الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل برتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب يوم الجمعة العظيمة في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 15 نيسان 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، برتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب يوم الجمعة العظيمة، وذلك في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان. 

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب ديفد ملكي كاهن رعية مار بهنام وسارة، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية. وشارك في الرتبة بمحبّة أخوية صاحب النيافة مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران أبرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس، بمشاركة الراهبات الأفراميات، والشمامسة، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية، ومن أبناء إرسالية العائلة المقدسة للنازحين العراقيين في لبنان. 

    خلال الرتبة، أُنشِدَت الترانيم بلحن الحاش (الآلام). وبعد القراءات والإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة الجمعة العظيمة، أشار فيها إلى أنّنا "نقيم رتبة السجدة للصليب المقدس في هذا اليوم، يوم الجمعة العظيمة، يوم إتمام الرب يسوع فداءه البشرية بسرّ محبّته العجيب. وكما دعَتْنا أمّنا الكنيسة طوال الصوم الكبير كي نسير مع الرب على درب الجلجلة، متأمّلين بآلامه وموته كفّارةً عن خطايانا، تدعونا اليوم لنتبارك بالهيبة والخشوع بآلام مخلّصنا المنقذة، ونسجد لصليبه الخلاصي، ونعظّم موته المحيي، ونرافقه إلى القبر، لنمجّد قيامته الظافرة يوم الأحد القادم". 

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "لسنا دعاة ألم وعذاب، لكنّ الرب يسوع لم يلغِ الألم والعذاب، بل تحمّلها كي يخلّصنا. لا نستطيع القول إنّه لا ألم ولا وجع في هذه الحياة، ولكنّنا عندما ننظر إلى الصليب، نستطيع أن نفهم بعين الإيمان، معنى الألم في حياتنا: الهجمية الإرهابية التي حلّت على شعبنا في العراق، وما حصل في قرى الجزيرة السورية، لكن رغم ذلك سنبقى شعب الفرح والرجاء".  

    وأكّد غبطته على أنّنا "نحن اليوم في يوم الجمعة العظيمة، وهو قمّة أسبوع الآلام، الأسبوع الخلاصي العظيم، إذ فيه تمّم الرب يسوع فادينا الخلاص. ومهما عصفت الرياح والزوابع والأخطار، ومهما كانت ظروف حياتنا هنا في لبنان، نستذكر أول قول يذكره الإنجيل على لسان يسوع وهو على الصليب: يا أبتاه أغفر لهم لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون". 

    وسأل غبطتُه "الربَّ يسوع، وهو التضحية وفي الوقت عينه العدل بالذات، أن يحاكم بالعدل صالبي شعبنا اللبناني الذين انتهكوا جلَّ حقوقهم الإنسانية، وجعلوا من هذا الشعب يفتقد الطعام والدواء والكهرباء، ويعيش بدوّامة من غلاء الأسعار، لا سيّما عامّة الشعب من الذين ضحّوا وتعبوا كي يؤمّنوا لعيش الكريم لهم ولعائلاتهم، إذ نجد المصارف اليوم، وبموافقة الحكومات، قد جمّدت ودائع الناس المشروعة!". 

    وشدّد غبطته على أنّنا "كمسيحيين، يستودعنا يسوع اليوم الرسالة لكي نعيشها في هذا البلد المتألّم لبنان وفي البلدان المشرقية من حيث انطلقت رسالته. وهو معنا ويعضدنا وسط العواصف والمحن والمصاعب، ينادينا من صليبه ويقول: كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضاً، سيكون لكم في العالم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبتُ العالم". 

    وتساءل غبطته: "لقد غفر الرب يسوع لصالبيه، فهل يغفر لبنان للذين صلبوه وأوصلوه إلى قعر الهاوية؟ من هنا على اللبنانيين واجب المشاركة في الانتخابات النيابية والتعبير بالنزاهة والحرّية لمحاسبة المسؤولين ولاختيار الأفضل والأصلح لخدمة هذا البلد، وعلى المسؤولين أن يندموا ويرجعوا إلى ضميرهم، ويدركوا أنّ هناك من سيحاسبهم". 

    ولفت غبطته إلى أنّ "علينا أن نجدّد إيماننا بالعناية الإلهية رغم كلّ ما يسبّب لنا شكوكاً في قدرة الله على قهر الشرور في عالمنا. وعلينا أن نستلهم من هذا الإيمان منبعاً للرجاء الذي لا يخيب، وأن نُفَعِّل هذا الإيمان عينه بأعمال الرحمة والمحبّة التي هي وحدها تميّزنا عن الآخرين الذين أرادوا أن يُقنِعوا أنفسهم بأنّ اقتناء هذه الأرض الفانية هو هدفهم الوحيد وسعادتهم الخادعة".  

    وختم غبطه موعظته بالقول: "فلنتذكّر بأنّ خشبة الصليب التي رأى فيها الآخرون عاراً وشكّاً، ستبقى لنا رمز فخرٍ وخلاص!، وليكن الصليب سوراً حصيناً وسنداً دائماً لنا ولجميع المؤمنين". 

    وبعد الموعظة، قام غبطته بغسل المصلوب بماء الورد، ونَضَحَهُ بالزيت، ورشَّ عليه البخور والطيوب. ثمّ أنشد غبطته بالسريانية نشيد السجود للصليب: "ܣܳܓܕܺܝܢܰܢ ܠܰܨܠܺܝܒܳܐ سوغدينان لصليبو" (فلنسجد للصليب الذي به خُلِّصنا، ومع لصّ اليمين نهتف: أذكرنا في ملكوتك). ثمّ جثا غبطته وقبّل الصليب، وفعل مثله الآباء الكهنة، فيما الجميع يردّدون النشيد عينه بالسريانية والعربية.  

    بعدئذٍ أقيم زيّاحٌ بنعش المسيح المصلوب داخل الكنيسة وفي باحتها، ثمّ أقام غبطته رتبة دفن المصلوب واضعاً إيّاه في قبرٍ خاص تحت المذبح، وختمه وبخّره. 

    وفي الختام، منح غبطته المؤمنين بركة آلام الرب يسوع وموته الخلاصي بالصليب المقدس.

 

إضغط للطباعة