الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
القداس الحبري بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي والأسقفي الفضّي لغبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 17 أيلول 2021، وبدعوة من السينودس السرياني الأنطاكي المقدس، أحيت الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية مناسبةً مميّزةً هي اليوبيل الكهنوتي الذهبي (1971-2021) واليوبيل الأسقفي الفضّي (1996-2021) لغبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، وذلك بقداسٍ إلهي حبري مهيب احتفل به وترأّسه غبطته، بمشاركة آباء السينودس السرياني الأنطاكي، وبحضور ومشاركة أصحاب القداسة والغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس وممثّليهم، وأساقفة وإكليروس وجماهير المؤمنين، وذلك في الكنيسة الكبرى في مقرّ الكرسي البطريركي بدير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان. 

    عاون غبطةَ أبينا البطريرك في القداس صاحبا السيادة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، بمشاركة أصحاب السيادة آباء السينودس السرياني الأنطاكي: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي، مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، مار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، مار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، مار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب – أربيل وسائر إقليم كوردستان، مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، مار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي. وكذلك شارك الخوراسقف جوزف شمعي المدبّر البطريركي لأبرشية الحسكة ونصيبين، والخوراسقف جرجس الخوري المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك.  

    كما شارك في هذه المناسبة بمحبّة أخوية مميّزة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وصاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، وصاحب الغبطة يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وسيادة المطران جوزف سبيتيري السفير البابوي في لبنان، وصاحب السيادة شاهي بانوسيان مطران لبنان للأرمن الأرثوذكس ممثّلاً صاحب القداسة آرام الأول كيشيشيان كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، وصاحب السيادة سلوان موسي متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) للروم الأرثوذكس ممثّلاً صاحب الغبطة يوحنّا العاشر اليازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. 

    وشارك أيضاً في هذه المناسبة أصحاب النيافة والسيادة المطارنة: 

    الموارنة: حنّا علوان النائب البطريركي العام، وبولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت. السريان الأرثوذكس: مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس، مار اقليميس دانيال كورية مطران بيروت، مار سويريوس روجيه أخرس النائب البطريركي للدراسات السريانية، مار يوسف بالي السكرتير البطريركي ومدير دائرة الإعلام البطريركية. والمطران جورج بقعوني متروبوليت بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من كنيستنا ومن الكنائس الشقيقة، وجموع غفيرة من المؤمنين حضروا من رعايا الأبرشية البطريركية في لبنان كافّةً لتهنئة أبيهم الروحي وراعيهم والمشاركة في هذه المناسبة التاريخية. 

    في مستهل القداس الحبري، سار غبطة أبينا البطريرك بموكب حبري مهيب من مقرّ الكرسي البطريركي إلى الكنيسة الكبرى، ودخلها وسط الفرح والتهاليل، ثمّ احتفل غبطته بالقداس الإلهي. 

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بالسريانية والعربية، بعنوان "ماذا أردُّ للرب عن كلّ ما أحسنَ به إليّ؟ أرفعُ كأسَ الخلاص، وأدعو باسم الرب" (مز116: 12)، قدّم خلالها غبطته الشكر للرب الذي أهّله للاحتفال بهذه المناسبة المباركة، معرباً عن فرحه وتأثّره، شاكراً آباء السينودس السرياني الأنطاكي الذين دعوا إلى هذا الاحتفال، مثمّناً حضور ومشاركة البطاركة والأساقفة والإكليروس والمؤمنين، وسائلاً الجميع أن يصلّوا من أجله كي يرضى الرب عن خدمته. 

