الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يستقبل الخوراسقف باسكال كولنيش مع وفد من الكهنة الكاثوليك الشرقيين الخادمين في فرنسا

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠٢٢، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، سيادة الخوراسقف باسكال كولنيش رئيس منظَّمة عمل المشرقŒuvre d’Orient  والنائب العام لشؤون الكاثوليك الشرقيين في فرنسا، يرافقه وفد من الآباء الكهنة الكاثوليك الشرقيين الخادمين في فرنسا، وذلك في مقرّ الوكالة البطريركية السريانية في روما.

    تأتي هذه الزيارة بمناسبة قيام الوفد بزيارة حجّ إلى الأعتاب الرسولية في الفاتيكان، ولقاء الرعاة الروحيين ورؤساء الكنائس الشرقية، والدوائر الفاتيكانية التي تُعنَى بالكنائس الشرقية والحوار المسكوني والحوار بين الأديان.

    حضر هذا اللقاء أصحاب السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا والمدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

    كما شارك في اللقاء الآباء الكهنة السريان الكاثوليك الخادمون في فرنسا: الخوراسقف إيلي وردة، والأب نبيل ياكو، والأب سامر حلاتة، والأب مجيد عطالله. وكذلك حضر الأب يونان حنّو، من كهنة أبرشية الموصل والذي يتابع دراسته اللاهوتية في روما.

    رحّب غبطة أبينا البطريرك بالخوراسقف كولنيش مثنياً على خدمته المباركة للكنائس الشرقية، ومهنّئاً إيّاه بتكريمه مؤخَّراً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قلّده وسام Légion d’Honneur. كما رحّب أيضاً بالوفد المرافق.

    وتحدّث غبطته عن "التحدّيات التي تواجه الكنائس الشرقية، سواء في بلاد المنشأ أو الانتشار، ورسالة الشبيبة والعائلة"، مثمّناً "الخدمة والرسالة التي يؤدّيها أعضاء الوفد، وهي رسالة تاريخية فريدة ومميّزة"، متناولاً خبرته في خدمة كنيسة الانتشار في أميركا الشمالية لثلاث وعشرين عاماً.

    ولفت غبطته إلى أنّنا "في الكنيسة الأمّ نتذكّر أنّ يسوع دعانا كي نكون رسلاً، فكلّ كاهن مدعو كي يكون الرسول الحقيقي، والخدمة في بلاد الانتشار، ولا سيّما في أوروبا، ليست الملاذ نتيجة الصعوبات في بلاد المنشأ، إنّما فيها الكثير من التحدّيات رغم الفرص المتاحة للنجاح والتقدّم".

    ونوّه غبطته إلى "أهمّية اقتران الميزة الإرسالية بالأمانة لدعوة الرب"، مشيراً إلى "المسؤولية الملقاة على عاتق الكنيسة اللاتينية لمساعدة الكاثوليك الشرقيين في سبيل المحافظة على هويتنا الخاصّة، والتي ليست هوية وطنية أو إتنية، بل هوية كنسية، إذ أنّنا كنائس مستقلّة وذات حقّ خاصّ. فنحن نأتي من كنائس مختلفة، هذا صحيح، ورغم تشتُّتِنا في الشرق، سعَينا كي ننظّم كنائسنا وجماعاتنا، لكن لدينا الحقّ والمسؤولية بالحفاظ على هذه الهوية، وبأن نكون فخورين بها كرسل حقيقيين".

    وأشار غبطته إلى أنّه "كي تحافظ رسالتنا الكنسية على هويتها، وكي نساعد ونشجّع شبابنا على البقاء أمناء لجذورنا الكنسية، يجب أن يكون لدينا نوع من الوجود القانوني الكنسي في أوروبا الغربية، من أجل تشجيع كهنتنا وجماعاتنا على عيش الأمانة لتراثهم".

    وجدّد غبطته الشكر للأبرشيات والرعايا اللاتينية لمساعدتها المقدَّرة للشرقيين في إقامة القداديس والصلوات والحفاظ على وجودنا، وحماية طقوسنا وتقاليدنا ونقلها إلى جيل الشباب، وكل ما تقوم به في سبيل خدمة جماعاتنا الشرقية، خاصّةً في فرنسا، مؤكّداً أنّ مسيحيي الشرق هم جماعات تودّ العيش بسلام وحرّية وكرامة إنسانية.

    وختم غبطته كلمته بشكرهم جميعاً مع جميع معاونيهم، إذ "تصرفون وقتكم وتبذلون جهودكم للعمل من أجل هذه الغاية النبيلة والسامية، ألا وهي خدمة المؤمنين القادمين من الشرق"، مباركاً خدمتهم.

    وألقى الخوراسقف باسكال كولنيش كلمة شكر فيها غبطته على رعايته للكنيسة السريانية في كلّ مكان في خضمّ الصعوبات والتحدّيات، مبرزاً ما يقوم به مع معاونيه من خدمة ومساعدة ومساندة لمسيحيي الشرق عامّةً، كي يتابعوا شهادتهم للرب في بلاد المنشأ في الشرق، وكذلك للقادمين إلى الغرب كي يتمكّنوا من الحفاظ على إيمانهم وتقليدهم الكنسي.

    كما تحدّث سيادة المطران رامي قبلان عن تاريخ الوكالة البطريركية السريانية في روما، وما يقوم به حالياً من أعمال ترميم في مبنى الوكالة.

    وقدّم الجميع التهنئة لغبطته بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لتنصيبه وتوليته بطريركاً على كرسي أنطاكية، داعين له بدوام الصحّة والعافية وبمتابعة خدمته ورعايته الصالحة للكنيسة في هذه الظروف العصيبة.

    وفي الختام، منح غبطته الجميع البركة الرسولية باللغة السريانية. 

 

إضغط للطباعة