الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي – بيروت

 
 

   في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 17 نيسان 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بقداس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت. 

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بحضور ومشاركة الأب جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة في دير الشرفة، والأب سعيد مسّوح نائب مدير إكليريكية الشرفة وقيّم الدير، والأب حميد مسّوح وهو الكاهن المرتسم حديثاً في أبرشية حمص وحماة والنبك، والشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين. 

    بدايةً، أعلن غبطته بشرى قيامة الرب يسوع من بين الأموات. ثمّ أقام رتبة السلام التي يتميّز بها احتفال عيد القيامة، مانحاً السلام إلى الجهات الأربع. وطاف غبطته في زيّاح حبري داخل الكنيسة، حاملاً الصليب المزيَّن براية بيضاء علامةً للنصر الذي حقّقه الرب يسوع بغلبَتِه على الموت بالقيامة، ليحتفل غبطته بعد ذلك بقداس العيد. 

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا جحيم"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "نبوءة هوشع النبي التي سمعناها في رتبة السلام، وهذا الكلام ردّده بولس الرسول الذي قال عن نفسه إنّ المسيح تراءى له في آخر الرؤى التي ظهر فيها للتلاميذ. ويعتبر بولس، بكلّ تواضع، أنّه آخر التلاميذ، هو الذي تراءى له المسيح على طريق دمشق وتغيّر، إذ تحوّل من مضطهِدٍ للمسيحية إلى رسول الأمم". 

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "في الرسالة التي وجّهناها وأرسلناها إلى الأبرشيات والرعايا كافّةً، بمناسبة عيد القيامة المجيدة، بعنوان "الصليب درب القيامة"، نذكر أنّ عيد القيامة هو أكبر أعيادنا، عيدٌ يحمل لنا الفرح والثقة بالله الذي يصالحنا ويجعلنا نتصالح مع بعضنا البعض، والذي هو رجاؤنا. ونحن اليوم في هذه الظروف الأليمة التي نجتازها، كم نحتاج إلى نعمة الرب حتّى نؤمن بقيامته المجيدة". 

    ولفت غبطته إلى أنّنا "نردّد دائماً بأنّ المسيح توجّه نحو التلاميذ وسمّاهم "أحبّائي"، نعم نحتاج إلى نعمة خاصة في هذه الأيّام كي نجدّد ثقتنا بالرب يسوع الذي انتصر على الموت بموته على الصليب، والذي أعطانا الرجاء أنّنا نحن أيضاً سنقوم في القيامة الأخيرة، لكي نشترك في سعادة السماء معه ومع العذراء وجميع القديسين والشهداء". 

    وأشار غبطته إلى أنّنا "نعم نحتفل اليوم بعيد القيامة، ولكن ليس كالسنوات السابقة، إذ منذ ثلاث سنوات تقريباً لا نلتقي كالعادة، وخاصّةً بسبب الظروف التي يمرّ بها لبنان. ونتساءل عن السياسيين اللبنانيين الذين استغلّوا اليوم سلطتهم كي يهينوا ويخطئوا تجاه المواطنين النزيهين، ولم يقوموا بمسؤولياتهم كما يفرضه موقعهم وواجبهم الوطني، لأنّ على كلّ مسؤولية سياسية في البلد أن تكون في خدمة الشعب. ونحن لا ندري إن كانوا يجهلون ما قاموا به، من تدمير لبنان، ودفعه إلى هذه الهاوية، حتّى أنّ المواطنين النزيهين أضحوا يفقدون ثقتهم بهذا البلد. إنّ هؤلاء السياسيين يدركون ذلك دون شكّ، ونترك لله أن يحكم عليهم ويجازيهم". 

    وشدّد غبطته على أنّنا "نحن المسيحيين خاصّةً هنا في لبنان، يجب أن نعرف قول الحقيقة بأنّ لبنان يتدهور، ومن أسباب هذا التدهور أنّ المسيحيين غير متّفقين بالشكل الصحيح، حتّى أنّنا أصبحنا سخريةً أمام الجميع، أمام أعداء لبنان من الداخل والخارج، وأمام العالم كلّه". 

    وتابع غبطته متناولاً الوضع الراهن في لبنان: "نقول بكلّ وضوح، إنّه يجب على المسؤولين وأصحاب السلطة في لبنان أن يكونوا واضحين وشجعاناً، وأن يضعوا النقاط على الحروف، ويبيّنوا أين تكمن الأخطاء التي جعلت هذا البلد الجميل الذي كان ملجأً للاجئين، وبشكلٍ خاص للمسيحيين، إن كانوا من العراق أو من سوريا، يصل إلى قعر الهاوية والإنحطاط. علينا أن نصارحهم بأنّهم يخرّبون لبنان، وعليهم أن يرجعوا إلى الرب ويتّفقوا ويحملوا قضية لبنان بصوتٍ واحدٍ وقلبٍ واحد". 

    وأكّد غبطته أنّنا "نحن أيّها الأحبّاء، عندما نحتفل بالعيد، فهذا لا يعني أنّنا نعيش في عالم آخر، بل إنّنا نتألّم ونتوجّع ونحسّ بالقلق تجاه مستقبل لبنان، ونشعر مع جميع الذين يتوجّعون في هذا البلد، والذين يفقدون الغذاء أو الدواء أو الكهرباء، ونحاول كلّ جهدنا أن نساعدهم وننمّي فيهم روح الرجاء". 

    وختم غبطته موعظته بالقول: "أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا جحيم. نحن لا نؤمن بالرب كأنّه غائب عنّا، بل إنّه معنا ويرافقنا، ويؤكّد لنا: لا تخافوا، أنا معكم كلّ الأيّام حتّى انقضاء الدهر. هذا ما نبتهل به إلى الرب يسوع القائم من بين الأموات، ونسأله أن يقوّينا كي نتابع مسيرتنا، مسيرة درب الصليب، نحو مجد القيامة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، والقديس اغناطيوس الأنطاكي شفيع كنيسة كرسينا البطريركي، وجميع القديسين والشهداء". 

    وفي نهاية القداس، هنّأ غبطةُ أبينا البطريرك الأساقفةَ والكهنةَ والإكليروسَ والمؤمنين في كلّ أنحاء العالم بعيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات. ثمّ منح غبطته الجميعَ البركة الرسولية عربوناً لمحبّته الأبوية.

 

إضغط للطباعة