    وأكّد غبطته على افتخاره بالرب الذي يقوّيه ويعضده حتّى في ضعفه وفشله، منوّهاً إلى أنّ "اليوبيل هو لحظةٌ مفصليةٌ في حياة الإنسان، فيها يقف متأمّلاً بما مضى من أيّامٍ وسنواتٍ، باركه فيها الرب، فيجدّد العهد معه بمتابعة العمل كي يأتي بالثمار اليانعة، ثلاثين وستّين ومئة. فاليوبيل ليس توقّفاً، إنّما هو إكمالٌ للمسيرة بالتجدّد، فينفُضَ الإنسان غبار الماضي، ويجدّد شبابه، متّكلاً على نعمة الرب الذي "يجدّد كالنسر شبابه"، فيحلّق في سماء الروح، وتكون مسيرته أنشودة تسبيحٍ وشكرٍ للرب". 

    وشدّد غبطته على أنّه سعى على الدوام "لأكون خادماً أميناً على ما استودعني إيّاه الرب، فأدبّر بيته حسناً. فكانت النجاحات الكثيرة التي منَّ بها عليَّ، كما الإخفاقات التي واجهَتْني، لكنّي تغلّبتُ عليها بقوّة الرب، ومؤازرة الإخوة والمحبّين"، مستعرضاً مسيرة حياته وخدمته الكهنوتية والأسقفية والبطريركية حتّى هذا اليوم، من إكليريكية دير الشرفة في لبنان والحسكة ورعية سيّدة البشارة في بيروت والولايات المتّحدة الأميركية وكندا، وصولاً إلى الخدمة البطريركية، حيث عمل جاهداً في تطبيق شعاره "صرتُ كلاً للكلّ". 

    وتناول غبطته الأوضاع العامّة في لبنان وبلاد الشرق وعالم الانتشار حيث يتواجد السريان، وعاد بالذاكرة "إلى أرض الآباء والأجداد، وأنا ابنُ عائلةٍ نازحةٍ مهجَّرةٍ من بلدة قلعة مَرا قرب ماردين في تركيا، نزح والديَّ إلى الحسكة في الجزيرة السورية، طفلين، مثل كثيرين من أهل إخوتي الأساقفة والكهنة والمؤمنين الحاضرين معنا اليوم. لكنّهم حافظوا على الإيمان متّقداً في قلوبهم، رغم كلّ المحن والنكبات، وأضحوا عائلاتٍ شهيدةً ومعترفةً، وربّوا أولادهم على هذا الإيمان والتعلّق بالكنيسة، ولم ينتظروا أن يبقوا في مخيّماتٍ، تساعدهم منظّماتٌ ودولٌ، بل اتّكلوا على أنفسهم وعاشوا حياةً كريمةً في البلاد التي التجأوا إليها، أكان في لبنان وسوريا والعراق وفي بلاد المهجر".  

    وجدّد غبطته "الدعوة لنا جميعاً لتجديد هذا الإيمان وتقويته والعيش بموجبه على مثال آبائنا وأجدادنا، والإعتزاز بأمّنا الكنيسة المقدسة. وهنا أذكر بعاطفة الشكر والامتنان إخوتي وأخواتي وعائلاتهم، وهم أغلبهم في المهجر، وأخصّ بالذكر شقيقتي "أمّ سامر" التي تحضر باسمهم معنا اليوم والقادمة من حمص - سوريا، وأترحّم على روح والديَّ العزيزين صاحبَي الفضل الأول عليَّ بعد الله".  

