الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد تجلّي الرب يسوع على الجبل والأحد الحادي عشر بعد العنصرة

 
 

    في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد 8 آب 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد تجلّي الرب يسوع على جبل تابور والأحد الحادي عشر بعد عيد العنصرة، وذلك على مذبح كنيسة سيّدة النجاة – الشرفة البطريركي، درعون – حريصا، لبنان. 

    شارك في القداس صاحبا السيادة مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، والآباء الكهنة من الدائرة البطريركية ومن دير الشرفة، والرهبان الأفراميون، والمؤمنون، ومن بينهم من رعية مار أفرام السرياني في باريس – فرنسا، يتقدّمهم كاهن الرعية الخوراسقف إيلي وردة. 

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد تجلّي الرب يسوع على جبل تابور الذي احتفلنا به أوّل أمس في السادس من آب، فمنذ حوالي شهر، كنّا مع أمين السرّ المونسنيور حبيب مراد بزيارة إلى الأراضي المقدسة، وصعدنا إلى جبل تابور، حيث زرنا الكنيسة المكرَّسة لهذا الحدث الإلهي الذي تمّ عندما اصطحب الرب يسوع معه ثلاثةً من تلاميذه، بطرس ويعقوب ويوحنّا ابنَي زبدى، وصعدوا إلى الجبل، وهناك تجلّى يسوع أمامهم، فأظهر شيئاً من ألوهته". 

    ونوّه غبطته إلى أنّه "في تجلّي الرب يسوع، إذا بجسده يتحوّل كلّه إلى نور، ممّا جعل من هؤلاء التلاميذ الثلاثة يخافون وهم لا يدركون حقيقة ما يجري، حتّى أنّ بطرس تذكّر أنّه عند اليهود عيدٌ يُسمَّى عيد المظال، حيث كان الناس يأتون من أماكن بعيدة ليعبدوا في الهيكل. فقال بطرس ليسوع: يا ربّ، جيّدٌ أن نكون ههنا، فإن شئتَ نصنع هنا ثلاث مظالّ، واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا". 

    ولفت غبطته إلى أنّ "بطرس لم يكن يدري ما يقول من شدّة الرعبة، وأنّ سحابة خيّمت على يسوع والنبيَّين موسى وإيليّا اللذين ظهرا معه، مبيّناً بذلك أنّه مكمّل العهد القديم وأنّه ربّ الشريعة التي أعطاها الله للشعب على يد موسى، وأعلنها إيليّا بدفاعه عن الله. وصدر من السحابة صوتٌ يقول: هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا، وهو إعلان بأنّ الآب السماوي قد أكّد ألوهية الرب يسوع ووجوب طاعته والعمل بكلامه والتبشير به".  

    وأشار غبطته إلى أنّ "الإنجيل يخبرنا أنّ هذا الحدث تمّ بشكلٍ فريدٍ في حياة يسوع العلنية، إذ أراد يسوع أن يُفهِم تلاميذه أنّه يجب أن يكونوا مؤمنين به دائماً، فمجد الله الآب هو عينه المجد الذي أُعطِي له، وأنّ عليهم أن يتبعوه مهما حلّ به، حتّى الآلام والصلب والموت"، مؤكّداً أنّ "هذا الحدث الأعجوبي، حدث التجلي، هو استباقٌ لآلام الرب يسوع وصلبه وموته، وبهذا الحدث يشدّد الرب إيمان هؤلاء التلاميذ رغم كلّ ما سيحلّ بيسوع فيما بعد. ونحن نعرف تماماً أنّ يسوع سيُسلَّم إلى أيدي الأعداء الذين كانوا يلاحقونه، فيتألّم ويُصلَب ويموت، ولكنّه سيقوم في اليوم الثالث منتصراً على الموت". 

    وتناول غبطته الأوضاع الراهنة في لبنان، فقال: "في هذه الأيّام الصعبة، نعاني المآسي والأزمات الكثيرة، أكان هنا في لبنان أو في البلدان المجاورة حولنا، إلا أنّنا نسأل الرب يسوع أن يقوّي إيماننا به، فهو وحده قادرٌ أن يحوّل الأحداث الأليمة إلى مشروع خلاصي لكلّ واحدٍ منّا، وهو وحده قادرٌ أن يثبّت عزائمنا، فنتابع شهادتنا الإيمانية به، والرجاء يعمر قلوبنا مهما حلّ فينا".  

    وشدّد غبطته على أنّنا "نحن، أيّها الأحبّاء، أبناء وبنات شهداء ومعترفين من أجل الإيمان، وقد تحمّل آباؤنا أجدادنا الكثير كي نحافظ على وديعة الإيمان بالرب يسوع، في خضمّ كلّ الأهوال التي عاشوها. لذلك سنظلّ نعيش الرجاء "فوق كلّ رجاء" مهما حلّ بنا، لأنّنا أسّسنا حياتنا على صخرة الإيمان بالرب يسوع، وإيماننا لا يتزعزع أبداً". 

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة وشفيعة هذا الدير، أن يكون معنا ويساعدنا ويحمينا بالثبات بالرب يسوع والأمانة له، رغم كلّ ما نقاسيه من ألم ومعاناة تشمل الغالبية العظمى من المواطنين في هذا البلد الحبيب".

 

إضغط للطباعة