ظهر يوم السبت 21 آب 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة اختتام الرياضة الروحية السنوية لجمعية الراهبات الأفراميات - بنات أمّ الرحمة، وذلك في كنيسة الدير الأمّ للراهبات الأفراميات، بطحا، لبنان.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أمّا مريم فقد اختارت لها نصيباً صالحاً لا يُنزَع منها"، وجّه غبطة أبينا البطريرك الشكر للأب جول بطرس الذي ألقى مواعظ الرياضة على الراهبات، متمنّياً له النجاح في خدمته، مباركاً للراهبات رياضتهنّ السنوية، وسائلاً الله أن تؤتي الثمار الروحية المرجوّة.
ونوّه غبطته إلى أنّه "حسب قانون جمعية الراهبات الأفراميات - بنات أمّ الرحمة، تمّ اليوم انتخاب الرئيسة العامّة للراهبات، وذلك بطريقة "الشراكة الحقيقية"، حيث كلّ أخت اقترعت بحسب ضميرها، ونهنّئ باسم الحضور الأمّ هدى الحلو التي قبلت بانتخاب أخواتها لها كي تستمرّ بهذه الخدمة، لأنّ الرئاسة هي خدمة.
وكما نعلم أنّ الكاهن عندما يمارس خدمة الكهنوت وكذلك الأسقف والبطريرك والحبر الأعظم، الجميع مدعوّ كي يخدم على مثال المعلّم الإلهي الذي قال: ما جئتُ لأُخدَم بل لأخدُم وأبذل نفسي".
ورفع غبطته الصلاة من أجل "الرئيسة المنتخَبة الأمّ هدى الحلو، كي تستطيع استكمال خدمتها بكلّ تواضع ومحبّة، وبالصبر وبسخاء العطاء، فتتذكّر رسالة مار بولس إلى أهل غلاطية التي فيها يعدّد أعمال الظلمة أي أعمال الجسد التي تجعلنا نبتعد، ليس فقط عن ربّنا، لأنّنا لا نرى ربّنا ولو كنّا نشعر بوجوده في قلبنا، ولكنّ الامتحان الأكبر هو محبّة القريب، أي أخانا أو أختنا اللذَين نعيش معهما. وهنا تكمن الصعوبة!".
ولفت غبطته إلى أنّنا "نعلم أنّ كلّ مسؤول يحتاج إلى ما يُسمّى بـ"التواضع الحقيقي"، أي أن نقبل على أنفسنا بأن نكون خدّاماً وخادمات. والإنجيل الذي سمعناه يذكّرنا أنّ الأولوية في حياتنا وفي تكرُّسنا هي الروح، أي أنّ على علاقتنا مع الربّ يسوع أن تكون علاقة حميمة، فهو يعلم نقائصنا وظروف حياتنا التي نمرّ بها، وهو بالطبع يرافقنا دوماً، لأنّه هو الذي اختارنا ودعانا للتكرّس له".
وتمنّى غبطته "لمجلس شورى الراهبات خدمةً أمينةً حقّاً ومثمرةً، حتّى يكنَّ قادراتٍ على مساعدة الأمّ الرئيسة بالروح الرهبانية المكرَّسة. فعلينا ألاّ نتكبّر على الآخرين والأخريات، ونتمنّى للأخوات مارغريت عمسيح، إخلاص شيتو، مريم ياكو، وريما بركات، أن يخدمنَ في مجلس الشورى بالتضحية التي فيها يشاركْنَ الأمّ الرئيسة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها".
وختم غبطته موعظته ضارعاً إلى الربّ يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، كي يبارك خدمة الرئيسة المنتخَبة ومجلس الشورى، ويبارك أخواتنا الراهبات، حتّى يستطعْنَ أن يكتشفْنَ إرادة الله في حياتهنّ، ويعلمْنَ كيف يقدّمْنَ خدمتهنَّ الرهبانية وروحانية تكرُّسهنَّ للربّ إلى أخواتهنّ في العالم، حتّى تستطيع هذه الرهبانية أن تقوم برسالتها في الكنيسة. يا مريم كوني دوماً بمعونتا، ورافقي بحنانِكِ أخواتنا الراهبات الأفراميات".
|