في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 15 كانون الأول 2021، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بزيارة إلى الكنيسة الإنجيلية الوطنية المشيَخية في مدينة القامشلي – سوريا.  

    رافق غبطتَه في هذه الزيارة صاحبُ السيادة مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، وصاحبُ النيافة مار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، والخوراسقف جوزف شمعي المدبّر البطريركي لأبرشية الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والراهب الأفرامي الأب بطرس سلمان، والأب أنطونيوس الحنّو كاهن رعية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في الحسكة وأمين سرّ مطرانية الجزيرة والفرات، والأب يوسف عاصي كاهن رعية مار بطرس وبولس في القامشلي، والشمّاس الإكليريكي فادي مرجان.

    استُقبِل غبطتُه من قِبَل القسّيس فراس فرح راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية المشيَخية في الجزيرة السورية، وجموع المؤمنين من كنيسته. فدخل غبطته على أنغام الترانيم الميلادية تؤدّيها جوقة الأطفال.

    ثمّ ألقى القسّيس فراس كلمة رحّب فيها بغبطته "في كنيستكم الإنجيلية الوطنية المشيَخية، لأنّكم أنتم أهل هذا البلد وهذه المنطقة، وكلّنا واحد في هذا البلد. إنّ المحبّة تجمعنا وتحصرنا، ونحن نطالب أنفسنا بأن نسعى بجهودنا وإيماننا وصلاتنا كي نحافظ على استمرارية هذه المحبّة مع بعضنا البعض، ونسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم ويحميكم كي تكونوا ذخراً لكلّ مسيحي في هذه البلاد أينما ذهبتم وحيثما حللتم، وكي تجمعوا تحت سقف واحد ببركتكم وبركة الرب لكم، جميع الأطياف، ليس فقط المسيحيين، بوحدة المحبة، وكلّنا أعضاء في جسد واحد، ونشترك في هذا الجسد، ورأس هذا الجسد شخص ربّنا يسوع المسيح".

    وتابع القسّيس فراس: "إنّنا نتأمّل بعين الشوق والأمل كي تكون بلادنا واحدة أيضاً، خاصّةً في هذه الأيّام الصعبة، وتكون بلادنا بلاد الوحدة في المحبّة والعيش المشترك مع جميع الناس والأطياف والمذاهب، وكلّ هذا تحت رعاية كلّ من هو في منصب ومسؤولية. فنصلّي وندعو الله كي يكون لكم معيناً في كلّ ما تفعلونه من أجل استمرار رباط هذه الوحدة والمحبّة في حياة الناس وحياة كلّ مواطن في سوريا".

    وختم القسّيس فراس كلمته ضارعاً إلى الرب "أن يحفظ غبطتكم ويحميكم في كلّ ذهاب وإياب، ويقود مسيرة خدمتكم نحو النجاح الدائم والتوفيق المستمرّ في كلّ جهودكم المضنية نحو الأفضل للكنيسة والشعب".

    وردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة أعرب فيها عن سروره "لأنّنا بينكم ومعكم باسم الرب يسوع كراعٍ يريد أن يكون مع أولاده وأصدقائه والمؤمنين الذين هم في هذه المرحلة العصيبة جداً من حياتهم منذ سنوات، ونحن نعرف ذلك، ولا مجال لوصف ما حدث ويحدث، لكنّنا ندرك جيداً أنّكم موجوعون ومتألّمون ومجرَّبون حتّى بإيمانكم في هذه المرحلة الصعبة جداً من حياتكم".

    ولفت غبطته إلى أنّ "معنا سيادة المطران بطرس موشي، وهو المعترف يإيمانه، لأنّه منذ حوالي ثماني سنوات اقتُلِع من أرض آبائه وأجداده في سهل نينوى، واضطرّ أن يبقى منفيّاً مع كهنته ورهبانه وراهباته وعشرات الآلاف من المؤمنين في أبرشيته، مع الآلاف المؤلَّفة من المسيحيين الذين اضطرّوا أن يلجأوا إلى كوردستان - العراق، ولكنّ القسم الأكبر منهم عاد - والحمد لله - إلى قراهم وبلداتهم، كي يبقوا صامدين ومتجذّرين في أرض الآباء والأجداد".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "نحن كنيسة الرب يسوع مخلّصنا، تعمّدنا باسم الثالوث الأقدس، ونريد أن نبقى الشهود الحقيقيين للرب المخلّص. لقد قال الرب يسوع: بهذا يعرف العالم أنّكم تلاميذي، إن كان فيكم حبّ بعضكم لبعض. ونحن هنا، لا سيّما في هذه الأيّام المتأزّمة، وفيها نُمتَحَن بإيماننا، نريد أن نبقى واحداً بالرب يسوع، كما جاء في إنجيل يوحنّا".

    وختم غبطته كلمته مجدِّداً الشكر إلى "حضرة القسّيس وأعضاء هذه الرعية، على استقبالكم لنا ولمرافقينا. ونسأل الرب أن يحفظكم بالصحّة والعافية، وأن يحلّ أمنه وسلامه في بلدنا العزيز سوريا، لا سيّما بمناسبة عيد الميلاد المجيد وقدوم رأس السنة الجديدة. بارككم الرب جميعاً، وشكراً جزيلاً".

    وقدّم القسّيس فراس إلى غبطته درعاً تذكارياً، عربون محبّة وشكر وتقدير، تخليداً لهذه الزيارة. كما أهدى غبطته إلى القسّيس فراس نسخة من كتاب "أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء"، والذي أعدّته البطريركية بمناسبة يوبيل غبطته الكهنوتي الذهبي ويوبيله الأسقفي الفضّي.

    ثمّ التقى غبطته المؤمنين ونالوا بركته.