الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
قداسةُ البابا فرنسيس يستقبل غبطةَ أبينا البطريرك والمشاركين في الجمعية العامّة لمجمع الكنائس الشرقية، الفاتيكان

 
 

    ظهر يوم الجمعة ١٨ شباط ٢٠٢٢، استقبل قداسةُ البابا فرنسيس، غبطةَ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، والمشاركين في الجمعية العامّة لمجمع الكنائس الشرقية، من أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وأصحاب النيافة الكرادلة وأصحاب السيادة الأساقفة المعيَّنين من قداسته أعضاءً في مجمع الكنائس الشرقية، وذلك في مقرّ قداسته في القصر الرسولي في الفاتيكان.

    يأتي هذا اللقاء في ختام أعمال الجمعية العامّة لمجمع الكنائس الشرقية.

    في بداية اللقاء، ألقى نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية كلمةً أوجز فيها أبرز أعمال اجتماعات المجعية العامّة.

    ثمّ ألقى قداسة البابا كلمة تحدّث فيها عن الصراعات التي لا تزال تدور في الشرق الأوسط، ولا سيّما في سوريا والعراق ولبنان حيث "تترك الأزمة الآن العديد من الأشخاص بلا خبز، وقد فقدَ الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي التي هي البلد الأمّ للكنائس الشرقية الكاثوليكية: هناك تطوّرت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، هم أولادها وورثتها".

    ونوّه قداسته إلى أنّ "حياتكم اليومية تشبه مزيجاً من غبار الذهب الثمين لماضيكم ولشهادة الإيمان البطولي للكثيرين في الوقت الحاضر، ولكن مع وَحْلِ البؤس الذي نتحمّل مسؤوليته أيضاً، والألم الذي تسبّبه لكم قوى خارجية. مرّةً أخرى، أنتم بذور موضوعة على جذوع وأغصان نباتات دهرية، تحملها الرياح إلى حدود لا يمكن تصوّرها: يعيش الكاثوليك الشرقيون منذ عقود في قارّات بعيدة، وقد عبروا البحار والمحيطات والسهول، وأنشأوا الأبرشيات في كندا والولايات المتّحدة وأميركا اللاتينية وأوروبا وأوقيانيا، والعديد من الأبرشيات الأخرى قد عُهِد بها على الأقلّ في الوقت الحالي إلى الأساقفة اللاتين الذين ينسّقون العمل الرعوي من خلال الكهنة المرسَلين وفقاً للإجراءات الصحيحة من قِبَل رؤساء الكنيسة أو البطاركة أو رؤساء الأساقفة".

    وتطرّق قداسته إلى "أعمال الجمعية العامّة للمجمع الشرقي التي تتناول البشارة التي تشكّل هوية الكنيسة في جميع أجزائها، لا بل دعوة كلّ معمَّد. وللرسالة علينا أن نضع أنفسنا في إصغاء أكبر لغنى التقاليد المختلفة. وعلى هذا الدرب، ثمينة هي خدمات الكنيسة المختلفة، وكذلك الانسجام في العلاقات مع الرهبان والراهبات الذين يعملون وفقاً لمواهبهم الخاصّة، حتّى في سياقاتكم".

    ولفت قداسته إلى أنّ "هناك خبرة يسمح فيها "خزف" بشريّتنا بأن يُصاغ، لا من خلال الآراء المتغيِّرة أو من خلال التحليلات الاجتماعية الضرورية، وإنّما من خلال كلمة وروح القائم من بين الأموات. هذه الخبرة هي الليتورجية، إنّها السماء على الأرض، كما يحبّ الشرق أن يكرّر. لكنّ جمال الطقوس الشرقية بعيد كلّ البعد عن كونه واحة للهروب أو المحافظة. تظهر الجماعة الليتورجية بشكلها لا لأنّها تلتئم، وإنّما لأنّها تصغي إلى صوت الآخر، وتبقى موجَّهة نحوه، ولهذا السبب بالتحديد تشعر بالحاجة الملحّة لكي تذهب إلى الإخوة والأخوات وتحمل لهم إعلان المسيح".

    وأشار قداسته إلى أنّ "المؤتمر الليتورجي للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين للإرشادات حول تطبيق التعليمات الليتورجية لمدوَّنة قوانين الكنائس الشرقية هو فرصة لكي نتعرّف على بعضنا البعض داخل اللجان الليتورجية لمختلف الكنائس ذات الحقّ الخاصّ، إنّها دعوة للسير مع هذه الدائرة الفاتيكانية ومستشاريها، حسب المسار الذي حدّده المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وفي هذه المسيرة، سيفيدنا أن يحافظ كلّ عضو في الكنيسة الكاثوليكية الواحدة على الإصغاء الدائم إلى التقاليد الأخرى، إلى مساراتهم للبحث والإصلاح، بينما يحافظ كلٌّ منهم على أصالته".

    واعتبر قداسته أنّه "يمكننا أن نسأل أنفسنا عن إمكانية إدخال طبعات الليتورجية بلغات البلدان التي انتشر فيها المؤمنون، ولكن حول شكل الاحتفال، من الضروري أن نعيش الوحدة وفقاً لما أقرّه السينودس ووافق عليه الكرسي الرسولي، مُتجنّبين الخصوصيات الليتورجية التي، في الواقع، تُظهِر انقسامات من نوع آخر داخل الكنائس المعنيّة".

    وذكّر قداسته أنّه "لا يجب أن ننسى أنّ إخوتنا في الكنائس الأرثوذكسية والأرثوذكسية الشرقية ينظرون إلينا، حتّى لو لم نتمكّن من الجلوس إلى المائدة الإفخارستية عينها، لكنّنا نحتفل دائماً ونصلّي بواسطة النصوص الليتورجية عينها. لذلك دعونا ننتبه إلى التجارب التي يمكنها أن تضرّ الطريق نحو الوحدة المرئية لجميع تلاميذ المسيح"، مشدّداً على أنّ "العالم يحتاج إلى شهادة الشركة: وإذا كنّا سبب عثرة بالنزاعات الليتورجية، فإنّنا نلعب لعبة مَن هو سيّد الانقسام".

    وفي ختام اللقاء، منح قداسته الجميع البركة الرسولية، شاكراً إيّاهم على جهودهم ومشاركتهم في هذه الجمعية العامّة. 

    هذا وقد شارك أيضاً في اللقاء مع قداسة البابا من كنيستنا السريانية، الأب جورج جحّولا، من كهنة أبرشية الموصل، وهو ممثّل كنيستنا في المؤتمر الليتورجي الذي دعا إليه وعقده مجمع الكنائس الشرقية.

 

إضغط للطباعة