في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت 30 نيسان 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة إرسالية مار أفرام السرياني في فوربي غورد – ستوكهولم، السويد، وخلاله قام غبطته برسامة تسعة شمامسة بدرجة مرنّم وقارئ للإرساليات السريانية في فوربي غورد وأكالا في ستوكهولم، ولينشوبينغ.
عاون غبطتَه في القداس والرسامة أصحابُ السيادة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا والمدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والخوراسقف إدريس حنّا كاهن إرساليتَي أكالا وفوربي غورد في ستوكهولم، بحضور ومشاركة الآباء الخوارنة والكهنة: المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والأبوين حسام شعبو واليان غانم، من كهنة الإرساليات السريانية في السويد، والشمامسة، وجموع غفيرة من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه الروحي بالقيام بهذه الزيارة الأبوية الراعوية: "أن نلتقي مع أولادنا الأحبّاء في كنيسة الانتشار، وأن نقدّس معهم سرّ الإفخارستيا - القربان المقدس، وأن نرسم شمامسة لخدمتهم، هذا مدعاة لفرح كبير يملأ قلبنا كبطريرك، وكذلك قلوب إخوتنا الأساقفة آباء السينودس المقدس والآباء الخوارنة والكهنة الذين يرافقوننا، ومن بينهم الخوراسقف إدريس الذي هو خادمكم، خادم هذه الإرسالية، والذي بذل الكثير لخدمتكم مدّة سنوات عديدة".
ونوّه غبطته إلى أنّ "هذه المناسبة ملؤها الفرح والرجاء والمعونة، نعمة إلهية تملأ قلوب أبناء وبنات هذه الإرسالية، إرسالية مار أفرام في هذه المدينة - فوربي غورد، وجميع الذين يشاركوننا في الاحتفال بهذه الذبيحة الإلهية. ونأمل أن يشارك عددٌ كبيرٌ منكم في ذبيحة القداس التي سنحتفل بها غداً عند الساعة السادسة مساءً في أكالا لتقديس وتكريس الكنيسة الجديدة، كنيسة الشهداء، التي نجح الخوراسقف إدريس بالحصول عليها بمساعدة المطرانية اللاتينية في السويد، وقام بترميمها وتجميلها بمساعدة العديد من المؤمنين والمؤمنات المتطوّعين بكلّ محبّةٍ وتفانٍ وفرح".
ولفت غبطته إلى أنّه في رسالة مار بولس إلى أهل روما، والتي سمعناها في بداية هذا القداس، يتكلّم مار بولس عن الناموس، وهو من أبناء طرسوس وكان من الفريسيين، أي من تلك الجماعة المتمسّكة بالناموس والشريعة الموسوية، والناموس كلمة يونانية تعني الشريعة، أي القوانين التي كان اليهود يتبعونها. فلم يكتفِ مار بولس، الذي أصبح رسول الأمم، بنشر الكرازة في بلادنا المشرقية، بل انطلق من أنطاكية إلى آسيا الصغرى، فاليونان، فإلى قبرص ومالطا وإيطاليا، لذلك دعي رسول الأمم. ترك كلّ شيء وتحمّل العذابات والاضطهادات كي ينشر الخلاص الذي تمّمه الرب يسوع بموته وقيامته".
وأشار غبطته إلى أنّنا "نحتفل بالأحد الثاني بعد القيامة، وقد سمعنا هذه الأعجوبة التي صنعها الرب يسوع بظهوره الثالث للتلاميذ على بحيرة طبرية. هذه الأعجوبة تذكِّرنا بلقاء يسوع مع التلاميذ في المرّة الأولى، حيث جعل من شمعون كيفا بطرس صيّاداً للبشر، وليس فقط للسمك. وهنا نودّ أن نذكّركم أنّنا نحن المدعوين إلى سرّ الكهنوت، مدعوون إلى خدمة الشعب المؤمن، وعيش الصبر والتضحية والانفتاح دوماً، دون أيّ تشكٍّ، لأنّنا نحن على مثال الرب يسوع، علينا أن نكون الرعاة الصالحين".
