الذي سأتشرّف بزيارته في الأيّام القادمة، وأشكر جميع معاونيه، وكلّ الذين يسعون إلى إحلال السلام والعدل في هذه الأرض المقدسة".

    وجدّد غبطته التأكيد على أنّ "هذه الأرض هي أرض السلام، أرض المحبّة، أرض الفداء، لذلك سنبقى ندعو دوماً العالم أجمع، بما فيه من السياسيين والأمم المتّحدة وكلّ المؤسّسات والمنظّمات العالمية، ونحثّهم على العمل لإعطاء هذا الشعب الفلسطيني حقّه بأن يعيش بكرامة وبحرّية في أرضه".

    وضمّ غبطته صوته إلى قداسة البابا فرنسيس في ندائه "لكي يجتمع الجميع بالأخوّة الحقيقية، فنقبل بعضنا البعض على أساس أنّ لنا إلهاً واحداً هو أبٌ للجميع، وأنّه وحده له الحقّ أن يديننا عندما نمثل أمامه".

    وختم غبطته موعظته برفع الصلاة "بروح الثقة بأنّ الرب معنا، وبأنّ أمّنا العذراء مريم ترافقنا، وبأنّ مار يوسف حامي العائلة المقدسة هو حامينا، ونجدّد كلّ حين أملنا ورجاءنا بأن تنقى هذه الأرضُ المقدسة أرضَ المحبّة والسلام والعدالة".

    وكان سيادة المطران أفرام سمعان قد رحّب بغبطته بكلمة عفوية لفت خلالها إلى أنّ "غبطته هو أكثر بطريرك بين بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس يزور الأراضي المقدسة، وهذه هي الزيارة الرابعة لغبطته"، مثمّناً زيارته، وداعياً "جميع بطاركة الشرق كي يزوروا هذه البلاد ويتفقّدوا رعاياهم وأبناءهم"، مشيراً إلى أنّ "أبناء هذا البلد هم محرومون حقيقةً من نيل بركة رؤسائهم الروحيين بسبب الوضع الراهن من الحرب التي تجتاح المنطقة، لكن نتمنّى أن تشجّع هذه الزيارة الأبوية جميع البطاركة كي يزوروا ويتفقّدوا هذه الأرض، لأنّ زيارتكم هذه مهمّة جداً جداً، أولاً للمقيمين هنا لكي يتجذّروا في هذه الأرض، وثانياً لتشجيع سائر مسيحيي الشرق الأوسط لزيارة هذه الأماكن المقدسة والتبرّك منها".

    وتمنّى سيادته "أن يكون هنالك بوادر سلام كي يتمكّن المسيحيون القريبون منّا من زيارتنا، فمسيحيو العالم من أقصى الشرق والغرب والشمال والجنوب يأتون لزيارة بيت لحم وسائر الأراضي المقدسة، أمّا مسيحيو لبنان وسوريا والعراق فلا يتمكّنون من ذلك"، مجدِّداً الشكر لغبطته على زيارته رغم تحدّيات وباء كورونا والقيود المفروضة على السفر، ورغم الانشغالات الكبيرة".

    وأشار سيادته إلى أنّ "وجودنا هنا ووجود جميع الطوائف المسيحية هو قليل، ونحن ككنيسة السريان الكاثوليك وجودنا هو أقلّ أيضاً، لكن بالرغم من ذلك جميع الكنائس تشكّل فسيفساء جميلة، وإذا سقطت قطعة من هذه الفسيفساء ستبدو الفسيفساء قبيحة. لذلك نحن كسريان كاثوليك هنا نعمل يداً بيد مع جميع الكنائس من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي. ونقولها أمام الإعلام: هنا كنّا، وهنا سنبقى مهما قلّ العدد، ولا ننسى أن نشجّع جميع المسيحيين في الدول العربية والشرق الأوسط كي يزوروا هذه البلاد، ونصلّي من أجل انتهاء هذا الوضع القائم الذي يمتدّ منذ سنين طويلة".

    وقد ألقى كاهن الرعية الخوراسقف منصور متّوشا كلمة تحدّث فيها عن تاريخ حضور الكنيسة السريانية الكاثوليكية في بيت لحم وأبرز الكهنة الذين تعاقبوا على خدمتها بالتضحية والتفاني، مرحّباً بغبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق، منوّهاً بأعمال غبطته وإنجازاته، وداعياً له بالصحّة والعافية والعمر المديد.

    وقبل نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك تشمشت (خدمة) الأحبار الراقدين راحةً لنفس المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد الذي تفانى في خدمة النيابة البطريركية في القدس وبيت لحم والأراضي المقدسة والأردن قبل تسلّمه الخدمة البطريركية، والذي يرقد في فناء هذه الكنيسة، سائلاً الرب أن يتغمّده بمراحمه وينفعنا ببركة صلواته.

    ثمّ ألقى الشمّاس روجيه هزو كلمة أعرب فيها عن سرور أبناء النيابة البطريركية في الأراضي المقدسة بزيارة غبطته، وجدّد التهنئة للمطران النائب البطريركي أفرام سمعان، مؤكّداً طاعته مع جميع أبناء النيابة للمطران الجديد بالمحبّة البنوية والمساندة.

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية، التقى بالمؤمنين في باحة الكنيسة في لقاء جمع الأب العام بأبنائه الروحيين وسط جوّ غمره الفرح العارم.

 

إضغط للطباعة