    وختم غبطته موعظته سائلاً الرب أن يعينه "على المواظبة في عملي وخدمتي بالتواضع والبساطة والوداعة، فأستحقّ الطوبى المُعدَّة للعاملين الصالحين"، مجدِّداً "شكري لجميعكم فرداً فرداً، وخاصّةً للذين تعبوا في الإعداد لهذه المناسبة، ومؤكّداً أنّ افتخارنا ليس بعمل نعمله إنما بالرب الإله يسوع المصلوب" (تجدون النص الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    وألقى سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا كلمة بهذه المناسبة باسم آباء السينودس المقدس، أعرب فيها سيادته عن جزيل الشكر والامتنان لغبطته على رعايته للكنيسة في هذه الظروف العصيبة، مقدّماً الولاء والطاعة لغبطته، وداعياً له بالعمر المديد والصحّة والعافية (تجدون النص الكامل لكلمة سيادته في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    وقبل البركة الختامية، تلا سيادة السفير البابوي المطران جوزف سبيتيري رسالة البركة التي وجّهها باللاتينية قداسة البابا فرنسيس إلى غبطة أبينا البطريرك بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي. وتلا سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش الترجمة العربية لرسالة قداسته (تجدون النص الكامل لرسالة قداسته باللاتينية مع الترجمة العربية في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    كما تلا سيادة السفير البابوي أيضاً رسالة البركة التي وجّهها باللاتينية قداسة البابا فرنسيس إلى غبطة أبينا البطريرك بمناسبة يوبيله الأسقفي الفضّي. وتلا سيادة المطران مار تيموثاوس حكمت بيلوني الترجمة العربية لرسالة قداسته (تجدون النص الكامل لرسالة قداسته باللاتينية مع الترجمة العربية في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    وألقى صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة، هنّأ فيها غبطةَ أبينا البطريرك باسم الكنيسة المارونية، مستعرضاً أبرز محطّات خدمة غبطته الكهنوتية والأسقفية والبطريركية والعلاقة الوثيقة التي تربط بينهما (تجدون النص الكامل لكلمة غبطته في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    وألقى قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني كلمة، قدّم فيها التهنئة الأخوية إلى غبطة أبينا البطريرك، متناولاً العلاقات المتينة التي تجمع بين قداسته وغبطته وبين الكنيستين السريانيتين الشقيقتين الكاثوليكية والأرثوذكسية وخدمتهما للشعب السرياني الواحد في هذه الظروف العصيبة (تجدون النص الكامل لكلمة قداسته في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    وألقى غبطة البطريرك يوسف العبسي كلمة تهنئة لغبطة أبينا البطريرك، متوقّفاً عند أهمّية اليوبيل كوقفة تأمُّل في مسيرة الخدمة والانطلاق لعطاءٍ متجدّد، ومثمّناً خدمة غبطة أبينا البطريرك (تجدون النص الكامل لكلمة غبطته في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    وتُليت رسالة التهنئة التي وجّهها قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان إلى غبطة أبينا البطريرك بهذه المناسبة، معرباً عن مشاعره واعتزازه بالخدمة المتفانية لغبطته (تجدون النص الكامل لرسالة قداسته في خبر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية). 

    ثمّ ألقى المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية كلمة قال فيها: 

    "بهذه المناسبة المباركة، أحببنا في الدائرة البطريركية أن نصدر كتاباً يؤرّخ محطّاتٍ بارزةً من حياة غبطته وخدمته، بعنوان "أكثر من خمسين سنةً من الخدمة والعطاء". 

    وتجاوب معنا أصحاب القداسة والغبطة البطاركة وآباء السينودس، فكتبوا وعبّروا عن مشاعرهم تجاه غبطته، كما تناولنا أبرز مراحل خدمة غبطته الكهنوتية والأسقفية والبطريركية. 

    وأشرف على هذا العمل سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا، وقدّمه كهدية باسم أبرشية بغداد". 

    ودعا المونسنيور حبيب سيادةَ المطران يوسف عبّا، فقدّما معاً إلى غبطة أبينا البطريرك النسخة الأولى من هذا الكتاب. ثمّ جرى توزيع النسخ على الحاضرين، بطاركةً وأساقفةً وإكليروساً ومؤمنين. 

    وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، تقبّل التهاني من الحضور جميعاً، وسط جوٍّ من الفرح الروحي العارم والشكر لله على عطيّته، إذ منح الكنيسة بطريركاً وأباً ورأساً وراعياً يبذل ذاته من أجلها ويقود سفينتها في خضمّ هذا البحر المتلاطم الأمواج بحكمة وفطنة. 

    الدعاء إلى الله كي يحفظ حياة غبطته ويديمه، لسنين عديدة ومديدة، الراعي الصالح والخادم الأمين

 

إضغط للطباعة