وتوجّه غبطته بالتهنئة إلى الشمامسة الجدد، منوّهاً إلى أنّ "كلمة شمّاس ܡܫܰܡܫܳܢܳܐ هي من أصل سرياني، ܫܰܡܶܫ أي خَدَمَ، فنحن نسمّي جميع الذين يريدون أن يخدموا الكنيسة شمامسةً، وحتّى شمّاساتٍ أيضاً، لأّننا عائلة واحدة، ولا فرق بين رجل وامرأة. لكنّنا اعتدنا في الكنيسة في تقاليدنا أن يخدم الشباب والرجال مع الأسقف والكاهن على المذبح، وكانوا ولا يزالون ينالون رتبةً خاصّةً نسمّيها رتبة الشمّاسية، بدءاً من الرتب الصغرى: المرنّم والقارئ والأفودياقون(الرسائلي)، وصولاً إلى الشمّاس (الدياكون). فجميعنا مدعوون إلى الخدمة بحسب روح المسيح الذي جاء لا ليُخدَم بل ليَخدُم ويبذل نفسه عن كثيرين. كما لدينا أخواتنا بنات الأخوية، وهنّ يعرفْنَ أنّه بمقدار خدمتهنَّ واعتنائهنَّ وتضحيتهنَّ من أجل جماعة الكنيسة، يكافئهنَّ ربّنا بنِعَمٍ وبركاتٍ غزيرةٍ، فلا يفتّشْنَ عن منصبٍ أو ترقيةٍ، لكن على مثال النساء اللواتي تبعْنَ يسوع حتّى الصليب، يخدمْنَ يسوعَ في شخص الكنيسة والرعية".
وختم غبطته موعظته مجدِّداً التهنئة "لهذه الإرسالية وكلّ الإرساليات التي رُسِمَ الشماسمة الجدد لخدمتها، وللآباء كهنة الإرساليات والشمامسة وأعضاء الجوق الذين أدّوا الترانيم باللغة السريانية، ونحن علينا أن نظلّ منتمين إلى كنيستنا ومتجذّرين فيها، ولو أنّنا كنيسة صغيرة ومشتَّتة في أصقاع الأرض من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، لكنّنا سنبقى أمناء لدعوتنا أن نكون على مثال الرسل، ولو كان عددنا قليلاً. فعلينا على الدوام أن ننشر حولنا الفرح والرجاء والسلام، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار أفرام وجميع القديسين والشهداء".
وقبل المناولة، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة السيامة الشمّاسية الصغرى بدرجتَي المرنّم والقارئ لتسعة من أبناء الإرساليات السريانية في فوربي غورد وأكالا في ستوكهولم، ولينشوبينغ، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي. فتلى غبطته صلاة وضع اليد، وصلاة حلول الروح القدس، وألبسهم الهرّارات، وسط جوٍّ من الفرح الروحي والتصفيق.
وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف إدريس حنّا كلمة رحّب فيها بغبطته بالأساقفة والخوارنة والكهنة، معبّراً عن فرح أعضاء هذه الإرسالية وسرورهم باستقبال غبطته في هذه الزيارة الراعوية، ومعرباً عن امتنانه لغبطته على رعايته الأبوية وكلّ ما يقوم به لخدمة الكنيسة في كلّ مكان.
ثمّ قدّم الخوراسقف إدريس حنّا إلى غبطته درعاً تذكارياً باسم إرسالية مار أفرام في فوربي غورد، عربون محبّة وشكر ووفاء، وتخليداً لهذه الزيارة.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، التقى المؤمنين في قاعة الكنيسة، حيث نالوا بركته. وهنّأ الجميعُ الشمامسةَ الجدد، متمنّين لهم خدمة مباركة للكنيسة في السويد.
|