مساء يوم الأربعاء 4 آب 2021، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، في القداس الإلهي الذي احتفل به صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لشهداء انفجار مرفأ بيروت، وذلك في مكان وقوع الإنفجار في مرفأ بيروت.
عاون غبطةَ البطريرك الراعي في القداس صاحبا السيادة المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة أبرشية بيروت المارونية، والمطران ميشال عون رئيس أساقفة أبرشية جبيل المارونية، بحضور ومشاركة صاحب السيادة المطران جوزف سبيتيري السفير البابوي في لبنان، وعدد كبير من أصحاب السيادة المطارنة ممثّلين مختلف الكنائس. وشارك من كنيستنا السريانية صاحبُ السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
كما شارك في القداس أهالي الشهداء وعائلاتهم والجرحى والمتضرّرون من الإنفجار، وآلاف المؤمنين والمواطنين الذين تقاطروا إلى ساحة المرفأ والساحات والأحياء المجاورة في مدينة بيروت للمشاركة في هذه الذكرى الأليمة. واهتمّت أبرشية بيروت المارونية بتنظيم القداس، إلى جانب تجمُّع "كهنة من أجل لبنان".
وتلا غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث الإنجيل المقدس، ثمّ ألقى غبطة البطريرك بشارة الراعي موعظة بعنوان "سيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم من بين الأموات" (متّى 17: 23)، تناول فيها هذا الإنفجار الرهيب، رافعاً الصلاة من أجل راحة نفوس الشهداء وشفاء الجرحى، مجدِّداً وبقوّة وحزم المطالبة بالحقيقة والعدالة لهذه الفاجعة التي نكبت الوطن، معلناً أنّنا أقوياء بالحقيقة والعدالة، وأوفياء لبيروت بإعادة بنائها، مشدّداً على أهمّية وحدة المواطنين في الولاء للبنان وحده، ومطلقاً نداءً إلى المسؤولين لتأليف حكومة إصلاح وإنقاذ فوراً، ولكن بكلّ أسف لا حياة لمن تنادي.
وناشد البطريرك الراعي دولَ العالم للمساعدة في إنقاذ لبنان، شاكراً المشاركين في المؤتمر الدولي لدعم لبنان المنعقد في باريس، موجّهاً دعوة وطنية شاملة إلى خلق زمن جديد من التغيير الإيجابي عبر حُسن الاختيار والاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة، مؤكّداً أنّه لا مجال للمساومات بل للقرارات الشجاعة الواضحة والشفّافة ووجوب الحفاظ على الوطن، وأنّنا لا نريد اقتتالاً بعد اليوم ولا قتالاً ولا حروباً، بل حرّيةً وسلاماً، معتبراً أنّ تفجير مرفأ بيروت هو عدوان على وجودنا، لافتاً إلى أنّ الضحايا الذين سقطوا يحثّوننا على الصمود، إذ أنّ البقاء هو انتصار على المآسي، ومشيراً إلى أهمّية ألا ندع اليأس يتجذّر فينا، إذ أنّ آلامنا اليوم هي مخاض الولادة.
وفي نهاية القداس، قدّمت أبرشية بيروت المارونية بشخص راعيها المطران بولس عبد الساتر، تذكاراً للمناسبة، إلى غبطة أبينا البطريرك وغبطة البطريرك الراعي والسفير البابوي، هو صليب خشبي مصنوع من حطام مطرانية بيروت المارونية التي تضرّرت بشكل كبير من جراء هذا الانفجار.
|