في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 28 تشرين الثاني 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات. وخلاله أقام غبطته صلاة الجنّاز راحةً لنفس المثلّث الرحمات مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي في السودان، الذي توفّي في التاسع من نيسان عام 2020، وذلك في كاتدرائية سيّدة الوردية، في حيّ الظاهر – القاهرة، مصر.
عاون غبطتَه أصحابُ السيادة: مار يعقوب أفرام سمعان المدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان والنائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي. وخدم القداس الآباء الكهنة والشمامسة وجوق الكاتدرائية، بحضور ومشاركة جموع من المؤمنين من أبناء أبرشية القاهرة وبناتها.
كما حضر القداس والجنّاز صاحب الغبطة الأنبا ابراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، وأصحاب السيادة: نيكولا تيفينان Mgr Nicholas TEVENIN السفير البابوي في مصر، وجورج شيحان مطران مصر للموارنة، وكلاوديو لوراتي Mgr Claudio LURATI النائب الرسولي للاتين في مصر، والأنبا مكاريوس توفيق مطران أبرشية الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك سابقاً، والأستاذ جرجس صالح الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط ومنسّق العلاقات المسكونية في بطريركية الأقباط الأرثوذكس، ممثّلاً قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، والمونسنيور باسكال كولنيش رئيس منظّمة Oeuvre d’Orient (عمل المشرق) والنائب العام لشؤون الكاثوليك الشرقيين في فرنسا، والأب الربّان فيلبّس عيسى كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر، والدكتور ميشال عبس أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، وسعادة القنصل روجيه شقّال القائم بأعمال سفارة منظّمة فرسان مالطا في مصر ورئيس الجمعية الخيرية لكنيستنا السريانية الكاثوليكية في القاهرة، وعدد من الآباء الكهنة والراهبات من مختلف الكنائس.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، يعنوان "نظر إلى تواضُع أمته"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها أليصابات، منوّهاً إلى أنّنا "ننشد نشيد مريم التي ذهبت لزيارة نسيبتها أليصابات التي استقبلتها بالفرح، لأنّها علمت بالروح القدس أنّ هذه الفتاة مريم اختارها الله تعالى كي تكون الأمّ للكلمة الإلهي المتأنّس، يسوع الإله المخلّص"، مشيراً إلى أنّ "هذا النشيد "تعظّم نفسي الرب"، ننشده في مناسبات كثيرة، وبإمكاننا أن نعتبر أنّه يلخّص سرّ تدبيرنا الخلاصي، بأنّ الله نظر إلى تواضُع أمته، خادمته، وجعلها مكرَّمةً ومطوَّبةً على مدى الأجيال".
ولفت غبطته إلى أنّنا "سمعنا من رسول الأمم مار بولس في رسالته إلى أهل روما، أنّ المؤمن يتبرّر بالإيمان وليس بالأعمال، وهذا يذكّرنا أنّ علاقتنا مع الله تعالى بواسطة ابنه الوحيد هي علاقة إيمانية، وليست شكلية أو مرتبطة أيضاً بأفعال وقوانين دعاها بولس بالناموس أي بالشرائع. وهذا مهمّ جداً لأنّنا لا نستطيع أن نتبرّر بالأعمال، بل إنّ الرب هو الذي يبرّرنا، وإيماننا بهذا التبرير هو سبيل خلاصنا".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "نتذكّر اليوم أخانا مار اقليميس يوسف، المطران الذي خدمكم ككاهن وكأسقف، والذي كان سيحتفل في هذه السنة باليوبيل الفضّي لرسامته الأسقفية. وجميعنا نفتقد ضحكته وابتسامته، ونكاته أيضاً، كي يذكّرنا أنّنا في طريقنا نحو الملكوت يجب أن نكون دائماً الشعب المليء بالفرح الداخلي، الفرح الروحي، مهما عظمت وكثرت المصاعب والمصائب التي تحيط بنا".
ووجّه غبطته الشكر إلى صاحب الغبطة الأنبا ابراهيم اسحق، والأساقفة والكهنة وجميع الحضور "لمشاركتكم إيّانا في هذه الصلاة، مجدّدين فعل إيماننا بالرب يسوع، ومستمرّين بعيش الرجاء، فوق كلّ رجاء، خاصّةً نحن المسيحيين في هذه البلاد، لا سيّما بعد ما قاسيناه في العراق وفي سوريا، واليوم في لبنان وللأسف الشديد"، مؤكّداً على أنّنا "نحتاج دائماً إلى رجاء نبثّه ونعطيه لشبيبتنا، حتّى تبقى متجذّرةً في أرضها، أرض الآباء والأجداد الذين عانوا الكثير على مدى العصور، ولكنّهم ظلّوا متشبّثين بأرضهم كما بإيمانهم، كي يعطوا شهادةً لإنجيل المحبّة والسلام في هذا المكان".
وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء، سيّدة الوردية، أن يتشفّع بنا جميعاً، ولا سيّما بعائلاتنا وأطفالنا وشبابنا، كي نستطيع أن نقول إنّنا شهود وتلاميذ الرب يسوع، وأن يرحم المثلّث الرحمات في ملكوته السماوي".
وكان سيادة المطران أفرام سمعان قد ألقى كلمة رحّب خلالها بغبطة أبينا البطريرك في بيته وبين أولاده الروحيين المتعطّشين للقائه، مشبّهاً زيارته الأبوية هذه بزيارة العذراء مريم إلى نسيبتها أليصابات، مثمّناً كلّ ما يبذله غبطته من جهود جبّارة في رعاية الكنيسة في كلّ مكان، مقدّراً عالياً تفقُّدَه أبناءه أينما وُجِدوا في العالم، بروح أبوية ومحبّة غامرة، سائلاً الله أن يديمه بالصحّة والعافية لسنين عديدة، أباً ورأساً وراعياً صالحاً للكنيسة السريانية التي أحبّها وبذل ذاته في سبيلها، فبادلَتْه المحبّة والإخلاص.
وفي نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة صلاة جنّاز الأحبار الراقدين راحةً لنفس المثلّث الرحمات مار اقليميس يوسف حنّوش، يشاركه صاحب الغبطة وأصحاب السيادة والكهنة وجميع الحاضرين، ضارعاً إلى الله كي يتغمّد نفس المثلّث الرحمات في سعادة الملكوت السماوي صحبة الأبرار والصدّيقين والرعاة الصالحين والخدّام الأمناء.
وقبل البركة الختامية، استمع الجميع إلى أغنية الوداع للمثلّث الرحمات، أدَّتْها بتأثُّر جوقة فرقة القديس ميخائيل الكشفية.
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل إلى خارج الكاتدرائية، حيث افتتح مغارة العذراء مريم، وسط جوّ من الفرح الروحي.
|