أقامت بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الثلاثاء 22 شباط 2022، رتبة صلاة وجنّاز راحةً لنفس المرحوم الأب سهيل قاشا الذي رقد بالرب في بيروت، وذلك في كاتدرائية سيّدة البشارة، المتحف – بيروت.
وبتكليف من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، ترأّس الرتبة صاحب السيادة مار متياس شارل مراد، النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ممثّلاً غبطته الموجود خارج لبنان حيث يشارك في اجتماعات كنسية مع قداسة البابا فرنسيس وفي الجمعية العامّة لمجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، ثمّ في مؤتمر عن السلام في حوض المتوسّط في مدينة فلوراسنا بإيطاليا.
كما شارك في رتبة الجنّاز صاحب النيافة مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران أبرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من كنيستنا ومن الكنائس الشقيقة، فضلاً عن حضور جمع من أصدقاء ومحبّي المرحوم من مختلف الطوائف والأديان، يتقدّمهم سعادة السفير العراقي في لبنان حيدر شياع البراك.
وبعدما نُقِل جثمان المرحوم الأب سهيل قاشا إلى مسقط رأسه في قره قوش – العراق، بناءً على رغبة عائلته، أقيمت رتبة الجنّاز في كنيسة الطاهرة الكبرى.
وبتكليف من غبطة أبينا البطريرك، ترأّس الرتبة صاحب السيادة مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، والقداس الإلهي الذي أقامه الخوراسقف شربل عيسو النائب العام في أبرشية الموصل، بتكليف من صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا المدبّر البطريركي للأبرشية، والذي يرافق غبطته في اجتماعاته في إيطاليا. كما شارك في رتبة الجنّاز وفي القداس الآباء الخوارنة والكهنة في أبرشية الموصل والشمامسة والرهبان والراهبات وعائلة المرحوم وذووه ومحبّوه وجموع المؤمنين.
وفي الرتبتين في بيروت وقره قوش، تلي الرقيم البطريركي وكلمة التعزية التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك، وفيما يلي نصّها:
"إلى أعزّائنا الروحيين إخوة المرحوم الأب سهيل قاشا وعائلاتهم
وجميع الأهل والأقارب والأصدقاء والأحبّاء، المبارَكين بالرب
بعد إهدائكم البركة الرسولية وتحيّة المحبّة والسلام بالرب يسوع، مصدر رجائنا ومبعث تعزيتنا، نقول:
بحزن وأسف تلقّينا نبأ وفاة المرحوم الأب سهيل قاشا الذي رقد بالرب صباح يوم السبت الماضي الواقع في ١٩ شباط ٢٠٢٢، بعدما أصيب بوباء فيروس كورونا، فيما نشارك في اجتماعات الجمعية العامّة لمجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، ومؤتمر عن السلام في حوض المتوسّط في مدينة فلورانسا بإيطاليا.
إنّ الأب المرحوم سهيل قاشا هو من مواليد قره قوش - بغديدا، البلدة السريانية العريقة، في سهل نينوى - العراق. تابع علومه إلى أن حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من كلّية التربية بجامعة الموصل بتقدير جيّد جداً، ومارس مهنة التعليم في العراق. وبعد أن أكمل دروسه اللاهوتية، سيمَ كاهناً بوضع يد المثلّث الرحمات مار قوريلّوس عمانوئيل بنّي، رئيس أساقفة الموصل آنذاك. وخدم في إدارة الإكليريكيتين الكبرى والصغرى في دير سيّدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان. كما علّم العديد من الموادّ في جامعات عدّة، وألقى عشرات المحاضرات والندوات.
برزت لديه موهبة الكتابة والتأليف والنشر منذ شبابه، وغذّى هذه الموهبة بالمثابرة وبذل الجهود. فأصدر عدداً كبيراً من الكتب المطبوعة والمخطوطة، إلى جانب المقالات العديدة التي نُشِرت في مجلات وصحف عدّة، فأغنى المكتبة الكنسية والتاريخية.
في السنوات الأخيرة، خدم كمرشد روحي للأخوات راهبات الصليب في دير يسوع الملك، حيث كان يقيم وينصرف للمطالعة والإنتاج الأدبي والعلمي الغزير.
إنّنا، فيما نتقدّم بالتعزية الأبوية إلى إخوة المرحوم وعائلاتهم والأهل والأقارب والأصدقاء والأحبّاء في قره قوش - بغديدا، كما إلى كلّ الأصدقاء والأحبّاء في العراق ولبنان وكلّ مكان، نكلّف سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنّا بطرس موشي، رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، أن يترأس باسمنا صلاة الجنّاز والدفن في قره قوش، وسيادة أخينا الحبر الجليل مار متياس شارل مراد، النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، أن يترأس باسمنا الصلاة في بيروت، وأن ينقلا إلى جميع المشاركين تعزيتنا ومشاركتنا بالصلاة من أجله.
نسأل الرب يسوع، "القيامة والحياة"، أن يرحم نفس المرحوم الأب سهيل قاشا، ويمتّعه بالسعادة الأبدية في الملكوت السماوي مع الأبرار والصدّيقين والكهنة والرعاة الصالحين. وليكن ذكره مؤبَّداً".
ثمّ نُقِل جثمان المرحوم الأب سهيل قاشا ليوارى في مقبرة الآباء الكهنة في قره قوش. رحمه الله.
|