صباح يوم السبت ٢ تشرين الأول ٢٠٢١، التقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بأعضاء المجلس الراعوي وممثّلي الفعاليات والأنشطة في رعايا وإرساليات ولاية نورث راين فستفالن، والتي تضمّ رعية سيّدة النجاة في كولن، وإرسالية مار أفرام السرياني في إيسِّن، وإرسالية دورتموند.
حضر اللقاء المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب رياض بهنام كاهن الرعايا والإرساليات في ولاية نورث راين فستفالن بألمانيا.
خلال اللقاء، ألقى الأب رياض بهنام كلمة رحّب فيها بغبطته، مجدّداً الشكر البنوي له على زيارته الأبوية التفقّدية، معرّفاً بالحاضرين وبما يقومون به في الخدمة الكنسية.
ثمّ وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية شكر فيها "الحاضرين على تفانيهم في الخدمة كساعد أيمن للكاهن العزيز الأب رياض الذي يخدم ببذلٍ من كلّ قلبه"، مشيراً إلى "المعاناة التي عاشتها وتعيشها كنيستنا مع سائر الكنائس في العراق وفي سوريا، واليوم أيضاً سمح الرب أن تعاني كنيستنا مع باقي الكنائس في لبنان، والمعاناة ليست بجديدة على كنيستنا. فالمسيحيون عبر القرون عاشوا الكثير من الضيم ومن الاضطهادات، أكان بصورة مباشرة أو خفية، ومنها قبل أكثر من ١٠٦ سنوات في ما يُسمَّى السيفو، ونالوا نصيبهم من القتل والتهجير والتشريد".
ولفت غبطته إلى أنّنا "اليوم إزاء تحدٍّ كبير، فمن ناحية نشكر ألمانيا وهولندا وفرنسا وبلجيكا والسويد والبلاد الغربية والولايات المتّحدة الأميركية وكندا وأستراليا، لاستقبالهم أولادنا، وهذا الأمر نفرح له كثيراً، لأنّ أولادنا يستطيعون أن يعيشوا في جوٍّ من الحرّية والكرامة الإنسانية والاحترام لإيمانهم"، منوّهاً إلى أنّ "هذا أمر إيجابي وسلبي في آنٍ معاً، إذ يؤدّي إلى إفراغ الأرض الأمّ في الشرق من المسيحيين، وهم الذين لم يكن لديهم هدف لا قلب نظام ولا التعدّي على غيرهم، إنّما هاجروا بسبب الفوضى التي هي أكبر عدوّ للمكوّنات الصغيرة التي ليست لديها الإمكانية للدفاع عن نفسها".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "هنا في أكبر ولاية في ألمانيا، والناس فيها متنوّعون، أمّا أهلنا فهم يريدون الصلاة بطقسهم ولغتهم السريانية وبالعربية، ولكن لدينا اليوم تحدٍّ كبير فيما يتعلّق بأولادنا وشبابنا والمستقبل"، ناقلاً خبرته ككاهن وأسقف في الولايات المتّحدة الأميركية وكندا لثلاث وعشرين سنة، حيث "خبِرْتُ المعاناة وكنتُ أحثّ المؤمنين كي يكونوا أمناء وأقوياء ويفكّرون بمستقبل أولادهم وأحفادهم ويضحّون من أجلهم".
وأشار غبطته إلى أنّنا "ككنيسة ذات حقّ خاص لدينا كياننا الخاص، وليس لدينا في الشرق كنيسة وطنية، إنّما كنائس منتشرة في الشرق، ولاحقاً في العالم. لذا علينا أن نتّكل على الله ونتشجّع ونتبرّع ونعمل لاقتناء كنيسة خاصّة بنا".
وختم غبطته كلمته رافعاً الصلاة إلى الله، سائلاً إيّاه "أن يلهمنا ويمنحنا الحكمة كي نعرف كيف ندبّر أمورنا ورعيتنا، لما فيه خير الرعية وخلاص المؤمنين".
بعد ذلك أفسح غبطته المجال للحاضرين الذين تكلّموا وعرضوا أبرز ما يقومون به من نشاطات، مع تحدّيات الخدمة.
وأجاب غبطته على أسئلة الحاضرين، وجرت مناقشة عامّة لمختلف الشؤون والهواجس.
وفي ختام اللقاء، منح غبطته الجميع بركته الرسولية، لهم ولعائلاتهم ولأبناء وبنات الرعايا والإرساليات في ولاية نورث راين فستفالن.
|