في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت 2 تشرين الأول 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي للإرسالية السريانية في مدينة ترير – ألمانيا.
عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كارلو يشوع كاهن الإرسالية، والأب رياض بهنام كاهن الرعايا والإرساليات السريانية في ولاية نورث راين فستفالن، بحضور ومشاركة بعض الكهنة من أبرشية ترير اللاتينية، وجمع من المؤمنين من أبناء وبنات الإرسالية الذين حضروا لنيل بركة غبطته، مع التقيّد بالشروط الصحيّة المفروضة من الدولة بسبب انتشار فيروس كورونا.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أمّا عند الناس فلا يُستطاع هذا، وأمّا عند الله فكلّ شيءٍ مُستطاع"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالاحتفال بالقداس الإلهي لهذه الإرسالية للمرّة الأولى: "أعرف أنّكم بغالبيتكم قادمون حديثاً كطلاب لجوءٍ، كي تعيشوا بالكرامة الإنسانية والحرّية الإيمانية لإيمانكم المسيحي، وأنّكم لا تنسون بلادكم وأرض آبائكم وأجدادكم التي تنتمون إليها، لذا أتيتُ كي ألتقي معكم ونصلّي معاً".
ونوّه غبطته إلى تحدّيات الخدمة الكهنوتية في بلاد الانتشار، حيث "أنّ الكهنة مدعوون كي يكونوا رسلاً يضحّون من أجل نشر بشرى الإنجيل أينما وُجِدوا. وتعلمون أنّه بالنسبة إلى كهنتنا، فليس من السهل أن يقوموا بهذه المسؤولية في بلدٍ لم يولدوا فيه كما هي حال أغلبيتكم، بالنسبة للغة والعادات وما يحصل في بلادنا في الشرق".
ولفت غبطته إلى أنّ "ما هو غير مُستطاع عند البشر، هو مُستطاع عند الله. وجميعكم تعرفون ذلك بحسب خبرتكم التي عشتموها في ظروفٍ كثيرةٍ أليمةٍ مررتم بها، ومع ذلك حافظتم على إيمانكم ورجائكم وعلى الفرح المسيحي الذي يجب أن يعيشه كلّ مؤمن رغم المعاناة والآلام".
وأشار غبطته إلى "الأوجاع والنكبات الكثيرة التي يعاني منها كثيراً الشرق الأوسط في هذه الأيّام الصعبة، إن كان في سوريا أو في العراق، وبشكلٍ خاص نحن المسيحيين ليس لدينا سلاح نهاجم به الآخرين، وليس لدينا مطامع بالحكم، ولا نكره أحداً. ولكن للأسف تعرّضنا للكثير من المضايق والإهانات والتشريد والتهجير. والمثال أنّ جماعتكم، ولو أنّها قليلة العدد هنا في ترير في غرب وسط ألمانيا، لكنّكم تعرفون جيّداً أنّ مجيئكم إلى هنا هو لأنّكم لم تتمكّنوا من الحصول على أبسط الحقوق الإنسانية والإيمانية في بلدكم الأمّ"، مؤكّداً على أنّه "مع ذلك نقول بأنّ ربّنا موجود واتّكالنا عليه دائماً هو اتّكالٌ قويٌّ لا يخيب، ونحن نبقى شعب الرجاء".
وختم غبطته موعظته مذكّراً المؤمنين أنّ "إخوتكم وأخواتكم الموجودين في بلادنا الأمّ في الشرق يحتاجون إلى صلواتكم وكلمتكم الحرّة، وأيضاً إلى دعمكم. لم نكن نتوقّع أن يحصل في لبنان ما حصل منذ سنتين حتّى اليوم من أزمةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ وماليةٍ ومعيشيةٍ، لكن أعود وأكرّر بأنّ كلّ شيءٍ مُستطاعٌ عند الرب"، ضارعاً "إلى المسيح ربّنا ومخلّصنا أن يقوّينا ويقوّي جميع المؤمنين الحقيقيين، إن كانوا مسؤولين أو من عامّة الشعب، كي يكملوا مشوار حياتهم دائماً بالإيمان والرجاء والمحبّة التي ننشرها حولنا في كلّ الظروف، كي يعرف الجميع أنّ يسوع هو الرب الإله مخلّصنا جميعاً".
وكان الأب كارلو يشوع قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، معبّراً عن فرحه مع أعضاء الإرسالية في مدينة ترير باستقبال غبطته في زيارته الأولى لهم، منوّهاً بفخر بالرعاية الصالحة لغبطته وما يقوم به من خطوات مميّزة للاهتمام بأبنائه وبناته في كلّ مكان، وداعياً لغبطته بالصحّة والعافية والتوفيق.
وبعد البركة الختامية، التقى غبطته بالمؤمنين في صالة الكنيسة في جوٍّ من الفرح الروحي الكبير بلقاء الأبناء بأبيهم الروحي.
|