في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء ٦ تمّوز ٢٠٢١، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، وذلك في مقرّ الرئاسة، في مدينة رام الله.
رحّب فخامته بغبطة أبينا البطريرك في زيارته الرسولية والراعوية إلى الأراضي المقدسة، منوّهاً إلى أنّ فلسطين هي أرض السلام وفيها وُلِد السيّد المسيح، وهي تشكّل نموذجاً مميّزاً للتعايش السلمي والإخاء بين جميع المواطنين.
وأشار فخامته إلى أنّ السلطة الفلسطينية تدافع عن المسجد الأقصى كما تدافع عن كنيسة القيامة، معتبراً أنّه من الواجب تثبيت أهلنا من المسيحيين على أرضهم، وذلك بدعم صمودهم، إذ أنّ المسيحيين هم جزء أصيل ومكوِّن مؤسِّس من مكوّنات الوطن.
وتطرّق فخامته إلى علاقة فلسطين بالدول في الشرق الأوسط، معبّراً بصورة خاصّة عن المحبّة والتقدير التي يكنّها الفلسطينيون للشعب اللبناني الذي تحمّلَهم كثيراً طوال السنوات الماضية ولا يزال يضحّي من أجلهم، متمنّياً أن تنتهي الأزمة العصيبة الراهنة التي يعانيها لبنان في أقرب وقت.
من جهته، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن شكره لفخامته على استقباله وترحيبه، وعلى الشهادة التي يقدّمها من أجل تعزيز المصالحة والتآخي والعيش المشترك في الأراضي المقدسة، لافتاً إلى أنّ الشعب الفلسطيني يستحقّ الحياة اللائقة أسوةً بسائر الشعوب في شرقنا العزيز.
ونوّه غبطته إلى لقاء الصلاة والتأمّل من أجل لبنان، والذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان الخميس الفائت، لتدارُس الأزمة الخانقة في لبنان، حيث ذكر غبطته أيضاً فلسطين التي يجب أن تنال قضيتها الحقّ في المعالجة الواجبة لتحقيق السلام العادل.
وفي كلمة له، شكر سيادة المطران أفرام سمعان فخامتَه على تهنئته بتنصيبه على النيابة البطريركية في الأراضي المقدسة، وإيفاده الوزير فادي الهِدمي لتمثيله في رتبة التنصيب، وتوجيهه كلمة تهنئة لطيفة بالمناسبة، مؤكّداً على العمل يداً بيد من أجل خدمة الجميع في الأراضي المقدسة.
وبعد اللقاء، أدلى غبطة أبينا البطريرك بالتصريح التالي لتلفزيون فلسطين الرسمي:
قال غبطته: "تشرّفنا بلقاء فخامة رئيس دولة فلسطين، والذي استقبلَنا، ومعنا الأساقفة والكهنة، بكلّ محبّة ومودّة".
وأضاف غبطته: "لقد أكّد فخامته انفتاحه وحرصه الشديد على تلبية احتياجات كلّ الطوائف الموجودة في الأراضي المقدسة، مشدّداً على أنّ فلسطين لا تميّز ولا تفرّق بين أبنائها المؤمنين من جميع الأديان والطوائف".
ودعا غبطته "الربَّ الإلهَ خالقَ الكون ومدبّرَه أن يعطينا نعمة السلام والعدل في هذه الأرض المقدسة، وأن يلهم ذوي الإرادة الصالحة كي يساعدوا في إنشاء دولة فلسطين حرّةً ومستقلّةً ومؤسَّسةً على القيم الإنسانية والمدنية والحقوق للجميع، حتّى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يعيش بحرّية وكرامة".
وأثنى غبطته على جهود تلفزيون فلسطين، وحرصه على البثّ المباشر للقداس الإلهي يوم الأحد الماضي في بيت لحم، وكذلك نقل الصلوات من أرض السلام ليشاهدها العالم بأسره.
رافق غبطتَه صاحبا السيادة مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب ثائر عبّا كاهن رعية عمّان وسائر الأردن.
وحضر هذا اللقاء السيّد زياد أبو عمرو نائب رئيس مجلس الوزراء، والسيّد نبيل أبو ردينة نائب رئيس مجلس الوزراء والناطق باسم الرئاسة، والوزير علي مهنا مستشار الرئيس للشؤون القانونية، والوزيرة انتصار أبو عمارة رئيس ديوان الرئاسة.
|