في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 15 آب 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، وذلك على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركي، درعون – حريصا، لبنان.
عاون غبطتَه في القداس صاحبُ السيادة مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، بمشاركة صاحبي السيادة مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، والآباء الكهنة من الدائرة البطريركية ومن دير الشرفة، والرهبان الأفراميين، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، رحّب غبطة أبينا البطريرك "بسيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان القادم من القدس والحاضر معنا مشتركاً في هذه الذبيحة الإلهية"، مهنّئاً سيادتَه "بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسيامته الأسقفية المصادفة هذا اليوم"، سائلاً الله "كي تكون خدمته الأسقفية مليئةً بالنعم والبركات".
وطلب غبطته من المؤمنين الحاضرين أن يشاركوه "في الصلاة والتضرّع بشكلٍ خاص في هذا القداس، من أجل ضحايا التفجير المروّع الذي وقع فجر اليوم الأحد في عكّار بشمال لبنان. نصلّي من أجل راحة نفوس الضحايا، ومن أجل الشفاء العاجل والتامّ للجرحى، ومن أجل عائلاتهم. كما نصلّي من أجل لبنان الذي يمرّ بأصعب وأدقّ وأحرج مراحل تاريخه المعاصر".
وسأل غبطته الربَّ "أن يبارك الشعب اللبناني الأمين لأرضه، ونطلب منه أيضاً أن يرافق الذين اختاروا الاغتراب. ونسأله بشكلٍ خاص أن يكون مع الموجوعين الذين يعانون مختلف أنواع التحدّيات والأخطار في حياتهم، سواء أكانت معيشية أو اجتماعية أو اقتصادية أو مالية أو سياسية أو أمنية".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "نحتفل اليوم مع الكنيسة الجامعة بأهمّ وأعظم أعياد أمّنا السيّدة مريم العذراء البتول الطاهرة، الذي هو عيد نياحها وانتقالها إلى السماء. ممّا يعني أنّ مريم العذراء تكلّلت في السماء بنفسها وجسدها، وقد رفعها ابنها المخلّص يسوع إليه كي تتمجّد في الملكوت السماوي".
ولفت غبطته إلى أنّ "تعابيرنا البشرية تبقى ناقصةً كي نستطيع أن نفهم هذه الحقيقة الإيمانية التي عبرّ عنها البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950 بإعلانه عقيدة انتقال العذراء مريم إلى السماء"، مشيراً إلى أنّه "في هذه الرسالة البابوية استند البابا على التقليد الشرقي، ولا سيّما مار أفرام السرياني من القرن الرابع، وتحدّث فيها، ليس فقط عن الحبل البريء بمريم العذراء وعن ولادتها للمسيح ومرافقتها له، بل أيضاً عن أنّ المسيح أرادها ورفعها إليه في السماء".
وأشار غبطته إلى أنّنا "هنا في الشرق، وخاصّةً في لبنان، لا ينقصنا الحديث عن أمّنا مريم العذراء، فبقربنا نرى معبد سيّدة لبنان، وهنا دير الشرفة المكرَّس على اسم سيّدة النجاة، ونجد أنّ أغلبية كنائسنا في لبنان مكرَّسةٌ لأمّنا مريم العذراء الأمّ السماوية".
وشدّد غبطته على أنّنا "نلتجئ إلى مريم بشكلٍ خاص في هذه الأيّام الأليمة والحرجة، كي ترافقنا في ظلّ حمايتها، وتجعلنا، رغم كلّ المآسي التي نعانيها، نعيش الفرح المطلوب منّا كمؤمنين، متّكلين على رجائنا بالمسيح يسوع فادينا، وهو الرجاء الذي لا يخيب أبداً".
وتأمّل غبطته "بما قالته تلك المرأة في إنجيل القديس لوقا الذي تُلِيَ على مسامعنا في هذا القداس"، حاثّاً الإكليروس والمؤمنين على مشاركته "الصلاة بصورةٍ خاصّة إلى أمّنا السيّدة مريم العذراء، وقد أعطَتْها الطوبى تلك المرأة في إنجيل لوقا، بهذا التعبير التي قالته، وهو تعبيرٌ ساميٌّ شرقي، متوجّهةً إلى الرب يسوع: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين أرضعاك".
وختم غبطته موعظته داعياً المؤمنين إلى "ألا ننسى أبداً أنّ لدينا أمّاً سماويةً تستحقّ تكريمنا وتعظيمنا، وهي بانتظارنا كي نلتجئ إليها دائماً، ونطلب شفاعتها لدى ابنها الوحيد ربّنا يسوع المسيح، بالصلاة دون كلل أو ملل، فتكون معنا وترمقنا بنظرها الوالدي في كلّ وقتٍ وحين".
وبعد البركة الختامية، انتقل غبطته إلى باحة كنيسة الدير، حيث أقام تشمشت (خدمة) والدة الإله مريم العذراء. ثمّ بارك غبطته العنب والثمار، وجرى توزيعها على المؤمنين بهذه المناسبة المباركة.
|